"قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    سمو ولي العهد يعزي رئيس جمهورية الأوروغواي الشرقية في وفاة رئيس الجمهورية الأسبق    الخلود الصناعي قادم    الأمير عبدالعزيز بن سعد رعى الانطلاقة.. 34 مليار ريال فرصاً استثمارية بمنتدى حائل    "سدايا":11 مطاراً ضمن مبادرة "طريق مكة    ترمب.. الأمريكي المختلف!    ترمب يؤكد التواصل مع الرئيسين لوقف الحرب.. الكرملين يربط لقاء بوتين وزيلينسكي بالتوصل لاتفاقيات    حراك شعبي متصاعد واحتجاجات في عدة مدن.. سحب الثقة من حكومة الوحدة يضع ليبيا في مفترق طرق    في ختام الجولة 32 من دوري روشن.. الأهلي يقسو على الخلود.. والأخدود على شفا الهبوط    شركة الأهلي عبر بيان: يايسله مستمر ولم نفاوض أحدًا    الألماني يايسله يعلن رحيله عن الأهلي    "الداخلية" تحذر من حملات الحج الوهمية    تستهدف طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة .. التعليم: اختبارات «نافس» في 8 مدارس سعودية بالخارج    ترحيل 11.7 ألف مخالف وإحالة 17 ألفًا لبعثاتهم الدبلوماسية    "تقنيات الجيوماتكس" تعزز السياحة في السعودية    25 موهوبًا سعوديًا يتدربون في فنون المسرح بلندن    انطلاق "عرض سلافا الثلجي" في الرياض    تدشين خدمة الزائرين وضيوف الرحمن بالذكاء الاصطناعي    إطلاق النسخة التجريبية الأكبر لمشروع الذكاء الاصطناعي بالمسجد النبوي    وصول التوأم الملتصق الفلبيني إلى الرياض    لأول مرة.. تشخيص الزهايمر بفحص عينة من الدم    قوة المملكة وعودة سورية    45 طفلاً قتلهم الاحتلال خلال يومين في غزة    انفجار قنبلة بالقرب من مركز للصحة الإنجابية في كاليفورنيا ومقتل شخص    «تنمية شقراء» تُكرّم داعمي البرامج والمشروعات    نتائج الشركات للربع الأول وسط تحولات نوعية في المشهد الاقتصادي    المملكة تجدد رفض تهجير الفلسطينيين والاعتداءات الإسرائيلية على سورية    الذهب يسجل أسوأ أسبوع في ستة أشهر مع انحسار التوترات التجارية    أباتشي الهلال تحتفل باللقب أمام الاتحاد    أخضر الصالات يتجاوز الكويت ودياً    بالاس يقهر السيتي ويتوج بلقبه الأول    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على الخلود    تأكيد ضرورة توحيد الجهود للتغلب على التحديات في المنطقة العربية وإرساء السلام    تضارب في النصر بشأن مصير رونالدو    "شؤون المسجد النبوي" تدشّن "المساعد الذكي الإثرائي"    فرع الشؤون الإسلامية بالشرقية يعلن جاهزيته لتنفيذ خطة الحج    وزارة الداخلية: لا حج بلا تصريح    المملكة.. الثاني عالميًا في «آيسف الكبرى»    مستشفى الملك فهد الجامعي يطلق أربع خدمات صيدلية    591.415 طلبا لأسماء تجارية    تكريم إلهام علي وأخريات في حفل «المرأة في السينما» في كان    حين تلتقي المصالح وتستقر الموازين    قلب الاستثمار.. حين تحدث محمد بن سلمان وأنصتت أميركا    فهد بن سعد ومسيرة عطاء    71 عملية جراحية وقسطرة قلبية لضيوف الرحمن بالمدينة    تعزيز سلامة الغذاء في موسم الحج    إغلاق وضم مدارس بالمجاردة    اختبارات نافس في 8 دول    قمة بغداد: تنديد بالحرب والحصار في غزة وعباس يدعو لنزع سلاح حماس    كيف ترسم الصحة السكانية مستقبل المملكة    سمو أمير المنطقة الشرقية يرعى حفل تخريج 100 صحفي وإعلامي    رحيل الصحافي أسامة السباعي    وزير الصحة يكرم تجمع الرياض الصحي الأول نظير إنجازاته في الابتكار والجاهزية    أكثر من 6000 حاجاً يتلقون الخدمات الصحية بمدينة الحجاج بمركز الشقيق خلال يومين    جمعية نماء تنفذ برنامجًا شبابيًا توعويًا في بيت الثقافة بجازان    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج الدفعة ال 19 من طلاب وطالبات جامعة تبوك    نائب أمير منطقة تبوك يشهد حفل تخريج متدربي ومتدربات التقني بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم بن عفيصان.. نموذج لوطنية وإخلاص القادة العسكريين في مرحلة التأسيس

هو القائد والأمير والداعية/ إبراهيم بن سليمان بن عفيصان العايذي القحطاني
ولد في الخرج عام 1175ه تقريباً، وهو الابن الأكبر لسليمان بن عفيصان أمير الخرج السابق، قام بدور في نشر الدعوة الإصلاحية، وبسط سيطرة الدولة السعودية الأولى على الجزء الشرقي من الجزيرة العربية، يقول المؤرخ الكبير عبدالفتاح أبو علية: «... رأى الإمام أن يوكل الأمر إلى قائده إبراهيم بن عفيصان الذي لعب دوراً بارزاً في دخول المنطقة الشرقية...».
