اعتدنا بين جنبات هذا الوطن العريق ونحن نرفل في حضنه الدافئ أن نحقق معه ما نحلم به، بدعمه ومساندته وتلمسه مواضع الازدهار والتطور ووضعه المواطن رقم واحد في كل قرار، مع الكل بدون استثناء وهذا كله بعد توفيق الله سبحانه وتعالى فمنذ الثالثة بعد التسعين ونحن من عز ورخاء إلى أمن وإخاء وازدهار، حيث أصبح هذا التاريخ كبوصلة أعادت الاتجاهات كلها إليه، أصبح هذا الوطن الشامخ يُشار له بالبنان وتهتف به القلوب عرفانًا وامتنانًا ومحبةً، وتمجيدًا لهذا التاريخ باتت هذه المناسبة عظيمة على قلوب الجميع، هذا التاريخ العريق الذي أعاد بناء الخارطة بتوحيد أطرافها المترامية وجمعها تحت مسمى (المملكة العربية السعودية) ومنذ ذلك الحين أُعلن عن مملكة آمنة مستقرة بشجاعة وبسالة وحكمة قادة أعلوا من شأن المملكة العربية وشأن كل من يمت لها بصله حتى أن غير السعوديين يتمنون لو ولِدّوا بين ظهرانيها، هذا مع كون السعودية وطن الجميع ويد حانية على الجميع، وفي المقابل هي سيف بتار على يد كل من يحاول المساس أو العبث مع ركائزها الثابتة فقد كان الحُلم آنذاك قبل ثلاثة وتسعين عامًا هو إنشاء دولة يحفها الأمن والأمان يسودها الخير والطمأنينة، وقد تحقق هذا الحُلم، ولكن لم يكن الطريق لبلوغه ممهدا أو سهلا، بل تطلب شجاعة وقوة الأجداد ورؤية وحكمة القادة وحبّ وإخاء الشعب. فأصبح مفهوم الوطن يحتل مكانة كبيرة ومرموقة في قلوب أبنائه لا سيما أبناء المملكة العربية السعودية، حيث ينتابهم شعور الفخر والاعتزاز والانتماء لوطن أغدق عليهم الغالي والنفيس وزرع حبه والانتماء إليه في النفوس، وينتظر الحصاد، حيث إن حصاد الوطن في أبنائه الأوفياء الذين يجزمون يقينًا أن وطنهم لا مثيل له على وجه الأرض قاطبةً. الآن وقد أصبحت المملكة العربية السعودية وطنا يعد أنموذجًا يحتذى به في كل شيء ويضرب به المثل في الترابط والتعاضد بين القيادة والشعب وطن شامخ أعتلى سلم المجد وبقي في أعلى القمم عزيز شاهق، يُشاهد أبناؤه وهم يسارعون في المساهمة في نهضته ورقيه وكل ما يصب في مصلحة الفرد والمجتمع، فمصلحة الفرد لا بد أن تتفق مع مصلحة مجتمعه حتى نُكْمِل بهذا الاتفاق مسيرة الأجداد ونمهّد الطريق للأجيال القادمة وتكون بها أحلامنا واقع ومنهاجًا قويما. نسأل الله أن يديم الوطن وقادته، وشعبه، وأمنه، وأمانه.