اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واشنطن بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا وتأجيج نزاعات في مناطق أخرى حول العالم، بما في ذلك عبر زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان. وقال بوتين في تصريحات متلفزة "يظهر الوضع في أوكرانيا بأن الولاياتالمتحدة تحاول إطالة أمد هذا النزاع، ويتصرّفون بالطريقة ذاتها إذ يثيرون احتمال اندلاع نزاعات في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية". وأضاف أن "المغامرة الأميركية المرتبطة بتايوان ليست مجرّد رحلة فردية لسياسية لا تتحلى بالمسؤولية، بل هي جزء من استراتيجية لها أهداف تتبعها الولاياتالمتحدة عن وعي لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم". وقال إن الزيارة كانت "تعبيرا صارخا عن عدم احترام سيادة الدول الأخرى والتزامات واشنطن الدولية". وتابع "نرى أنها كانت خطوة استفزازية مخططا لها". وفي تصريحات أدلى بها أثناء المؤتمر الأمني، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن موسكو لا تنوي استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. وقال "من وجهة نظر عسكرية، لا حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا من أجل تحقيق مجموعة أهداف". وأضاف أن "الهدف الرئيس للأسلحة النووية الروسية هو ردع هجوم نووي". وتدهورت العلاقات بين موسكووواشنطن إلى مستويات جد متدنية منذ أن بدأت روسيا أواخر فبراير عمليتها العسكرية في أوكرانيا الموالية للغرب. من جانب أخر اكتشفت القوات الروسية بعد انسحاب الأوكرانيين من مواقعهم بمنطقة أرتيوموفسك في دونيتسك، حقائق تثبت تورط نظام كييف ورعاته الغربيين في انتهاك مباشر لمتطلبات اتفاقية جنيف. جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، الذي قال في إفادة صحفية الثلاثاء إن أفراد الجيش الروسي اكتشفوا في 14 أغسطس في المواقع التي هجرتها وحدات اللواء الآلي الأوكراني رقم 72 جنوب مدينة أرتيوموفسك في جمهورية دونيتسك الشعبية، أكثر من 50 لغما مضادا للدبابات من طراز EMP F2 فرنسي الصنع. ولفت كوناشينكوف إلى أن هذه الألغام، بعد وضعها في موضع قتالي، لا يمكن إزالتها أو تحييدها، مشددا على أن استخدام هذه الألغام يعد انتهاكا صارخا لمتطلبات البروتوكول الثاني "بشأن حظر أو تقييد استخدام الألغام والأشراك الخداعية والأجهزة الأخرى"، وهو جزء من اتفاقية جنيف لحظر أو تقييد استخدام الأسلحة العشوائية، والتي تم تبنيها في نيويورك في 10 أكتوبر 1980. في سياق آخر وقع حريق تسبب بانفجار ذخائر صباح الثلاثاء في قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وبدأ الحريق عند قرابة الساعة 06، في مستودع مؤقت للذخائر في قاعدة روسية في منطقة جانكوي الشمالية، حسبما جاء في بيان لوزارة الدفاع نقلته وكالات الأنباء الروسية. وقالت الوزارة "بعد الحريق، انفجرت ذخائر". وأفادت وزارة الدفاع الروسية أن الانفجارات سببها عمل تخريبي، وقالت في بيان لها: إن أضرارا لحقت أيضا بخط كهرباء ومحطة كهرباء وسكة حديد وعدد من المباني السكنية في المنطقة. وأكد البيان أنه لم تقع هناك إصابات خطيرة، مضيفا أن العمل جار لإزالة آثار العملية التخريبية. ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع على انفجار ذخائر تُستخدم في الطيران العسكري في مستودع يقع في أرض تابعة للمطار العسكري في ساكي في غرب شبه جزيرة القرم، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين. وتقع شبه جزيرة القرم على خط المواجهة بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية التي أطلقت عملية عسكرية ضد أوكرانيا في 24 فبراير. وتُحلّق طائرات روسية بشكل شبه يومي من شبه جزيرة القرم لضرب أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة كييف، وتقع العديد من مناطق شبه الجزيرة هذه ضمن نطاق عمليات المدافع والطائرات الأوكرانية. إلى ذلك بدأت جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية الإثنين محاكمة خمسة أجانب، هم ثلاثة بريطانيين وكرواتي وسويدي، متّهمين بالقتال في صفوف الجيش الأوكراني ك"مرتزقة"، في تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام. وافتتحت "المحكمة العليا" في منطقة دونيتسك الانفصالية جلسة محاكمة المتّهمين الخمسة وهم البريطانيون جون هاردينغ وأندرو هيل وديلان هيلي والكرواتي فيكوسلاف بريبيغ والسويدي ماتياس غوستافسون، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الروسية. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن قاضية قولها إنّ هاردينغ وبريبيغ وغوستافسون الذين أُسروا في منطقة ميناء ماريوبول الأوكراني بعد أن حاصره الجيش الروسي وقصفه لأسابيع قبل أن يستولي عليه بعد استسلام القوات الأوكرانية. من جهتها أفادت وكالة ريا نوفوستي للأنباء أنّ هؤلاء الرجال الثلاثة يحاكمون بتهمتي محاولة "الاستيلاء على السلطة بالقوة" و"المشاركة في نزاع مسلّح كمرتزقة". وأضافت أنّ البريطاني الثاني أندرو هيل يُحاكم بتهمة القتال كمرتزق، بينما يحاكم البريطاني الثالث ديلان هيلي بتهمة "المشاركة في تجنيد مرتزقة" لحساب أوكرانيا. ولفتت المحكمة إلى أنّ محاكمة هؤلاء المتّهمين الخمسة لن تُستأنف قبل مطلع أكتوبر، من دون أن توضح سبب هذا التأخير. وبحسب وسائل إعلام روسية فإنّ المتّهمين الخمسة دفعوا جميعاً ببراءتهم من التّهم الموجّهة إليهم.