عام سعودي حافل عالمياً

حملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني
ريادة عالمية في فصل التوائم السيامية
مضى عام 1445ه ولم تمض إنجازاته التي بقيت حاضرة وشاهدة على عظم المنجزات التي سطرتها المملكة في صفحات عام 1445ه، حيث تحققت الكثير من المنجزات قبل أوانها على كافة الأصعدة والمجالات، وسخّرت القيادة الرشيدة -أيدها الله- كل ما من شأنه أن يعود بالنفع على الوطن، وينسجم مع توجهات ومكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، وعقدت على أراضي المملكة العديد من القمم والمؤتمرات التي نتج عنها قرارات مهمة، إضافةً إلى زيارات رفيعة المستوى من رؤساء وزعماء وملوك وأمراء الدول الشقيقة والصديقة.
وحققت المملكة خلال هذا العام العديد من الإنجازات والأرقام غير المسبوقة، ففي الخارجي استضافت المملكة الكثير من المؤتمرات على المستوى العربي والإقليمي والدولي لوضع حلول للأزمات التي تعصف بالمنطقة والعالم لتؤكد أنها الدولة الأهم والأكثر ثُقلاً عربياً وإقليمياً، كما نظمت العديد من البطولات الرياضية والتقنية والفنية لتثبت المملكة من خلالها ريادتها على مستوى المنطقة، وعلى مختلف الصعد المحلية والعربية والإسلامية والدولية، وكل ذلك يتسق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-.
سلم وأمن
وكان من أهم أحداث 1445ه استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، والرئيس فلاديمير زيلينسكي رئيس جمهورية أوكرانيا، حيث قاد ولي العهد الجهود التي تقوم بها المملكة بهدف الوصول إلى حل للأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، بما يعزز السلم والأمن الدوليَّين، فمنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية، والمملكة تتعهد بالعمل على التهدئة بين الطرفين المتنازعين، وكذلك تقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا عبر جسور جوية، تشمل مساعدات إنسانية، إضافة إلى المشتقات النفطية، ونجحت وساطة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في إبرام صفقة تبادُل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، من جهةٍ أخرى وقعت المملكة والولايات المتحدة الأمريكية مذكرة تفاهم تحدد أطر التعاون بينهما لوضع بروتوكولٍ يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات.
مساعٍ كبيرة
وشهد العالم ما قامت به المملكة من دور عالمي كبير سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، وبصماتها المؤثرة في المشهد الدولي، وسعيها بتحركات كبيرة من خلال المحافل الدولية والزيارات المكوكية لإبراز الدور السلمي في كافة القضايا العالمية، وكان لها مساعٍ كبيرة ومؤثرة ومنها ما هو إنسانياً كوقوفها مع القضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز، حيث بدأت من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، وقامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي العام المنصرف شهد الوضع الفلسطيني مآسي كبيرة بشأن غزة ودفعت المملكة بثقلها لوقف الاعتداء ضد المدنيين، وأعربت عن إدانتها واستنكارها وأصدرت العديد من البيانات وتابعت عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعت للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس.
حملة شعبية
وأكدت المملكة رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك، ودانت بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها المناطق المدنية بما فيها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، ودانت واستنكرت اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات إنسانية تابعة للمملكة الأردنية الهاشمية كانت في طريقها لقطاع غزة المحاصر، ونيابةً عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رأس صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وفد المملكة المشارك في "قمة القاهرة للسلام" المنعقدة بشأن مناقشة الصراع في غزة ومحيطها، ومستقبل القضية الفلسطينية.
ومن ضمن ما قامت بها المملكة توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بإطلاق حملة شعبية عبر منصة "ساهم" التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، كما قامت المملكة بتعيين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة ومفوضاً "غير مقيم" لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس.
جهود إغاثية
وكان للمملكة جهود إغاثية عالمية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة انطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعاراً منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية، ومن ضمن الدول التي دعمها المركز إنسانياً بالإضافة إلى فلسطين واليمن، تسليم العراق منحة مالية لتمويل مشاريع المسح وإزالة الذخائر العنقودية والألغام في عدد من المحافظات، من جهة أخرى وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية لإغاثة المتضررين من الفيضانات التي شهدتها دولة ليبيا الشقيقة، وقدم مركز الملك سلمان للإغاثة أكثر من 600 مليون دولار أمريكي للقضاء على مرض شلل الأطفال وانتشال الملايين من حالة الفقر بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، كما دعم المركز ووزارة الخارجية والتنمية البريطانية المتأثرين بالأزمة الإنسانية في السودان بمبلغ 9.16 ملايين دولار، ووقع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة اتفاقية مشتركة مع منظمة "اليونيسيف" لضمان رعاية الأطفال حول العالم.
صناعة الطائرات
ومن الإنجازات التي تحققت في 1445ه وقّعت المملكة مع عدد من الشركات الوطنية المتخصصة في الصناعات العسكرية والدفاعية بالمملكة، وشركات دفاع تركية، في الرياض، اتفاقية ومذكرتي تفاهم؛ لتوطين صناعة الطائرات المسيَّرة والأنظمة المكونة لها داخل المملكة، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، كما نجح فريق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في حصد المركز الأول في المسابقة الدولية للطائرات المسيرة بدون طيّار (SUAS 2024)، التي أقيمت في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، متفوقاً على 70 فريقاً طلابيّاً من مختلف جامعات العالم، وفي ذلك العام فازت المملكة برئاسة المنظمة الآسيوية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة "الآسوساي" للفترة (2027 – 2030)، وافتتح وزير الطاقة أعمال "أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023م في مدينة الرياض، كما قام وزير الاستثمار بافتتاح منتدى الاستثمار السعودي – الأوروبي في مدينة الرياض، وبدأت أعمال الدورة السابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، تحت عنوان "البوصلة الجديدة"، في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض، بمشاركة ما يقارب 6000 مشارك من أكثر من 90 دولة.
