أغلقت العاصمة الصينية بكين بعض الأماكن العامة وزادت الفحوص في أماكن أخرى اليوم الخميس مع شروع معظم سكان المدينة البالغ عددهم 22 مليوناً في إجراء المزيد من الاختبارات الجماعية لكوفيد-19 بهدف تجنب إغلاق شبيه بالذي شهدته شنغهاي. ومع إطلاق بكين ثلاث جولات من الفحص الجماعي هذا الأسبوع في عدد من المناطق، أغلقت عدداً من المجمعات السكنية والمباني الإدارية وإحدى الجامعات بعد اكتشاف إصابات. كما تم إغلاق بعض المدارس وأماكن ترفيه ومواقع سياحية. وأعلنت يونيفرسال ستوديوز في بكين في وقت متأخر أمس الأربعاء أنها ستطلب من الزوار إظهار نتائج اختبارات سلبية قبل أن يتمكنوا من دخول المتنزه الترفيهي، ابتداء من الجمعة. وفي أنحاء بكين، تم رصد حالات إيجابية من بين ما يقرب من 20 مليون عينة في الجولة الأولى من الاختبارات الجماعية، لكن الأعداد ظلت قليلة. وسجلت المدينة 56 إصابة جديدة اليوم الخميس ارتفاعا من 46 في اليوم السابق. ومنذ 22 أبريل نيسان، سجلت بكين أكثر من 160 حالة كان أكثر من نصفها في تشاويانج، أكثر مناطق المدينة اكتظاظاً بالسكان والتي تشتهر بأماكن الترفيه الليلية ومراكز التسوق والسفارات. وبرغم أن عدد الإصابات منخفض، فقد ظلت بكين في حالة ترقب. وعندما بدأ تفشي المرض في شنغهاي، كانت الإصابات الجديدة أقل من 100 يوميا في الفترة بين الأول والعاشر من مارس آذار قبل أن ترتفع إلى أكثر من 700 بحلول 20 مارس. وبنهاية الشهر، كانت شنغهاي تسجل آلاف الإصابات الجديدة، مما أدى إلى فرض إغلاق على مستوى المدينة وقلب حياة 25 مليوناً من سكانها. وحتى الآن، تسمح بكين إلى حد كبير للسكان بالذهاب إلى العمل حتى أثناء إجراء الفحص، ما لم يتم اكتشاف إصابات وما لم يكن الإغلاق المحلي إلزامياً. من جهتها قالت منظمة الصحة العالمية الخميس إن أفريقيا تشهد زيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19 يقودها تضاعف الإصابات المسجلة في جنوب أفريقيا. وقال بينيدو إمبوما مدير الأمراض المعدية وغير المعدية في مكتب المنظمة في أفريقيا في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت «الإصابات والوفيات الجديدة بكوفيد-19 في القارة زادت هذا الأسبوع للمرة الأولى بعد انخفاض لأكثر من شهرين في الإصابات وشهر واحد في الوفيات». وأضاف «هذا الارتفاع مرتبط بشكل كبير بتزايد عدد الحالات المعلنة في جنوب أفريقيا مع دخول البلاد موسم الشتاء حيث تصبح الأمراض التنفسية أكثر شيوعا». وشهدت أفريقيا هدوءا مؤقتا في الإصابات بفيروس كورونا، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق هذا الشهر إلى أطول انخفاض مستمر في الإصابات الأسبوعية في القارة منذ بداية الجائحة. لكن حالات الإصابة بدأت الأسبوع الماضي الارتفاع في جنوب أفريقيا، الدولة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات والوفيات في أفريقيا حتى الآن، وتراقب السلطات الصحية هناك علامات على وجود موجة خامسة من الجائحة. وقال إمبوما «تضاعفت إصابات الدولة (جنوب إفريقيا) الأسبوع الماضي فقط، وهناك زيادة طفيفة في الحالات التي تحتاج علاجا بالمستشفيات. ورغم أن السلالة أوميكرون مستمرة في التحور فليس هناك دليل حاليا يشير إلى أن هذه الزيادة الجديدة مرتبطة بأي سلالات فرعية جديدة أو متحور جديد».