قفز سوق المكملات الغذائية العالمية خلال العام المنصرم، محققاً قيمة سوقية بنحو 177.5 مليار دولار، ارتفاعاً من 164 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يواصل السوق قفزاته إلى 192.6 مليار دولار في 2024، حيث يقدر نمو القطاع بمعدل سنوي مركب 9 % حتى نهاية العقد الحالي، وهذا يعني أن السوق مرشحة لتحقيق إيرادات بقيمة 327.4 مليار دولار في 2030، ويلاقي قطاع المكملات الغذائية زخماً كبيراً مع دخول العديد من الشركات الجديدة إلى السوق، وزيادة وعي المستهلكين بأهمية الصحة الوقائية، فيما تظل شيخوخة السكان سيفاً مصلتاً يجبر المزيد من الاقتصادات المهمة في العالم على زيادة الاهتمام بالرعاية الصحية للمسنين، ولهذا، تقود دول مجموعة العشرين، وخاصة الولاياتالمتحدةوالصينواليابان، ازدهار المبيعات في سوق المكملات الغذائية، حيث اشترى الأميركيون وحدهم أكثر من ربع المنتجات المباعة في عام 2023. بالرغم من أن شيخوخة السكان تعد اتجاهاً عالمياً، لا رجعة فيه، إلا أنها تعد أيضاً أحد الحوافز الحاسمة لتطوير سوق المكملات الغذائية، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد كبار السن في العالم، وهم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، سوف يتضاعف خلال العقدين المقبلين، وهذه هي الأهداف الديموغرافية الرئيسة لشركات المكملات الغذائية، والتي تساهم على نطاق واسع في تكملة الطلب، وعلى الرغم من أن أعلى المبيعات يستحوذ عليها الأشخاص من فئة البالغين (تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 65 عاماً)، إلا أن معدل انتشار الطلب على المنتجات التكميلية أعلى بكثير بين المسنين، حيث يساهم المسنون بنحو 30 % من مبيعات المكملات الغذائية على مستوى العالم. تعتبر الرعاية الصحية الوقائية أساسية في الاقتصادات المتقدمة الكبرى، وهى ضمن الأولويات، وقد ساهم صانعو المكملات الغذائية في تحسين وعي المستهلكين، وذلك عبر تكثيف حملاتهم التسويقية المباشرة من أجل تطوير فعالية وسلامة المنتجات الحالية الجديدة والمحسنة، ونجحوا في التأثير على مجموعة متنوعة ملايين المستهلكين حول العالم، مما عزز المبيعات في السوق، والملاحظ أن الكثير من هؤلاء العملاء يعتمدون على قنوات بديلة، مثل الإنترنت في التشخيص الذاتي، وهذا يساعدهم على تحديد احتياجاتهم الصحية المستهدفة، حيث يقوم ملايين المستهلكين في الاقتصادات المتقدمة بزيارة الإنترنت قبل وبعد زيارة الطبيب للتحقق من صحة النصائح الطبية. يمثل اتجاه المستهلكين للإنترنت من أجل الحصول على المعلومات الصحية، نعمة كبيرة لشركات المكملات الغذائية، حيث يدفعها ذلك إلى تكثيف جهودها التسويقية من أجل إثارة حماسة المستهلكين المحتملين لشراء المزيد من المنتجات بشكل ذاتي من الإنترنت، بدلاً من اتباع توصية الطبيب مباشرة، وقد قام منتجو المكملات الغذائية بتعزيز هذا السلوك الموجه ذاتياً من خلال حملاتهم التسويقية عبر الإنترنت، ومع اكتساب المستهلكين المعرفة الصحية المطلوبة، تزداد رغبتهم في الشراء، ومن المتوقع أن ينمو قطاع مبيعات المكملات الغذائية عبر الإنترنت بمعدل سنوي مركب قدره 9.8 % حتى عام 2030، خاصة وأن الحملات التوعوية التي تديرها الجهات الصحية الحكومية وغير الحكومية والشركات الخاصة أدت إلى زيادة فهم المستهلكين للفوائد الغذائية لهذه المنتجات، والتي من المتوقع أن تعزز نمو سوق المكملات الغذائية في عام 2024، وما بعده. يعد استهلاك المكملات الغذائية نوعاً من الوجاهة الاجتماعية في العديد من الاقتصادات الناشئة، وهذا الاتجاه، تستفيد منه الشركات على نطاق واسع، حيث تنشط في توفير المنتجات الأكثر طلباً في السوق، وقد اكتسبت المكملات الغذائية الرياضية شعبية كبيرة خلال السنوات الماضية، وتتضمن التغذية الرياضية السليمة الفيتامينات، والبروتينات، والمكملات الغذائية، والدهون، والكربوهيدرات، والمعادن، والمواد العضوية، بالإضافة للأطعمة والمشروبات التي تعزز القوة الجسدية والبدنية للرياضيين، وبخاصة لاعبي كمال الأجسام المتطلعين لزيادة قدرتهم على التحمل، وتعزيز نمو العضلات، وتحسين الصحة العامة، ومن المتوقع أن يؤدي نمو تقنيات التغليف إلى زيادة وصول المكملات الغذائية إلى أسواق جديدة، وسيعزز الطلب القوي على المنتجات الطبيعية من فرص اختراق السوق وتحقيق المزيد من الأرباح. يظل الإبداع والابتكار أساسي للغاية في سوق المكملات الغذائية، ولهذا، تعمل الشركات الكبرى باستمرار على تطوير منتجات وتركيبات جديدة بهدف تلبية الاحتياجات والتفضيلات المتطورة للمستهلكين، وذلك عبر مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن والنباتات العشبية والأحماض الأمينية، ولكل منها مزيجها وتركيبتها الفريدة، وتستثمر الشركات في السوق باستمرار في البحث والتطوير لإنتاج مكملات غذائية مبتكرة وفعالة تلبي مختلف الأهداف الصحية، وقد أطلقت كبرى الشركات خلال عام 2023، مجموعة مبتكرة من المكملات الغذائية والفيتامينات المصممة خصيصاً لدعم الجهاز المناعي، في ذات الوقت، يواجه القطاع تحديات هائلة، إذ تعد الحرب التجارية، والحمائية، وزيادات التعريفات الجمركية، معرقلاً كبيراً لنمو تجارة المكملات الغذائية العالمية، لأن هذه الحواجز تحد من إمكانية الوصول للأسواق المتعطشة لهذه المنتجات. استحوذت مكملات الفيتامينات على حصة سوقية كبيرة وصلت إلى 30 % في عام 2023، أي بلغت نحو 57.6 مليار دولار في عام 2023، وهى مرشحة للوصول إلى 133.9 مليار دولار بحلول عام 2030، وتتوفر هذه المكملات في عدة أشكال، مثل فيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج، وفيتامين د، حيث يتم الترويج لمكملات فيتامين أ على نطاق واسع باعتبارها جرعات سحرية لصحة العين، وتحسين المناعة العامة، فيما تعتبر مكملات فيتامين د، الأكثر مبيعاً لأنها تساعد على امتصاص الكالسيوم، وقد يؤدي نقصها إلى مخاطر صحية خطيرة، وغالباً ما يتم وصف هذه المكملات من قبل الطبيب، ومن المتوقع أن تنمو مكملات البروتين والأحماض الأمينية بمعدل سنوي مركب 13.4 % حتى 2030، وباعتبار الأحماض الأمينية عناصر غذائية أساسية للبروتين، فإن الطلب عليها سيظل قوياً، بسبب اهتمام المستهلكين بحماية المناعة، أما مكملات الطاقة وإدارة الوزن، فقد نالت حصة الأسد في السوق حيث تجاوز الطلب عليها 30 % خلال عام 2023، مدعوماً بمشتريات عشاق الرياضة من الفيتامينات والبروتينات، التي تعين على شحن الطاقة، وتحسين القدرة على التحمل العضلي، وصحة المفاصل، الأمر الذي يدعم نمو السوق. يعد البالغون والرياضيون أكبر مستهلكي المكملات الغذائية في عام 2023، حيث دعموا إيرادات القطاع بحصة تبلغ 46 %، ومن المتوقع أن يظل الاستهلاك قوياً لأنه يستهدف الحفاظ على نمط صحي مطلوب للمستهلكين، بينما من المتوقع أن نمو استهلاك الأطفال الرضع للمكملات الغذائية بأسرع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 14 % حتى عام 2030، فيما استحوذت مبيعات المكملات الغذائية دون وصفة طبية على 75.5 % من إيرادات القطاع في 2023، وتشهد المبيعات دون وصفة طبية نمواً مطرداً بسبب زيادة وعي المستهلكين بالقيمة الغذائية والفوائد الصحية للمنتجات، ومن الطبيعي أن تعزز سهولة الشراء المباشر وفعالية التكلفة من قيم المبيعات، كما أنه من المتوقع نمو المكملات الموصوفة طبياً بمعدل سنوي مركب قدره 9.5 % حتى 2030. تنمو سوق المكملات الغذائية المصنوعة في شكل مسحوق بسبب سهولة الاستخدام والاندماج في المواد الغذائية الأخرى، وهذه تخطت إيراداتها 20 مليار دولار في 2023، أما سوق المكملات الغذائية المصنوعة في شكل سائل، فمن المتوقع أن تنمو بمعدل سنوي مركب قدره 12.2 % من عام 2024 وحتى 2030، وفي الوقت الراهن، تزدهر سوق المكملات الغذائية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عبر تسجيل إيرادات بنسبة 34.9 % من مجمل الإيرادات العالمية للقطاع في عام 2023، ومن المتوقع أن تشهد المنطقة الآسيوية طلباً متزايداً، حيث تتوسع الشركات بعلاماتها التجارية المميزة في الأسواق غير المستغلة في جنوب شرق آسيا، وتعد الصينواليابان والهند أكبر أسواق المكملات الغذائية في آسيا نظراً لقاعدة المستهلكين الضخمة في هذه الدول. تعتبر سوق المكملات الغذائية في الصين هي الأكبر في القارة الاسيوية بسبب الضخامة السكانية، حيث بلغت حصة السوق في الصين أكثر من 40 % في عام 2023، أما في إندونيسيا، فإن حجم سوق المكملات الغذائية قدرت بأكثر من 2 مليار دولار في عام 2023، وفي اليابان، الدولة الآسيوية الرائدة في مجال الرعاية الصحية الوقائية، بسبب شيخوخة سكانها، فإن سوق المكملات الغذائية يتجاوز 10 مليارات دولار، في المقابل، يتوقع أن يلعب الشرق الأوسط وأفريقيا دوراً محوريًا في تطوير السوق، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10 % حتى عام 2030، وقد يشهد سوق المكملات الغذائية في أوروبا معدل نمو سنوي مركب قدره 7% حتى نهاية العقد الحالي، وفي المجمل، يتميز سوق المكملات الغذائية العالمية بالمنافسة الشديدة، حيث يركز اللاعبون الرئيسون في السوق على استراتيجيات مثل إطلاق المنتجات الجديدة والمبتكرة، وتأسيس المزيد من الشراكات، وشيوع صفقات الاندماج والاستحواذ.