وفيما يأتي نستعرض بعضاً من جهوده في نشر الدعوة الإصلاحية ومد نفوذ وسلطة الدولة السعودية الأولى على أجزاء من الجزيرة العربية :
تولى إمارة الخرج وتوابعها خلفاً لوالده الأمير سليمان بن عفيصان الذي توفي عام 1207ه حتى 1212ه لتعيينه أميراً على الأحساء والقطيف.
ويقول مؤرخ الأحساء محمد آل عبدالقادر: «... وبعد رجوع الإمام سعود اختلف أهل الأحساء في تنفيذ بنود الصلح، فكانت بعض القرى يريدون تغيير بنود الصلح ما عدى أهل بلد المبرز الذين يرغبون في تنفيذ شروط الصلح والدخول في طاعة الإمام عبد العزيز، واجتمع أهل الأحساء على حرب بلد المبرز وحاصروه ، وهاجموه عدة مرات، فكتب اهلها إلى الإمام سعود يطلبون المدد، فأرسل إليهم إبراهيم بن عفيصان. وحينما طلعت نواصي الخيل على المحاصرين انهزموا، وقتل منهم عدد كثير، ورحل زعماء التمرد، وتوجهوا إلى العراق ...» .
ويقول الدكتور محمد الخضيري: «وهكذا تم للدولة السعودية ضم الأحساء نهائياً، ولم يبق خارجاً عن طاعة الدرعية إلا القطيف؛ حيث سار إليها إبراهيم بن عفيصان على رأس ثمانية آلاف مقاتل» ، ونزل سيهات، وهي قرية تقع جنوب القطيف، ومن توابعها، وكان حاكم القطيف عبدالله بن سليمان المهشوري الخالدي، وفيها أيضاً أحمد غانم القطيفي.
وبعد معارك كثيرة ما كان من إبراهيم إلا اقتحام قلعة القطيف حيث قام بحفر نقب في جدارها، وأعدّ السلالم-أيضاً- لتسلقها، ثم أصدر أمره باقتحام القلعة من أول الليل، فما كاد يمضي نصف الليل إلا وإبراهيم وجنوده داخل القلعة. التحم إبراهيم وجنوده في قتال شرس مع المدافعين عن القلعة استمر إلى شروق الشمس، وكان النصر لإبراهيم وجنوده، ثم أعطى إبراهيم الأمان لابن غانم وأهل بيته حيث صاح في جنوده: «ألا لا يمسَّ أحد منكم آل غانم فإنهم في الذمة».
أمير على الأحساء والقطيف:
بعد إخضاعه القطيف للدولة السعودية الأولى، «...كتب إبراهيم بن عفيصان إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود مهنئاً، فبعث إليه الإمام عبدالعزيز، أن يأتي إلى الدرعية، وان يولي على القطيف احمد بن غانم، وعلى القلاع والعسكر زيد بن نبهان التميمي. وبعد رجوعه أقام ابن عفيصان في الدرعية شهراً، ثم طلب منه الإمام عبدالعزيز ان يتولى إمارة الأحساء والقطيف، واوصاه بان يعمل كل ما فيه صلاح للدين ومقوياً لأحوال البلاد، كما أوصاه بان لايتردد في طلب المساعدة العسكرية عند الحاجة، وقال له أنت عيننا في ذلك القطر. وهكذا وفق الإمام عبدالعزيز بهذا القائد المخلص الذي تم على يديه إخضاع الأحساء والقطيف، وقد كافاه الإمام عبدالعزيز بان جعله حاكما عاما على ذلك الإقليم...»
