أصدرت وكالة الطاقة الدولية، وهي المنظمة الاستشارية للطاقة في العالم الغربي، تقريرًا مثيرًا للدهشة في مايو 2021 بعنوان الحياد الصفري بحلول عام 2050، وتمثل خارطة طريق لقطاع الطاقة العالمي، وتبنى هذا التقرير فكرة نهاية جميع الاستثمارات الجديدة في البترول والغاز (ناهيك عن الفحم) بدءًا من عام 2021. وقدَّمت وكالة الطاقة الدولية تقريرها باعتباره "أول دراسة شاملة في العالم حول كيفية التحول إلى الحياد الصفري لنظام الطاقة بحلول عام 2050 مع ضمان إمدادات طاقة مستقرة وبأسعار معقولة، وتوفير وصول عالمي للطاقة، وتمكين نمو اقتصادي قوي". ويزعم التقرير أن خارطته تحدد "مسارًا فاعلًا من حيث التكلفة ومنتجًا من الناحية الاقتصادية" نحو "اقتصاد طاقة مرن تهيمن عليه مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدلًا من الوقود الأحفوري". وتُشير وكالة الطاقة الدولية في بداية التقرير إلى أن التحدي الهائل المتمثل في استبدال نظام الطاقة العالمي الشاسع والمعقد الذي بُني على مدى قرنين من التطور الصناعي التراكمي "يُشكّل أيضًا فرصة عظيمة لاقتصاداتنا، مع إمكانية توفير ملايين فرص العمل الجديدة وتعزيز النمو الاقتصادي". وذكر التقرير أنَّ أفضل السيناريوهات الممكنة التي وعدت بتحقيقها وكالة الطاقة الدولية في رؤيتها بعنوان "الحياد الصفري بحلول عام 2050" (نظام طاقة أنظف مع إضافة صافية لملايين الوظائف ذات الأجور المرتفعة) سوف تتحقق إذا قام صناع السياسات بوضع حد فوري للاستثمارات في جميع المشاريع التنموية الجديدة للوقود الأحفوري، وحظر المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035، وإيقاف جميع انبعاثات الكربون في قطاع توليد الطاقة بحلول عام 2040. ويؤكد تقرير وكالة الطاقة الدولية أن "تقنيات الطاقة المتجددة التي تتناقص تكلفتها باستمرار، تمنح الكهرباء الأفضلية في السباق نحو الحياد الصفري". وفي توقعاتها حتى عام 2050، يؤدي الاعتماد الإضافي للألواح الشمسية وتوربينات الرياح إلى زيادة حصتها في توليد الكهرباء من 10 % في عام 2021 إلى 69 % في عام 2050.