بعد ما عبر المستكشف الهولندي مارسيل صحراء الشاعر الجاهلي امرئ القيس بحثاً عن الكثيب الواقع بين الدخول وحومل، أوصله الحراس المسلحون من مركز شرطة الخماسين عاصمة الوادي في تسعينات القرن الماضي، وهناك وضع تحت حماية عبد الله مفتش التعليم وراعي التراث الثقافي المحلي في الوادي كما قال، إذ كان عبدالله كما يقول قد نشر في جريدة "الرياض" في السنة التي سبقت وصوله عمله المؤلف من جزأين "واحة الشعر الشعبي" وهو (انطولوجيا) ويقصد فيها مارسيل (المقتطفات الأدبية المنتقاة) يمثل هذا المؤلف قصائده وقصائد أفراد قبيلته الأميين في الغالب وفي هذه المساهمة النادرة في حياة الدواسر الفنية اطلع مارسيل على عمل الشاعر البدوي الكبير الدندان. وبرغم أن مضيفه الشاعر عبد الله وهو أحد خيارات أجندته يعتبر نفسه بدوياً كما قال فهو قروي في الأصل لكنه في أيامه الأولى كان صياداً متحمساً، وبات يعرف الصحراء معرفة معقولة. كان اختصاصه رمي الغزلان من سيارة جيمس متحركة. وفي الطريق كان يحتسي القهوة في الخيام لمغازلة الفتيات البدويات. كان هذا قبل تطبيق تعاليم القرآن تطبيقاً حرفياً بغض البصر من باب التواضع والاحترام، وفي اليوم الذي حل فيه قتل آخر غزال وأخفت فتيات الصحراء الجميلات مفاتنهن وثيابهن الضيقة ذات الألوان الزاهية تحت عباءات سوداء كان عبد الله قد انسحب من نزعات الشباب. حالياً يسهر عبد الله على أخلاق التلاميذ وفي إطار التعاون الدولي في هذا المجال قام قبل سنوات بزيارة عمل إلى باكستان وبلاد أخرى ممثلاً لجمعية الدعوة الإسلامية، لم يكن رأيه بالغرب إيجابياً. فمن وقائع رحلة سياحية في أوروبا أخذ بالدرجة الرئيسة إلى ميدان بيغال فاحتفظ في ذهنه بصورة من الانحطاط الكامل عن الغرب وبوجود مارسيل كشاهد إثبات كان يسرد في كل مجلس حكايات مرعبة عن شباب في الغرب يقضون أيامهم على مصاطب الحدائق العامة، وكان المستمعون كثيراً ما يطلبون مزيداً من التفاصيل مثل حقيقة التقارير الصحافية عن عادات الهولنديين في القفز عراة بصورة جماعية في ماء البحر بمناسبة عيد رأس السنة. بعض الحضور أبدوا تخوفهم من هذا الانحطاط الأخلاقي وخشيتهم أن يحقق اختراقاً إلى مجتمعاتهم بعد ما أصبح بعض الآباء يبيح للمخطوبين الالتقاء تحت المراقبة وينظر أحدهم إلى وجه الآخر قبل عقد القران. وكان أحدهم فخوراً بالارتباط بزوجته دون أن يراها عملاً بالتقاليد العريقة. وهو يرى أن المهم ليس مظهر المرأة بل حسبها ونسبها. لأن الطفل في رأي السعوديين كما يقول يرث شخصية خاله. وعند ما أعلن مارسيل أن المرأة الأوروبية تملك حق تطليق زوجها متى شاءت اهتزت فرائض عبد الله والحضور حسب قوله وعلقوا: في هذه الحالة كل رجال السعودية سيكونون مطلقين غداً. ومن حسن الحظ أنهم بعيدون عن الخطر لأن الإسلام جعلهم قوامين على النساء. أحد الحضور مثله مثل بعض السعوديين اقترن بزوجة ثانية حين اقتربت الأولى من سن اليأس وهو مثل البعض الذي استسلم لإغراءات العالم العربي الأوسع. هناك النساء أفتح بشرة وأجمل وأقل تكلفة. فاختار امرأة من بلد عربي وهي بشهادته فلاحة غبية ذات وجنتين حمراوين هنا قال مارسيل لكنك تنتظر من ابنتك أن تحفظ القرآن عن ظهر قلب فشرح له بصبر ثم رد: نعم إني أخلط بين شيئين وعليّ أن أفهم أنها إنسانة بسيطة، ولدي القدرة على تربيتها هنا من جديد. مجنون ليلى بريشة خالد الفيصل سعود المطيري