وقد أبدى الإمام عبدالعزيز، في مجلسه الذي كان عامراً بالعلماء ورؤساء الناس، إعجابه بإبراهيم بن عفيصان، قائلاً: «... هذا إبراهيم بن عفيصان ولدي، وهو العمدة في الدين، لا يكون بعد سعود أحد أحبَّ إليَّ منه، قم يا إبراهيم سر على بركات الله تعالى، إلى الأحساء، وكن أميرها، وأمير القطيف من توابعك، وكل ما تراه صلاحاً للدين ومقوياً لأحوال المسلمين افعله، واستمدَّ من إخوانك المسلمين ما شئت من العسكر، فأنت عيننا في ذلك القطر، وأميننا في كل عصر ما دمنا ودمت...» وثَم أكثر من نص يؤكد تولي إبراهيم بن عفيصان إمارة الأحساء في عام 1211ه، فها هو ذا فيلكس مانجان يذكر أنه تولي الإمارة عام 1211ه على إثر هزيمة جيش ثويني السعدون، يقول مانجان:«وعين إبراهيم بن عفيصان حاكماً على الإقليم ثم توجه بعد ذلك إلى الدرعية » ثم أقره الإمام في هذا المنصب بعد مشاركته في صد الهجوم العراقي الثاني عام 1213ه، يقول فيلكس: «...وعين ابن عفيصان حاكماً عاما للإقليم، باستثناء المبرز التي أوكل شؤونها لأولئك الذين لم ينقلبوا عليه أبدا...»
قصر بن عفيصان في الأحساء:
إثر توحيد الدولة السعودية الأولى السواد الأعظم من مناطق الجزيرة العربية، أخذت تشيد القلاع والحصون المنيعة؛ لتتمكن من نشر دعوتها الإصلاحية، وتوطيد نفوذها. وكانت تبني القلاع في البلاد المفتوحة، حتى وإن كان فيها قلاع قائمة.
وكان للأحساء نصيبها من تلك القلاع، بعدما أصبحت خالصة للسعوديين، يقول مختصر مطالع السعود: «غزا الكتخدا علي بك بأمر الوزير سليمان باشا (الحسا) من البحرين، بعدما تولاها سعود بن عبدالعزيز بنى فيها القلاع المحكمة».
فكان قصر إبراهيم بن عفيصان، في الهفوف، أحد تلك القلاع، تم بناؤه أثناء إمارة إبراهيم بن عفيصان للأحساء، في الربع الأول من القرن الثالث عشر الهجري، بناءً على أوامر الإمامين؛ عبدالعزيز بن محمد، وسعود بن عبدالعزيز.
ثم يأتي كلام المؤرخ مقبل الذكير مؤكداً أن نسبة القصر إلى إبراهيم باشا المصري خطأ، والصحيح نسبته إلى إبراهيم بن عفيصان والشيء نفسه يؤكده حمد الجاسر ويؤكده نفر غير قليل من المؤرخين.
وقد شُيد (قصر إبراهيم بن عفيصان) في داخل حصن الكوت الذي بناه العثمانيون عند احتلالهم الأحساء، كما جاء عند عثمان بن بشر: «استالوا الروم على بلاد الأحساء ونواحيها ورتبوا فيها حصونا»
وفي معنى حصن الكوت يقول آل عبدالقادر: «الكوت بمعنى الحصن، وسُمي الكوت بذلك؛ لأنه مدار بسور وخندق يفصله عن بقية المدينة، وفيه قصور الإمارة، وقصر كبير يسمى قصر إبراهيم »
مقاومة الجيوش العراقية:
كانت غاية الحملات العراقية القضاء على الدولة السعودية الأولى الفتية آنذاك، وكانت أولاها الحملة العراقية سنة 1211ه بقيادة شيخ المنتفق ثويني بن عبدالله، تلك التي باءت بالفشل، بعد مقتل قائدها .
وكان لتلك الهزيمة وقعها السيئ على والي بغداد سليمان باشا، الذي أرسل بدوره تقريراً إلى السلطان العثماني يتعهد له فيه بتسيير حملة جديدة أقوى من سابقتها، وعقد رايتها لنائبه الكتخدا علي باشا، وحشد له الجموع من بوادي العراق وجموعاً من الأكراد، حتى قيل إن الخيول التي حملتهم كانت ثمانية عشر ألفاً مدعومة بأربعمائة سفينة مستأجرة من عتوب الكويت ومن أهل بوشهرسخرت لنقل المشاة والمدافع والبنادق والذخائر من بارود وغيره.
«... ولما وصل هذا الجيش الجرار إلى حدود إقليم الأحساء، تسابق أغلبية الأهالي ليعربوا عن ولائهم له. وأما القلة التي ظلت مخلصة لأمير الدرعية الذي اعترفوا بسلطته عليهم، فإنهم انسحبوا إلى حصن الكوت ، الذي يشرف عليه إبراهيم بن عفيصان...» فيما تحصن آخرون بقلعة المبرز وكان يرابط فيها سليمان بن ماجد وكان من المرابطين في قلعة الهفوف مع إبراهيم بن عفيصان نفرٌ من أهل الخرج والفرع( )، و آل ملحم من أهل الأحساء.