قمة العُلا
وعقدت في العُلا قمة العُلا العالمية للآثار التي انطلقت بحضور أكثر من 300 مشارك من المسؤولين الحكوميين ورؤساء المنظمات والجمعيات المعنية بالآثار والتراث الثقافي، واختتمت بالإعلان عن جائزة تحت اسم "جائزة قمة العُلا العالمية للآثار للتميز الأثري"، وفي إنجاز آخر أكدت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز" تصنيف المملكة الائتماني عند "A/A-1" مع نظرة مستقبلية مستقرة، واستضافت المملكة المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة وسط حضور دولي، وبمشاركة أكثر من 190 دولة حول العالم، إضافةً إلى صدور أمر سامٍ كريم بإنشاء محمية ملكية باسم الإمام فيصل بن تركي الملكية، تمتد على ثلاث مناطق إدارية وهي عسير وجازان ومكة المكرمة، وصولًا إلى داخل المياه الإقليمية للمملكة في البحر الأحمر، وتلقت المملكة خبر فوز مرشح المملكة الدكتورة حنان بنت حسن بلخي بمنصب مدير إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، وخلال 1445ه أيضاً، تم تدشين "سفينة جلالة الملك عنيزة" خامس سفن "مشروع السروات"، بالإضافة إلى تصنيف المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وفقًا لمؤشر ستانفورد الدولي 2024.
ريادة عالمية
ومن الإنجازات التي تحققت أيضاً فصل التوائم السياميين، فانطلاقاً من دور المملكة الإنساني ومنذ ما يقارب 35 عاماً سجلت نجاحات مذهلة في عمليات فصل التوائم السيامية التي تعد واحدة من أدق وأعقد الجراحات عالمياً، وأحرزت فيها المملكة قصب السبق، إذ استطاعت تحقيق الريادة العالمية والإشادة الدولية من قبل الدول والمنظمات ذات العلاقة، فضلاً عن أهالي التوائم السيامية، لتصبح المملكة نافذة التفاؤل لحالات التوائم السيامية بين قارات العالم، وفي عام 1445 وإنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- تم بنجاح فصل التوءم السيامي التنزاني "حسن وحسين" بعد عملية جراحية معقدة استغرقت 16 ساعة بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، كما تم بنجاح فصل التوءم السيامي النيجيري حسنة وحسينة بعد عملية جراحية معقدة استغرقت 16 ساعة ونصفًا، ونجاح فصل التوءم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" يوسف.
وجهة سياحية
وحرصاً من المملكة على وقف التطورات جرّاء التصعيد العسكري في العالم أجمع وخطورة انعكاساته، فقد رحبت المملكة باستئناف المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة، جدة بتيسير من المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، بالشراكة مع ممثل مشترك لكلٍ من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية، كما أطلقت أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي في الرياض، ووقعت خمس مذكرات تفاهم بين المملكة والعديد من الدول الأفريقية وهي إثيوبيا، والسنغال، وتشاد، ونيجيريا، ورواندا، كما حدث في ذلك العام انطلاق ملتقى الأعمال السعودي الصيني في بكين، وتوقيع 12 اتفاقية تعاون بين البلدين باستثمارات تتجاوز 5 مليارات ريال، وفيما يخص الجانب السياحي أعلنت الصين الشعبية والمملكة عن توقيع اتفاقية، لتصبح من خلالها المملكة وجهة سياحية رئيسة للسائح الصيني، وتسمح بموجبها للمواطنين الصينيين بالسفر إلى المملكة من خلال المجموعات السياحية.
دعم السلام
وعن تهدئة الوضع باليمن وجّه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع بلقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ووجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لاستكمال اللقاءات والنقاشات بناءً على المبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021، ورحبت وزارة الخارجية بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن؛ التي عقدها فريق التواصل والتنسيق السعودي، بمشاركة الأشقاء في سلطنة عُمان مع وفد صنعاء.
حدث كبير
وفي 1445ه أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، عن إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم، الذي تنظمه المملكة في الرياض سنوياً، ابتداءً من صيف العام 2024م، وتم الإعلان عن انطلاق دورة الألعاب العالمية القتالية الرياض 2023 بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض، وكذلك انطلاق سباق كأس التحدي الدولي للقدرة والتحمل في محافظة العُلا، بمشاركة 182 فارساً وفارسة، يتنافسون على جوائز مالية تقدر بمليون ريال سعودي، وذلك على ميادين قرية الفرسان الدولية، وفي العام نفسه تم تتويج المنتخب السعودي بطلًا لكأس العالم للعبة "أوفرواتش 2" التي أقيمت في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وافتتح رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد الدكتور حسن مصطفى، بطولة العالم للأندية لكرة اليد سوبر جلوب 2023 التي تستضيفها المملكة للمرة الرابعة توالياً على صالة وزارة الرياضة بالدمام.
وحصد المنتخب السعودي للرياضيات ست جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات وبطولة العالم لرفع الأثقال بالرياض تسجل رقمًا قياسيًا من حيث عدد اللاعبين واللاعبات المشاركين، وعدد الدول المشاركة في البطولة، الذي بلغ 719 لاعبًا ولاعبةً، مثلوا 153 دولة من أصل 160 دولة، بمجموع 2500 رياضي.
نجاح لافت في المسابقة الدولية للطائرات المسيرة بدون طيار
مساعدات غذائية للشعوب المحتاجة
رعاية طبية للاجئين السوريين