ارتفع حجم سوق الدواجن العالمية بقوة إلى 360.5 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع وصوله إلى 385.3 مليار دولار في عام 2024، وعموماً، فقد نما القطاع بمعدل سنوي مركب 6.9٪ خلال السنوات الماضية، وهو مرشح لتحقيق إيرادات بقيمة إلى 494.5 مليار دولار في عام 2030، ويعزى هذا النمو التاريخي إلى التوسع الاقتصادي القوي في الأسواق الناشئة، وزيادة استهلاك اللحوم، وزيادة استهلاك البروتين، والدعم الحكومي المتزايد، والتحضر السريع، وارتفاع عدد السكان، والتقدم التكنولوجي، واعتماد ممارسات الدواجن العضوية، واستخدام الذكاء الاصطناعي، وتصاعد الاستثمارات، والشراكات وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية في قطاع الدواجن العالمي. وتعتبر الدواجن واحدة من أكثر مصادر البروتين اقتصاداً، حيث تشهد منتجات الدواجن مثل البيض واللحوم نمواً مستمرا في الطلب، ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، فقد لوحظت زيادة بنسبة 86٪ في استهلاك لحوم الدواجن عالميًا في غضون 20 عامًا من عام 2001 وحتى عام 2021، وكان لهذا الارتفاع الكبير في استهلاك لحوم الدواجن تأثير إيجابي على حجم السوق، ومن المتوقع أن تصل واردات الدواجن على مستوى العالم إلى 17.5 مليون طن بحلول عام 2030، حيث تعد البرازيل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكبر المصدرين والمستوردين في العالم. تحظى منتجات الدواجن بشعبية كبيرة في السوق العالمية نظرًا لفعاليتها من حيث التكلفة والبروتين عالي الجودة، ومن المتوقع أن تكون الدواجن واحدة من أهم السلع الحيوانية المستوردة خلال السنوات القادمة، ويصل الإنتاج العالمي من لحوم الدجاج إلى 100 مليون طن سنوياً، ويعتمد قوة الطلب على زيادة عدد السكان وتوافر الدخل المتاح للمستهلكين، ويعزى هذا الطلب القوي إلى وجود محتوى غني بالبروتين بتكلفة منخفضة، وفي ذات السياق، تعد التغذية السليمة واحدة من أهم عوامل نمو مبيعات الدجاج اللاحم، وهو القسم المزدهر الذي حصد 70% من إيرادات القطاع في عام 2023، حيث يتطلب الدجاج اللاحم 13 فيتامينًا، وحمضًا دهنيًا أساسيًا واحدًا، و13 حمضًا أمينيًا، و14-16 معدنًا، ومصدرًا للطاقة من أجل تغذية متوازنة. تعزيز مبيعات الدواجن يساهم النمو الاقتصادي المستقر في تعزيز مبيعات الدواجن، وتحفيز استثمارات السوق، وزيادة استخدام اللحوم في الأغراض الغذائية المختلفة، وعلى سبيل المثال، تشير بيانات الاتحاد الأسترالي للدجاج، إلى أن استهلاك الدجاج ارتفع من 46.3% في عام 2020، إلى 50.1% في عام 2023، ومن ثم، فإن الاستهلاك المتزايد للحوم يعد محركاً مهماً لنمو مبيعات الدجاج، في الوقت نفسه، تعتبر التكنولوجيا عنصراً أساسياً في تطوير القطاع، حيث تعتمد شركات تجهيز الدواجن على أنظمة التصوير ثلاثي الأبعاد لتحسين الإنتاجية، فيما تقوم أجهزة الاستشعار القريبة من الأشعة تحت الحمراء بقياس تكوين اللحوم والعظام في الدجاج، ويسمح تحليل الرؤية للنظام بتنفيذ القطع الأمثل لكل طائر، بغض النظر عن حجمه أو شكله، وتعمل هذه العملية المبنية على البيانات على زيادة الإنتاجية وتقليل تكاليف وحدة معالجة لحوم الدواجن. يراهن اللاعبون الأساسيون على تطوير الشراكات الاستراتيجية في سوق الدواجن بهدف توسيع