ارتفعت قيمة ربطة السواك المستخرج من شجرة الآراك خلال الشهر الفضيل لتصل ثلاثمئة ريال، بعد أن كان سعرها لا يزيد عن مئة ريال في الأوقات الأخرى، نتيجة للإقبال الكبير على السواك من هذ النوع، مع حرص تجّار السلعة على اقتناء كميات كبيرة منها لتلبية الطلب المتزايد على السواك في شهر رمضان المبارك. وتعد "الأراك" شجيرة معمرة دائمة الخضرة ومقاومة للملوحة وتتحمل جميع الظروف الجوية، وتُسمى علمياً باسم "سالفادورا بيرسيكا"، وهي التي يستخرج من جذورها "السواك" الذي هو عبارة عن ألياف كثيفة وناعمة تشبه الفرشاة يتم استخدامها عن طريق قطع رأس المسواك وإزالة القشرة الخارجيّة للجزء المراد استخدامه منه باستخدام المقصّ أو السّكّين وترطيبه قليلاً لاستخدامه في تنظيف الفم والأسنان. وتعد منطقة جازان من أكثر المناطق التي توجد فيها أشجار الأراك المنتجة للسواك، وعدت مصدرًا ممولًا لجميع الأسواق المحلية من عود السواك الذي يزداد الطلب عليه خلال شهر رمضان المبارك، اقتداءً بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي رغّب فيه بقوله: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". وارتبط الإنسان بمنطقة جازان بالشجرة منذ القدم، واعتمد اعتماداً كلياً على ما تنتجه الطبيعة من خيرات أشجارها ونباتاتها البرية، في حين أن شجرة الأراك واحدة من هذه الأشجار ذات الاستخدامات الطبية والجمالية، لما تتمتع به من مكونات عديدة وخصائص فاعلة أجمع عليها الكثير من الأخصائيين في طب الأسنان, حيث تحتوي أغصان الآراك على مركبات طبيعية تقضي على الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الفم وتُحافظ على صحة الأسنان وتمنع تسوسها. كما تُسهم الأغصان المأخوذة من شجرة الأراك في إعطاء الفم أنفاساً منعشة، وتُساعد في شد أنسجة اللثة المرتخية وعلاج التقرحات الفموية وتقرحات اللثة، كما تتميز ألياف أغضان الأراك بأنها ألياف ناعمة ولينة وعطرة الرائحة، ولا تُسبب أية خدوش أو أذى للثة مثلما تفعل ألياف فرشاة الأسنان الصناعية. وأصبحت الشجرة في الوقت الحاضر من الأشجار التجارية التي تعمل الدول على تكثيرها لبيع السواك المستخرج منها، كما تُزرع لاستصلاح التربة لدورها المهم في تثبيت التربة الرملية. قفزة في أسعار السواك من مئة ريال إلى ثلاث مئة ريال