يقول حسن الريكي: «وكان كوت الهفوف بنيانه محكم لأنه بنيان الروم وكان الرئيس الذي هو حاكم على كل الأحساء وأميرها على الإطلاق إبراهيم بن عفيصان، وكان رجلاً مدبراً، وهو من أعزّ أمراء عبدالعزيز».
ولما سيطر الكتخدا على كل بلاد الأحساء، عدا قلعتي الهفوف والمبرز، أرسل إلى كوت الهفوف عسكراً لاقتحامه، يقول فيلكس: «... حاصر كيخيا سليمان باشا حصن الكوت، وكان يقصف في كل يوم بالمدفعية. وعندما كانت القذائف تحدث ثغرة في السور كان المحاصرون يعمدون إلى سدها بقفف مملوءة بالتمور ، وبجثث القتلى. ثم يبدؤون ببناء سور ساند، وبينما كان بعضهم يبنون كان الآخرون يردون هجمات العدو الذي لجا الى تفجير عدد من المتفجرات بلا طائل. ...» . وبعد حصار دام شهراً لم يحرز الكتخدا أي تقدم في سبيل اقتحام قلعة الهفوف، أو قلعة المبرز التي كان يتحصن فيها القائد الشجاع سليمان بن ماجد ، قرر الكتخدا أن ينسحب إلى بغداد يائساً من الأحساء. ويقال إن سبب فشل الكتخدا استمالة إبراهيم بن عفيصان عدداً من رؤساء العسكر: البكرات من أعيان بغداد، وحمود شيخ المنتفق، ببعض الهدايا، وطلبه منهم أن يثبطوا من همة الكتخدا ويرجعوا به إلى بغداد.
عندما بدأ الجيش العراقي الغازي ينسحب، أرسل إبراهيم بن عفيصان إلى الإمام عبدالعزيز يخبره بما حل بجيش الكتخدا، ويحثه على الإسراع في الانقضاض عليه والاستيلاء على ما معه من متاع وسلاح، جاء في رسالة الكتخدا للأمير سعود بن عبدالعزيز عندما تبادلا الرسائل للصلح: «... حيث لنا أربعة أشهر في بلادك، نجوب الفلاء ونستأسر أهل القرى ما قدرت تظهر من مكانك غير هذه الدفعة، وبهذه الدفعة أيضاً اغتررت بقول ابن عفيصان ...» وقد خلّف الكتخدا من الحنطة والشعير والرز ما لا يحصى، فأخذه إبراهيم بن عفيصان بأمر من الإمام عبدالعزيز، وصرفه بالقيمة، فبلغت قيمته مائتي ألف ذهباً.
في قطر
كانت قطر – آنذاك- تتكون من قرى متفرقة ولكل قرية شيخ وتسكنها قبيلته ومن ينضم إليهم، وأهم تلك القرى: الزبارة والحويلة، والفويرط وفريحة والبدع وكانت الزبارة ملجاء لمعارضي الدولة السعودية في نجد والاحساء، ومن أعمالها العدائية دعمها الحملة العراقية الثانية على الأحساء عام 1213ه، لذا عملت الدولة السعودية على جمع شمل هذه القرى تحت حكمها ونشر دعوتها الإصلاحية في ارجائها.
وعلى هذا شهد الجانب القطري الكثير من الغزوات لإبراهيم بن سليمان بن عفيصان، فبعد تولّيه إمارة الخرج وتوابعها، خلفاً لوالده سليمان بن عفيصان، وجهه الإمام بأن يكمل ما بدأه والده على الجبهة القطرية، فتوجه لغزوها في عام 1207ه، قبيل قمعه تمرد الأحساء والقطيف، يقول ابن غنام: «... وفي سنة 1207ه سار إبراهيم بن عفيصان بأهل الخرج والفرع وأناس من الأعراب إلى قطر، فأغار عليهم وقاتلهم واخذ بعض أغنامهم وأبلهم ...» .
ثم عاود إبراهيم الكرة في عام 1208ه ، وفي هذه الغزوة «... سار إبراهيم بن عفيصان بأهل بلدان الخرج، وما يليهم من النواحي، وقصد ناحية قطر ونازل أهل الحويلة البلد المعروفة على سيف البحر فأخذها ...» .
ومع حلول العام التالي (1209ه) يقول ابن بشر: «... وفيها أمر عبدالعزيز على جيش من أهل الخرج وغيرهم فسار بهم إبراهيم بن عفيصان وقصد ناحية قطر وأغار على أهله فاخذ أبلا كثيرة وأموالا من عربانهم فاقبل بها وباعها في الأحساء ...».
