في تلك الأرض التي تبعد عني آلاف الأميال والتي لم تمنعني أن أغور في تفاصيل حكاية رجل أصبح أشهر من نار على علم ونبراسًا لكل إنسان طموح يسعى أن يحقق مراده ويقف أمام حلمه الذي لطالما رسمه في مخيلته سنوات وسنوات، الأكيد أن هذا الرجل لم يصل إلى هذه المنزلة بين يوم وليلة وكانت كل الطرق مفروشة له بالورود، بل إنه واجه المصاعب منذ أن كان في رحم أمه التي كانت قد قررت إجهاض جنينها بفعل الفقر وصعوبة الحياة قبل أن تعدل على قرارها التي اكتشفت بعد مرور الزمن أنه أكبر خطأ سترتكبه في حياتها، هذا الطفل الصغير في سنوات صباه الأولى واجه حروبًا هائلة الواحدة تلو الأخرى وافتعال لأزمات هائلة من القريب منه قبل البعيد ومحاولات لا تعد لإسقاطه، ولكن في كل مرة ينتصر ويحقق أهدافه، قد يكون بره في أمه الدرع الذي يواجه بها كل نزالاته، والوقود الذي يستمد منه قوته، حتى أصبح بعد مرور الوقت نجمًا يجذب عدسات المصورين ووسائل الإعلام العالمية، فباتت قدراته الهائلة وشغفه الكبير في مهنته تلفت الأنظار ومثالًا يحتذى، وبين كان وسيكون قرر هذا الرجل وبعد كل الأهداف التي حققها أن يرتحل إلى المملكة التي تعيش أوج عصورها وتعمل على أن تصل إلى تحقيق أهدافها البعيدة والكبيرة قبل القريبة، قرار الرجل اللامع التاريخي الذي أدهش العالم أجمع واتهموه مجددًا بالجنون لمجرد أنه يتأهب لمغادرة ديارهم وأنه لم يعد صالحًا في عمله، ولا في فكره، وهو ما كذبته الأيام وأثبتت المواقف كذب كل تلك الأقاويل، لدرجة أن نجومهم قرروا اللحاق به إلى أرض الأحلام الخضراء، فأصيبت أقلامهم بالشلل وتوقف تفكيرهم عند "يا ليت لم يكن" . فيصل الجنيدل