تواجدهم في السوق، وتعزيز قدرات الإنتاج، والابتكار لتلبية متطلبات المستهلكين، وعلى سبيل المثال، فقد شهد شهر فبراير 2023، تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين شركة التنمية الغذائية السعودية، وشركة تايسون فودز الأميركية، الأمر الذي يسمح بتوفير منتجات الدواجن عالية الجودة في أسواق الشرق الأوسط، وقد حصدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر الإيرادات في سوق الدواجن خلال عام 2023، وعلى سبيل المثال، فإن حجم السوق في الصين يصل إلى 135 مليار دولار، أما في الهند، فإن سوق الدواجن تبلغ قيمته 28.1 مليار دولار، ومن المتوقع وصوله إلى 44.9 مليار دولار بحلول عام 2030. من جهة أخرى، نما حجم سوق الدواجن العضوية إلى 8.4 مليارات دولار في عام 2023، وقد يصل إلى 8.8 مليارات دولار في عام 2024 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5٪، فيما من المتوقع بلوغه 10.5 مليار دولار في عام 2030، ويمكن أن يعزى هذا النمو إلى التقدم التكنولوجي، والقيود التنظيمية الصارمة، وزيادة الوعي بالفوائد الصحية، وتلبية الطلب المتزايد، والحفاظ على القدرة التنافسية، بالإضافة إلى ذلك، هناك اتجاه نحو دمج أنظمة التصوير ثلاثي الأبعاد لتحسين العمليات وتعزيز الإيرادات، والاستثمار في الحلول القائمة على البيانات الضخمة والتحليل دفع نمو الإيرادات، واعتماد تكنولوجيا الروبوتات لإدارة المزارع بكفاءة وزيادة الإنتاجية، واحتضان الواقع الافتراضي لتعزيز كفاءة المزرعة، وتقديم خدمات التوصيل عبر الإنترنت لتعزيز الإيرادات والحصة السوقية. تستورد السعودية لحوم دواجن سنوياً بقيمة 1.29 مليار دولار، وهي تصنف كثامن أكبر مستورد للدواجن في العالم، بينما يعد القطاع في المرتبة 21 بين أكثر المنتجات المستوردة في المملكة، وتأتي الواردات بشكل أساسي من: البرازيل (847 مليون دولار)، وأوكرانيا (222 مليون دولار)، وفرنسا (131 مليون دولار)، وبولندا (27.2 مليون دولار)، والأرجنتين ( 21.4 مليون دولار)، في المقابل، تصدر السعودية لحوم دواجن بقيمة 243 مليون دولار، مما يجعلها رقم 21 بين أكبر المصدرين في العالم، فيما تعتبر الدواجن المنتج رقم 52 بين المنتجات الأكثر تصديراً في المملكة، وتذهب الصادرات السعودية إلى الكويت (153 مليون دولار)، والإمارات (54.9 مليون دولار)، والبحرين (34.5 مليون دولار)، وأوكرانيا (194 ألف دولار)، وتنزانيا (148 ألف دولار). ويزدهر سوق الدواجن في السعودية بسبب قوة الاستهلاك، والدخل المتاح، ونمو الطبقة المتوسطة، والتوسع في افتتاح المطاعم في كافة المناطق، والتي ترفع الطلب على الدواجن، وتعد المملكة الأولى عربياً في إنتاج الدواجن، وخلال شهر فبراير الماضي، سجلت المملكة رقماً قياسياً بإنتاج 100 مليون كيلوجرام، وعموماً، فإن الإنتاج السنوي يصل إلى 1.3 مليار طن من لحوم الدجاج، و5.4 مليارات بيضة سنوياً، وقد عززت الاستثمارات الحكومية الجديدة من خطة تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الدواجن بحلول العام 2030، وقد تبلغ السعودية هذا الهدف قبل الموعد المحدد بأربع سنوات، خاصة وأن الخطة التوسعية تتضمن ضخ استثمارات جديدة في القطاع بقيمة 17 مليار ريال حتى عام 2025، مما يعطى دفعة كبيرة لصناعة الدواجن.