الاستيلاء على الزبارة
نستهل هذه الأحداث برواية عبدالرحيم عبدالرحمن: «... قام إبراهيم بن عفيصان القائد السعودي في أواخر 1207ه /1792م بغزو قطر، واستطاع إخضاع معظم قراها مثل فريحة والحويلة واليوسفية والروضة وغيرها، ولم تبق غير الزبارة لم تخضع له، بل ان العتوب الذين كانوا يقطنونها تصدوا لأهل البلدان الأخرى الذين هاجموهم، وانزلوا بهم كثيرا من الخسائر. فرأى ابن عفيصان ان يتعرض لأهل الزبارة بنفسه، فكتب إلى الدرعية يخبرها بذلك، فرد عليه عبدالعزيز بن محمد: نعم هذا هو الصلاح...» فسار إليها بنفسه على رأس جيشه لحسم أمرها حتى وصل إلى القلعة التي على المياه، مكث أربعة أيام يرميها بالمدافع فلم تُجدِ معها شيئاً؛ فعمد إلى أن يحمل على القلعة وتسلقها مع جنوده وقضوا على حاميتها، في إعلان عن سقوط أكبر عقبة أمام استيلاء جيش إبراهيم على الزبارة حيث شدد عليها الخناق، فلما ضاق الحال بأهلها هربوا إلى البحرين فاستولى إبراهيم على الزبارة، باسطاً نفوذ سلطة إمام الدولة السعودية على جميع أراضي شبه جزيرة قطر.
في البحرين
في سنة 1215ه (1800م) استولى حاكم مسقط، على جزيرة البحرين، منصباً أخاه حاكماً عليها، ثم عاد إلى مسقط يصحبه الشيخ محمد بن خليفة رهينةً ولما بلغ آل خليفة خبر وفاة رهينتهم الشيخ محمد بن خليفة لدى حاكم مسقط ساروا إلى الإمام في الدرعية، يستنصرونه لاسترداد البحرين، «فأرسل لهم جيشاً تحت قيادة إبراهيم بن عفيصان واتوا جميعا إلى البحرين وتقاتلوا مع المسقطيين قتالا شديدا حتى اجلوهم عن البلدة واستولوا عليها ...» وضمها إلى الدولة السعودية الأولى، وتذكر مختارات بمباي «ان استعادة البحرين كانت بعد سنة من احتلالها من قبل حاكم مسقط أي في عام( 1216 أو 1217ه) ثم بعد تحرير البحرين أعاد الإمام ، آل خليفة إليها، ولكن تحت السيادة السعودية، لكن الامام اكتشف أن آل خليفة يدبرون لأمر ما بمساعدتهم عدوهم السابق حاكم مسقط سراً أثناء صراعه مع السعوديين، فلما تحقق الإمام سعود بن عبدالعزيز من هذه المخالفات، أرسل إليهم سنة 1224ه بحملتين عسكريتين قوامهما أربعمائة رجل، إحداهما بقيادة محمد بن معيقل. والحملة الأخرى بقيادة عبدالله بن سليمان بن عفيصان وهو الاخ الثاني لإبراهيم بن عفيصان وأمر الإمام سعود كلاً من القائدين (ابن معيقل وعبدالله بن عفيصان) بأن يلقيا القبض على آل خليفة في الزبارة والبحرين وأن يأتيا بهم إلى الدرعية، وقد تمكن القائدان من أسر آل خليفة دون مقاومة منهم أو من العتوب ثم اتجها بهم إلى الدرعية.»
محاولة استعادة البحرين:
إثر استرداد آل خليفة البحرين بمساعدة الاسطول البريطاني والعماني، وأسرهم فهداً بن عفيصان كلف الإمام في الدرعية إبراهيم بن عفيصان بمهمة إعادة ضم البحرين، وتخليص أخيه فهد بن عفيصان من أسره، وفي ذلك أوردت المؤرخه البحرينية مي الخليفة، خطة إبراهيم بن عفيصان تقول: «... ونعود إلى ابن عفيصان الذي لم يقبل الهزيمة، ولتعذر وصول خيله وجماله إلى البحرين يلجأ إلى حليف جديد يملك السلاح الحقيقي –السفن- فيتفق مع خصم آل خليفة العنيد رحمة بن جابر على الأخذ بالثار ...»، وكان لدى (رحمة) أمير (خوير حسّان) شرق الزبارة، السفن التي يحتاج إليها إبراهيم للوصول إلى جزيرة البحرين.. عقدا العزم على الحرب وتجهّزا بالرجال والسلاح والسفن، وفي الوقت نفسه كان آل خليفة في البحرين يحشدون قواتهم على أمل الثأر من إبراهيم ومن رحمة الذي عاضده للاستيلاء على البحرين سابقاً. ويؤكد النبهاني روح الثأر هذه التي تولدت لدى آل خليفة ضد إبراهيم بن عفيصان بقوله: «... لم تقف همة الخليفيين عند تملك جزيرة البحرين فقط بل رأوا من الواجب ان يثأروا من إبراهيم بن عفيصان ومن ساعده رحمة بن جابر الجلاهمة وحال ما وطئوا البحرين توجهوا منها بأسطول من السفن الشراعية للإيقاع بهما ...» .
