أكد الرئيس التنفيذي لشركة Plug and Play سعيد أميدي، استثمرنا هذا العام وحده في 5 شركات بالمملكة، ونخطط لتسريع نموّ نحو مئة شركة ناشئة أخرى، وافاد: واصلنا على مدى السنوات ال 17 الماضية مساعدة الشركات الناشئة على بلورة أفكارها وتقنياتها لتلبي احتياجات عملائها، مشيرا: في نهاية هذا العام سنستثمر في 5 شركات أخرى، وإليكم الحوار: بصفتكم الرئيس التنفيذي، ما هي أفكاركم حول الوضع الراهن للابتكار في المملكة العربية السعودية على امتداد مختلف القطاعات والمناطق؟ وأين تتوقعون أن تتشكّل أهمّ فرص النمو والتحوّل؟ أسافر منذ أكثر من 10 سنوات إلى بلدان ومدن مختلفة، وقد شاهدت برلين، مثلًا، منذ حوالي 12 عامًا وهي تتحوّل إلى مركز لريادة الأعمال، كذلك باريس التي أصبحت مؤخرًا، بدعم من الحكومة والجهات التنظيمية، وبوجود مسرّعات التمويل الأولي ومنصات الابتكار الداعمة، مركزًا رائعًا لريادة الأعمال. كذلك أرى أن المملكة واحدة من أفضل 5 دول في هذا المجال من بين الدول التي زرتها، وأنا الآن أزورها منذ 3 سنوات. فقبل 3 سنوات، كنا نتطلع إلى الاستثمار هنا ومساعدة الشركات الناشئة في التوسع العالمي، لكن كان يصعب العثور على شركات ناشئة رفيعة المستوى. أما اليوم، فيسعدني القول إننا استثمرنا هذا العام وحده في 5 شركات بالمملكة، ونخطط لتسريع نموّ نحو مئة شركة ناشئة أخرى، وقبل نهاية العام سنستثمر في 5 شركات أخرى، لذلك يسعني القول إنني رأيت نهضة مذهلة في هذا المجال وقابلت رواد أعمال أذكياء ومتحمسين. كيف تعزز Plug and Play التعاون والتبادل المعرفي بين المبتكرين والمستثمرين والخبراء من أنحاء العالم؟ وما هو برأيك الدور الذي تلعبه في تحقيق الإنجازات المستقبلية؟ لدينا مكاتب في 55 مدينة حول العالم، تتوزع بين الولاياتالمتحدة وكندا وأوروبا والشرق الأقصى، وحديثًا في الشرق الأوسط، ونشعر بأن بناء الجسور بين مراكز ريادة الأعمال هذه حول العالم يعزز تلقائيًا التعاون والتبادل المعرفي. فمثلًا، عندما أطلقنا عملياتنا قبل 7 سنوات في مدينة شتوتغارت، كنا نجلب 90% من الشركات الناشئة، أما الآن فهناك جهود محلية هائلة في شتوتغارت وفي ألمانيا عمومًا، وبالإمكان أن نجد شركات ناشئة واعدة عبر منظومة جامعة شتوتغارت، ونشعر في هذا السياق بأن قصص النجاح في منطقة ما، تلهم الشركات الناشئة الإقليمية النجاح وترفع من جودتها. ولا يفوتني القول أيضًا إنني كنت اليوم في اجتماع مع مسؤولين من وزارة الصحة وفي اجتماع آخر مع مسؤولين من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، كما تشرفت بتناول العشاء الليلة الماضية مع معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وأعجز عن وصف القدر العالي من الحماس الذي لمسته لدى جميع المسؤولين لمساعدة الشركات الناشئة. لذلك، نشعر في ضوء كلّ هذا الدعم، أن بالإمكان خلق ثقافة ريادة أعمال رائعة واستهداف آلاف الشركات الناشئة سنويًا. ما هي الاستراتيجيات والمبادرات التي خطّطتم لها في المستقبل لكي تستمر Plug and Play في السير على طريق النجاح؟ وكيف تتصورون تطوّر الشركة خلال السنوات القادمة؟ واصلنا على مدى السنوات ال 17 الماضية مساعدة الشركات الناشئة على بلورة أفكارها وتقنياتها لتلبي احتياجات عملائها. وقد حرصنا على دعم المزيد من الشركات الناشئة في قطاعات التنقل والكهرباء. وتُعدّ قطاعات الاستدامة وسلاسل التوريد والأمن الزراعي والغذائي من أسرع القطاعات نموًا لدينا، لذلك نشعر بأن المنهجية التي نتّبعها في إيجاد أفضل رواد الأعمال ومساعدتهم وربطهم بالشركات الكبيرة مثل "وولمارت" و"كارغيل" و"كوكا كولا" للترويج لتقنياتهم ومنتجاتهم، تساعدهم على التوسّع وبناء أحلامهم. كذلك من المهم مساعدة رواد الأعمال في الحصول على أول العملاء من الشركات، ثم مساعدتهم في بناء شركاتهم وخلق وظائف عالية القيمة وزيادة مساهمات قطاع ريادة الأعمال في الناتج المحلي الإجمالي. كيف تستفيد Plug and Play من التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي أو البلوك تشين أو إنترنت الأشياء لتسهيل الابتكار في العمليات لدى الشركات الناشئة وفي أي مرحلة يكون المستثمرون جزءًا من هذه العملية؟ بوسعي الاستفاضة في الحديث عن إنترنت الأشياء والسيارات المتصلة وأجهزة الرعاية الصحية المتصلة. لقد زرت اليوم المستشفى الافتراضي في وزارة الصحة، ورأيت كيف تتيح التقنيات المتقدمة تقديم رعاية طبية متفوقة عن بُعد تعطي نتائج ممتازة، هذا بجانب ما يتيحه التقدّم في قطاعي الطاقة وصناعة السيارات ذاتية القيادة من إنجازات، لكن علينا أن نحدد ما هي وظيفة الأشخاص في السيارة وكيف يتم تأمين السيارة وتمويلها، وهل سيؤمَّن على السائق أم على السيارة. لذا، مع تبلور الابتكار والتحول الرقمي، من المهم متابعة التطور المستقبلي، إذ نشعر على وجه التحديد بأن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات سيساعد في تقليل الوقت اللازم للوصول بالمنتجات إلى الأسواق، وتقليل الزمن اللازم لابتكار الأدوية والحصول على اعتمادات استخدامها من الجهات الرقابية والتنظيمية. كل هذا يجعلني أرى أن الوقت بات مناسبًا تمامًا لرواد الأعمال للانطلاق في مسيرتهم الريادية ومساعدة البشرية على تحسين مستوى الحياة وتقليل البصمة الكربونية وخلق عالم أفضل. ما هي أبرز التحدّيات التي يواجهها المبتكرون عند محاولة طرح حلولهم التقنية في الأسواق؟ وكيف تتصدى شركة Plug and Play لهذه التحديات لدعم نجاحهم؟ أرى أن التحدي الأكبر الماثل أمام ريادة الأعمال هو ملاءمة المنتج للسوق، نظرًا لأن العديد من رواد الأعمال يظنون بأنه إذا كان بوسعهم تطوير تقنية ما فإن المستهلكين سوف يقبلون عليها ويشترونها. لكن ما نؤمن به وما نروّج له في أوساط رواد الأعمال هو أن عليهم أولاً البحث والتحدّث مع 20 مشتريًا محتملًا للتقنية التي يطورونها لحلّ مشكلة قائمة، وذلك قبل أن يُقدِموا على بنائها. وإذا كانت الشركة الناشئة قادرة على بناء التقنية المناسبة التي يضعها المشتري في الاعتبار، فإنها سوف تصل إلى السوق بسرعة، وتقلل من رأس المال المطلوب. وباستثناء ترويجنا لهذه المنظومة، فإننا نربط بين رواد الأعمال، لأننا نرى أن بإمكان أحدهم أن يتعلم من تجارب الآخرين. وكما قال جون على خشبة المسرح إنه تحتّم عليه أن يحوّر تقنيته 3 مرات لتغدو ناجحة. لذلك، أؤمن بأهمية العمل الجادّ والشغف والتنفيذ بقدر ما أؤمن بالتقنية.