النفط يستقر بعد انخفاض حاد نتيجةً لزيادة محتملة في إنتاج أوبك+

استعادت أسعار النفط بعض خسائرها، اليوم الخميس، بعد انخفاضها بنحو 2% في الجلسة السابقة، حيث يُقيّم المستثمرون زيادة محتملة في إنتاج أوبك+، في ظل إشارات مُتضاربة بشأن الرسوم الجمركية من البيت الأبيض، والمحادثات النووية الأمريكية الإيرانية الجارية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتًا، أو 0.8%، لتصل إلى 66.65 دولارًا للبرميل الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 55 سنتًا، أو 0.88%، ليصل إلى 62.82 دولارًا للبرميل.
استقرت الأسعار على انخفاض بنحو 2% في جلسة التداول السابقة بعد تداول انباء بأن العديد من أعضاء أوبك+ سيقترحون على المجموعة تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني في يونيو. تأتي الزيادة المقترحة - التي قد تضاهي زيادة مايو البالغة 411 ألف برميل يوميًا - في الوقت الذي تحوم فيه أسعار النفط بالقرب من أدنى مستوياتها في أربع سنوات وسط حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف من فائض المعروض.
وستجتمع ثماني دول من أوبك+ في 5 مايو لوضع اللمسات الأخيرة على خطة يونيو، وسط ارتياح بين أعضاء المجموعة على حفظ توازن الأسواق وضمان استقرارها.
تلقت الأسعار الدعم من دلائل على اقتراب الولايات المتحدة والصين من محادثات تجارية. وذكرت تقارير أن البيت الأبيض سيكون على استعداد لخفض رسومه الجمركية على الصين إلى 50% لفتح باب المفاوضات.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الأربعاء بأن الرسوم الجمركية الحالية على الواردات - بنسبة 145% على المنتجات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة و125% على المنتجات الأمريكية المتجهة إلى الصين - غير مستدامة، ويجب تخفيضها قبل بدء محادثات التجارة بين الجانبين. إلا أن كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، صرحت لاحقًا لقناة فوكس نيوز بأنه لن يكون هناك أي تخفيض أحادي الجانب للرسوم الجمركية على السلع الصينية.
يقول محللو شركة ريستاد إنرجي إن استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يُخفض نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف هذا العام، ليصل إلى 90 ألف برميل يوميًا، من 180 ألف برميل يوميًا. وأفادت تقارير يوم الأربعاء أن ترامب يدرس أيضًا إعفاءات من الرسوم الجمركية على واردات قطع غيار السيارات من الصين.
وستعقد الولايات المتحدة وإيران جولة ثالثة من المحادثات نهاية هذا الأسبوع بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، مما قد يُسبب ضغطًا هبوطيًا على أسعار النفط. ويراقب السوق المحادثات بحثًا عن أي مؤشر على أن التقارب الأمريكي الإيراني قد يُؤدي إلى تخفيف العقوبات على النفط الإيراني وزيادة الامدادات.
لكن الولايات المتحدة فرضت يوم الثلاثاء عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأنه يُظهر "انعدام حسن النية والجدية" بشأن الحوار مع طهران.
وأشارت عدة تقارير اليوم الخميس إلى أن ارتفاع أسعار النفط جاء بعد خسائر حادة تكبدتها في الجلسة السابقة، حيث استوعب المستثمرون تقارير تفيد بأن أوبك+ تخطط لزيادة الإنتاج في يونيو. وقد حظيت السلعة بدعم من إشارات إلى مفاوضات محتملة بشأن الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.
قبل ذلك، ألمح ترامب إلى مفاوضات تجارية محتملة مع الصين، قائلًا إن الصفقة المحتملة قد تؤدي إلى خفض "كبير" في الرسوم الجمركية. لكنه أضاف أن "التخفيض لن يكون صفرًا". وقد يؤدي خفض الرسوم الجمركية إلى زيادة النشاط الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
من جهتها، أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 244 ألف برميل لتصل إلى 443.1 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 18 أبريل، متجاوزةً توقعات المحللين بانخفاض قدره 770 ألف برميل.
في الوقت نفسه، انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير أكثر من المتوقع. وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 4.5 مليون برميل، متجاوزةً الانخفاض المتوقع البالغ 1.4 مليون برميل، بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير، بما في ذلك الديزل ووقود التدفئة، بمقدار 2.4 مليون برميل، متجاوزةً بكثير الانخفاض المتوقع البالغ 30 ألف برميل.