وبينما كان إبراهيم بن عفيصان يحاول استعادة البحرين، كانت مفاوضات الإمام سعود بن عبدالعزيز وأبناء آل خليفة في البحرين لإطلاق فهد بن عفيصان مقابل إطلاق آل خليفة المسجونين بالدرعية قد انتهت، ولم يعرف إبراهيم بن عفيصان بإطلاق سراح المسجونين من آل خليفة بالدرعية الذين وصلوا إلى البحرين فوجدوا أبناءهم، ويساندهم أبناء عمومتهم عتوب الكويت وعلى رأسهم أميرهم جابر بن عبدالله الصباح ودعيج بن سلمان بن صباح، قد تجهزوا للثأر من إبراهيم، توجهت سفن آل خليفة وأحلافهم إلى (خوير حسّان) حيث يعسكر إبراهيم وحليفه رحمة، ورست أمامه ليلاً كانت مائتي سفينة ونيف يقودها الشيخ عبدالله بن أحمد بن خليفة، أحد الذين أطلق سراحهم من الدرعية، في حين لم تتجاوز سفن إبراهيم ورحمة الستين. وقد اطلق النبهاني على هذه الوقعة (معركة الخكيكيرة)، وقال عنها: «... وقد تربص الخليفيون حتى خيم الليل فاتوا وارسوا بسفنهم أمام (الخوير) وهو موضع على ساحل قطر يقيم فيه رحمة وابن عفيصان . فلما رأى رحمة ضوء مصابيح السفن قال لابن عفيصان: إن تعبئتها (أي مرساها) ينبئ بوجود الشيخ عبدالله بن أحمد فيها (فأجابه بن عفيصان متهكما) أما وقد علمت بوجود الشيخ عبدالله مع المحبوسين عند سعود. ومع ذلك فإني أود ان اعرف الدليل الذي بنيت عليه نبوءتك فقال رحمة: ان تعبيتها تعبية قائد خبير لايمكن ان يكون غير الشيخ عبدالله . ثم أراد ان يحقق ذلك فاستدعى بزورق ووضع فيه سراجا وأمره بالوقوف وراء تلك السفن.
فلما وقف الزورق ورآه الشيخ عبدالله خشي بان يكون ذلك ضوء سفن رحمة. فامر في الحال سفنه بان تقلع وتقف وراء ذلك الضوء دفعاً لهجوم يجعلها محصورة بين السفن والبلدة، فلما راى رحمة ذلك تيقن بان الشيخ عبدالله هو قائد ولاشك... ...» .
فلما أسفر النهار وتراءى الجمعان، قال رحمة لإبراهيم، أرى أن لا نشتبك مع تلك الحشود التي تفوق جموعنا بكثير؛ فغضب إبراهيم ظناً منه أن كلام رحمة عن جبن وخوف، فأمر أحد رجاله أن (يحورب) بأبيات من الشعر ليثير غيرة رحمة وحميته فقال الشاعر:
لا خير في رجل يجر الجريرة
وإذا تضايق دربها خلاّها
فقال رحمة: (لا، بالله ما يخلّيها) ورفع شعار سفينته وتقدم للقتال.. اشتبكت السفن.. ربطوا بعضها ببعض وتقاتلوا بالسيوف.. وكثر القتلى والغرقى والحرقى بعد اشتعال النار في السفن الكبرى، ومنها سفينتا راشد بن خليفة ابن قائد آل خليفة، وسفينة دعيج ابن صباح صاحب الكويت، فقتلا فيمن قتل.
انتهت المعركة بخسائر كبيرة كانت من نصيب صفوف أهل البحرين؛ إذ احترقت أكثر سفنهم وقُتل منهم نحو ألف رجل، بينما قتل من رجال إبراهيم بن عفيصان ورحمة مائتا رجل، بينهم أباحسين أمير الحويلة، واحترقت لهم سبعة مراكب.
في عمان
«رأى الإمام السعودي أن يوكل الأمر إلى قائده إبراهيم بن عفيصان الذي لعب دورا بارزا في دخول المنطقة الشرقية. فقاد إبراهيم بن عفيصان حملة عسكرية إلى منطقة الصير ضد بني ياس حتى أجبرهم على طلب الأمان من إمام الدرعية. ثم لحقت بهم قبائل نعيم الذين كانوا يسكنون واحات البريمي..».
