تعيش الأسواق والمتاجر المحلية منافستها السنوية لاجتذاب أكبر عدد ممكن من المتسوقين سواء كانوا من أولياء الأمور أو الطلاب والطالبات أو غيرهم عبر حملات تسويق ممنهجة تتضمن إطلاق عروض خاصة بمناسبة العودة للمدارس وتشمل تلك العروض والتخفيضات مختلف الأدوات والملابس المدرسية وكل ما يتعلق بالدراسة من خدمات وأجهزة إلكترونية، كما أنها لم تستثنِ السيارات وقروض تمويل الدراسة. وأكد عدد من المختصين أن الاستفادة من تلك الظاهرة مفيدة وموفرة في حال كان الشراء في نطاق الأساسيات وما يحتاجه الطلبة والطالبات من مستلزمات تتعلق بالدراسة ولكنها قد تكون ضارة ومكلفة إذا تجاوزت ذلك النطاق نحو شراء سلع ومنتجات وكماليات وخدمات لا ضرورة لها. وأكد المتخصص في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال المستشار أحمد الشهري "أن التخفيضات الموسمية والأحداث الترويجية تعد وسائل جذب تخاطب احتياجات العملاء وتتميز بتكثيف إنفاق المستهلك خلالها، وينبغي للمستهلك الواعي تملك خططه الاستهلاكية بشكل مسبق حتى لا يندفع مثل غيره من المستهلكين الذين تجتذبهم كثافة الإعلان من قبل الشركات ومقدمي الخدمات". وقال الشهري "إن اللجوء إلى التمويل من أجل شراء السلع والخدمات لأغراض استهلاكية مؤشر سوء تخطيط المقترض أو ضعف الدخل ولا ينصح به، كما أن الاندفاع خلف الإغراءات الدعائية وملاحقة الموضات أمور مكلفة ومضرة بميزانية الأسر، فشراء حقيبة مدرسية بمبلغ مرتفع قد يفوق 200 ريال يعد أمرا غير مجدٍ في ظل وجود حقائب بسعر أقل من ذلك بكثير وبجودة مناسبة، كما أنه لا توجد ضرورة ملحة وملزمة لاقتناء الجيل الجديد والإصدار الحديث من الأجهزة التقنية في ظل مواكبة الأجهزة الموجودة لدى الطالب للمطلوب منه بشكل جيد". بدوره قال المستشار التجاري الدكتور عبدالرحمن محمود بيبة "إن من بين صفات المستهلك الواعي معرفته لاحتياجاته ومتطلباته ولذا فمن المهم جدا أن يحرص أولياء الأمور والطلبة على وجود قائمة بالضروريات من المستلزمات والأدوات التي يحتاجونها لضمان عدم النسيان. وتأتي الاستفادة من المنافسة التي تحدث موسميا بين مختلف المحال والشركات عبر متابعة مختلف العروض الخاصة بالمستلزمات المدرسية كالحقائب وأنواع القرطاسية والملابس المدرسية والأحذية وغيرها ومقارنة الأسعار التي تقدمها مختلف المحال التجارية ومقارنة الجودة أيضا لكي يتحصل المستهلك على أفضل صفقة متاحة أمامه". وحذر بيبة من الاندفاع خلف العروض والتسهيلات المغرية خصوصا في السلع الباهظة السعر كالسيارات أو الأجهزة التقنية أوفي القروض التمويلية، مشيرا إلى أهمية معرفة المستهلك لاحتياجاته ثم العمل على أن تكون تلك الاحتياجات متناسبة مع ميزانيته، خصوصا وأن السوق يشهد تنافسية كبيرة بين الشركات والخيارات فيه متعددة ومتنوعة، فالاندفاع في ذلك مدخل للدخول في متاهة القروض التي يصعب على المقترض سدادها والالتزام بأقساطها التي ستكون عبئا مستقبليا على ميزانية الأسرة، كما أنه قد يكون سبب في دفع قيمة أعلى من السعر الحقيقي للمنتج ودافع لشراء منتجات وسلع دون الجودة فقط لأن شرائها مقسطة يتم بتسهيلات قد تكون مغرية في ظاهرها في حين أنها ملزمة في بواطنها بأمور مجحفة بحق المستهلك. كما نبه بيبة إلى أهمية الحذر من العروض الوهمية والإعلانات المضللة مشيرا إلى أنها تكثر عادة خلال الحملات التسويقية الموسمية. أحمد الشهري عبدالرحمن بيبة