قال متحدث عسكري باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أمس الخميس إن قوات إثيوبية وإريترية شنت هجوما في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا واستهدفت قوات الجبهة. وفي ذات الوقت، اتهم بيان من الحكومة قوات تيغراي بأنها سبب تجدد القتال. وقالت القيادة العسكرية لقوات تيغراي إن بلدة أديبايو في الشمال تعرضت لهجوم من أربعة اتجاهات. وأضافت في بيان "العدو، بعد أن نشر بالفعل قوات ضخمة لدى إريتريا بدأ الآن حملة مشتركة مع قوات أجنبية غازية من إريتريا". وأشار البيان إلى أن القتال متواصل أيضا في الجبهة الجنوبية. وجاء البيان بعد أن قال المتحدث جيتاتشو رضا على تويتر إن قوات البلدين "شنت هجوما كبيرا من أربعة محاور في وقت مبكر من صباح اليوم في منطقة أديبايو. وقالت الحكومة الإثيوبية إن هجمات قوات تيغراي تصاعدت مما أدى لمقتل مدنيين وفرار السكان وتدمير ممتلكات. كما اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالاستيلاء على المساعدات الغذائية المخصصة للمعوزين في الإقليم. ولم يتطرق بيان الحكومة بشكل مباشر لما قيل عن هجوم شنته قوات إثيوبية وإريترية على شمال غرب تيغراي. ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن مخالفة اتفاق وقف إطلاق النار. وأثار الصراع في إثيوبيا قلقا بالمنطقة وزعزع استقرار ثاني أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان، والتي تمثل قوة دبلوماسية ذات ثقل تستضيف مقر الاتحاد الأفريقي وتوفر قوات لحفظ السلام للعديد من جيرانها. ولم يتسن لرويترز التأكد من تصريحات جيتاتشو بشكل مستقل أو تحديد من بدأ القتال، إذ أنه لا توجد اتصالات هاتفية في تيجراي منذ انسحاب القوات الحكومية قبل أكثر من عام. وقال أحد موظفي الإغاثة الإنسانية في بلدة شيري في تيغراي لرويترز إن السائقين القادمين من المنطقة أبلغوا عن قصف عبر الحدود الأربعاء. كما تحدث مع شاهد قال إن القصف المدفعي العنيف على بلدة شيرارو بالقرب من الحدود الإريترية بدأ في حوالي الساعة 4:30 صباحا بالتوقيت المحلي الخميس. وأكد زعيم ميليشيات في مدينة جوندار في أمهرة، لديه سبل للاتصال بالخطوط الأمامية للقتال، وقوع "قصف عنيف من جانبنا" استهدف خنادق الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي حول بلدة شيرارو في المنطقة نفسها. وقال إن الجيش الإثيوبي اشتبك مع قوات تيغراي الأربعاء، وإن مقاتلين جرحى من القوات الحكومية يتلقون العلاج في حميرا. وذكر أن المستشفى تلقى أوامر بنقل المرضى المدنيين. وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في وقت متأخر من مساء الأربعاء على "الوقف الفوري للعمليات العسكرية" والعمل على وضع حد للصراع. وأرسلت إريتريا قوات إلى تيغراي لدعم الجيش الإثيوبي فور اندلاع معارك في نوفمبر 2020، على الرغم من أن البلدين نفيا علنا وجودهما هناك لمدة خمسة أشهر بينما تزايدت الاتهامات بارتكاب أعمال اغتصاب وقتل جماعيين بحق المدنيين ونهب ممنهج. وفي منتصف عام 2021، انسحبت القوات الإريترية والإثيوبية من معظم إقليم تيغراي بعد معارك دامية انتزعت فيها قوات تيغراي السيطرة على أراض. وفي يناير، قال الرئيس الإريتري إسياس أفورقي لوسائل الإعلام الحكومية إن قواته ستتدخل مرة أخرى إذا هاجمت قوات تيغراي بلده أو هددت استقرار إثيوبيا. وأعلنت الحكومة وقف إطلاق النار في مارس الماضي، لكن في مايو، أطلقت القوات الإريترية 23 قذيفة على الأقل على شيرارو، مما أسفر عن مقتل فتاة تبلغ من العمر 14 عاما وإصابة 18 شخصا، وفقا لبيان للأمم المتحدة. ولم ترد إريتريا آنذاك على طلبات للتعليق.