وثم شهادة أخرى على هذه الوقائع يقدمها عبدالله المطوع من أهالي الشارقة في مخطوطه (عقود الجمان) قائلاً: «... في سنة 1210ه وجه الأمير سعود إبراهيم بن عفيصان إلى عمان ، وأمره ان ينزل البريمي لأنها اقرب البلاد إلى الأحساء، ولان أهلها ينتمون غالبا إلى القبائل العدنانية. ويضمهم الحزب الغافري. ولما وصلها وجد أهلاً ونزل سهلاً. لم يرفع في وجهه سوط ولم يتخلف في استقباله احد، كما انه هو لم يتدخل بين الأمراء وجماعتهم ورضي منهم السمع والطاعة. ودفع الزكاة لآل سعود وقد انتشرت الدعوة السلفية بين قبائل البدو والحضر...».
قصر الصبارة:
جاء في كتاب عرض الحكومة السعودية: «... أن أهل عمان طلبوا في تلك الفترة من الإمام عبدالعزيز ان يضم بلادهم إلى حركة الدعوة الجديدة ، ورداً على ذلك، أرسلت الحكومة السعودية إبراهيم بن عفيصان ليكون ممثلا لها في عمان ومقره البريمي، فتسلم مهامه كأول أمير سعودي هناك سنة 1210ه -1795م. وقد خلدت رحلته البرية عبر الظفرة إلى مقر منصبه الجديد باسم (جزاير ابن عفيصان)، الذي يطلق على موضع في سبخة مطي على الطريق، وفي أثناء إقامته في البريمي انشأ قصرا اسماه: (قصر الصبارة)، في منتصف الطريق بين بلدة البريمي وحماسا...» ووُصف (قصر الصبارة) بأنه بني على مرتفع من الأرض يبلغ نحو ألف قدم، وأنه حصن منيع محاط بخندق عميق جداً ويسمى اليوم (قصر الخندق)، ويذكر جي –بي- كيلي: انه أهم القلاع في الواحة، لذا صار القصر مقراً للقيادة السعودية، ومركزاً لنشر الدعوة الإصلاحية في عمان.
معاهدة القواسم:
منح إمام الدولة السعودية الضوء الأخضر لإبراهيم بتبادل الرسائل مع حاكم رأس الخيمة الشيخ صقر بن راشد القاسمي، وأسفرت مفاوضات إبراهيم عن عقد معاهدة بين الدولة السعودية الأولى، وإمارة القواسم.
ويسرد صاحب مخطوط (عقود الجمان) تفاصيل أكثر عن هذه المفاوضات بقوله: «... ترددت الرسل وتبودلت الرسائل بين الشيخ صقر بن راشد القاسمي وبين الأمير إبراهيم بن عفيصان، ووضعت شروط لعقد معاهدة وحدة شاملة دائمة. وتم الاتفاق وعقدت المعاهدة سنة 1214ه وبعدها أصبحت إمارة القواسم جزء لايتجزء من إمارة آل سعود وفوض إليهم أمر القيام بالدعوة السلفية، وصار مركزها بلدة رأس الخيمة التي كانت تعرف بالقديم ب(جلفار) فكانت مقر القاضي النجدي والمركز الهام لبث الدعوة السلفية حتى أصبحت صنو بلدة الدرعية ...».
في الكويت
الكويت تصغير كلمة كوت ومعناها الحصن الصغير، وبعد نزوح قبيلة العتوب من الزبارة استقروا فيها وانفردت بحكمها أسرة آل صباح، وكانت تسمى قديماً القرين. وفي عام 1208ه وصل إبراهيم بن سليمان بن عفيصان الكويت على رأس جيش من أهل بلدان الخرج، والعارض، وسدير إلى الكويت ليلاً، فرتب جيشه واعد الكمين، ثم أغار على أهلها صباحاً، فخرجوا إليه واشتد بينهم القتال حتى دهمهم الكمين فانهزموا، وقتل منهم نحو ثلاثين رجلاً وغنم منهم أسلحة ثمينة وأغناماً كثيرة ... »
جنوب العراق
كان جنوب العراق يأوي أتباع بعض الفرق التي تشكل خطر وتهديد على الدولة السعودية الأولى، وكان لإبراهيم بن عفيصان حضوره على هذه الجبهة، فهذا صاحب كتاب (كيف كان ظهور شيخ الإسلام) دون بعضا من غزوات إبراهيم بن عفيصان، بقوله: «... في غزوة غزاها ابن عفيصان شيخ الخرج، وغزا في ثلاثمائة رجل، ولما انه توجه في عرض الطريق تلاقى هو مع قوم من بني حسين مقبلين على ناحية نجد يريدون القتال، فأخذهم وذبحهم جميعهم، وهم مائة وعشرون رجلا، ورجع إلى أهله من هذه الغزوة. وبعد مدة غزا ثانية، ووصل لناحية البصرة ورجع ما اصاب غنيمة، ومكث مع قومه الذين عددهم الف رجل إلى ان وصل قرب الكويت ستة أيام ورجع إلى أهله غانما سالماً ...» .
