شباب البومب والرياضة

كنت إلى فترة قريبة لا أتابع مسلسل شباب البومب، وأراه موجها للأطفال ولا يوجد فيه محتوى يحمس للمشاهدة، رغم الزخم الكبير والمشاهدات المليارية التي تصاحب هذا المسلسل. إلا أنني في آخر سنتين اضطررت عند السفر، أن أتابع بعض حلقاته عبر اليوتيوب مع أبنائي فيصل وديما، حيث كانا يحرضاني بإلحاح على المتابعة معهما. وبدأت تنشأ ألفة بيني وبين المسلسل ونجومه.
وفي شهر رمضان هذا العام، تابعت المسلسل من التلفزيون مباشرة، ولعل لتوقيت عرضه المناسب، دور كبير في هذه المشاهدة.
وللأمانة والإنصاف، تفاجأت بجودة هذا العمل وبسلامة محتواه من الرسائل المسمومة، بل إن موضوعاته رائعة جداً وهي تعكس فعلياً كل ما يمر به المجتمع في يومه العادي.
حتى على الجانب الرياضي، تطرقوا لموضوعات مهمة جداً، حيث يتناولون هذه الموضوعات بأساليب خلاقة وقوية وغير مسبوقة. فهذا العام تناولوا في إحدى الحلقات، ظاهرة (التمصدر) التي يشهدها وسطنا الرياضي عند كل فترة تسجيل، وأبدعوا في كل تفاصيلها لدرجة أنهم ختموا الحلقة باستضافة المصدر العالمي الأول في سوق الانتقالات (فابريزيو رومانو).
كما أن إحدى الحلقات التي تسبق مباراة منتخبنا أمام الصين بساعتين و(التي أقيمت قبل أسبوعين)، تم تخصيصها للمنتخب السعودي ووضعه في التصفيات، وفي نهاية الحلقة تم عرض مباراة تخيلية لمنتخبنا مع الصين وأن المنتخب فاز بهدف ليكون ختام الحلقة بأغانٍ وطنية ربطت المسلسل بالمباراة الفعلية التي أقيمت بعد ساعتين من نهاية المسلسل وفاز منتخبنا بهدف سالم الدوسري لنكسب ثلاث نقاط غالية.
نعود للمسلسل وأبطاله المبدعين بقيادة الفنان فيصل العيسى، لننصفهم ونشيد فيهم ونقول استمروا فأنتم نجحتم وكسبتم الرهان بمسلسل صنعتوا له هوية مميزة وجماهيرية طاغية واستمرارية وصلت إلى 13 سنة من دون انقطاع.
بل إن المميز في هذا العمل ونجومه أنه اقتحم دور السينما للعام الثاني على التوالي، حيث نزل العام الماضي، الفيلم الأول لشباب البومب، واليوم ينزل الفيلم الثاني وهذا تحدٍ كبير وإبداع أكبر من أبطال العمل.
أختم بأن المبدعين في وطننا هذا كُثر -ولله الحمد-، وفيصل العيسى أحد هؤلاء المبدعين، بهذا العمل العملاق الذي يعيش تفاصيل مجتمعنا ويتناول قضاياه اليومية بطريقة جذابة وصادقة.