وهذا -أيضاً- المؤرخ اليمني لطف الله جحاف المعاصر لإبراهيم بن عفيصان يرصد بعضاً من تحركات إبراهيم بن عفيصان الجهادية ناحية العراق، بقوله: «... كانت غزوة سعود المعروفة بغزوة المشهد وقد كان في شهر رمضان آمراً على أهل الأحساء إبراهيم بن سليمان بن عفيصان وهو أميرهم وقتنا هذا عام أربع وعشرين، واخذ عليه أن يتوجه إلى ناحية السماوة من أعمال العراق، فصبحوا بادية من رعايا أهل الشمال، يقال لهم الخكرة –بالخاء المعجمة المضمومة فكاف ساكنة فراء مهملة فتاء تانيث- وكانوا في اثني عشرة مائة، فقتلوا من أهل تلك البادية ثلاثمائة رجل، وغنموا أربعين ألف رأس غنماً، وحازوا متاعاً لا يحصى ثم كروا راجعين، فنزلوا بمكان، يقال له الزلفي- بمعجمة مضمومة فلام ساكنة ففاء مكسورة فياء- فأتاهم الخبر أن سعوداً قد خرج غازياً، فصادفوه بأثناء الطريق بعد اقتسامهم الغنيمة، ثم توجهوا معه إلى ناحية العراق... ».
إمارة المدينة المنورة:
لما علم الإمام سعود بن عبدالعزيز بنية العثمانيين غزو بلاده، وتحركت جيوشهم باتجاه الحجاز، أخذ يعد العدة لدفعهم ووقف تقدمهم.. فحشد معظم قواته بقيادة قادته المخلصين: ابن عفيصان وابن قرملة، وابن شكبان، وابن مضيان، وغصاب العتيبي، والمضايفي، وابن كدم، وابن شبعان، والوحير العجمي، وابن بصيص، وابن قحيصان، وابن جبارة، وابن دغيثر، وغيرهم من رؤساء البلدان والقبائل، وحشدهم في الجهة الغربية من الجزيرة العربية ناحية المدينة المنورة وما جاورها.
يقول المؤرخ مانجان: « أرسل (الإمام سعود) لإبراهيم بن عفيصان حاكم الأحساء، أن يذهب للإشراف على المدينة المنورة، وعين بدلاً منه فهداً أخاه» وكان ذلك في شهر شوال سنة 1226ه ، وقد جمع الإمام سعود لإبراهيم بن عفيصان إمارة المدينة المنورة وقيادة الجيش المرابط فيها (حاكماً للقلعة).
رسالة من طوسون إلى والده محمد علي يخبره عن أوضاع الحجاز (تاريخها : 10/محرم /1227ه)
ترجمة جزء من نص الوثيقة:
« أما بما يتعلق بالمدينة المنورة التي احتلها الوهابيون فإن سعود كان عين (حسن قلعي ) بوظيفة (أغا للقلعة) وأميراً فيها، ولكنه عاد فعزلة ونصب بدلا عنه رجلا يدعى (عفيصان ) أميرا على المدينة وأغا للقلعة فيها (أي حاكم للقلعة ) كما أنه عين بدلا عن أحمد الياسر أفندي: واحدا يدعى (أحمد الحنبلي ) وهو الذي كان قبلا يقيم بالدرعية وقال إنه سيطلب احمد الياسر أفندي إلى الدرعية». ومما نقله السيد أحمد عباس في كتابه (العسكرية السعودية): « كانت المدينة حين وصل طوسون إليها في قبضة الجيش السعودي بقيادة إبراهيم بن عفيصان.
أميراً لعنيزة:
بعد المدينة المنورة ولى الإمام سعود بن عبدالعزيز الأمير إبراهيم بن عفيصان أميراً على عنيزة ليكون من قادة تلك الجبهة في مواجهة الجيوش العثمانية الغازية.
وفاة إبراهيم بن عفيصان:
توفي إبراهيم بن سليمان بن عفيصان في بلدة عنيزة، عندما كان أميراً لها، سنة 1229ه وهي السنة نفسها التي توفي فيها إمام الدولة السعودية الأولى الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود - رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جنانه -.
يقول الحصين في رسالته: «وأخيراً تم نقل إبراهيم بن عفيصان إلى إمارة القصيم، وفي نفس العام توفي في مدينة عنيزة في منطقة القصيم، ودفن بها..وبذلك طويت صفحة خالدة من صفحات التاريخ السعودي في شبه الجزيرة العربية، وبقيت ذكرى هؤلاء الرجال الأفذاذ نبراساً للأجيال التالية، تضيء معالم الطريق نحو التقدم وإعلاء كلمة الحق».
المؤرخ/ حمود بن متعب بن عفيصان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.