ارتفاع ملحوظ في عروض العمالة المنزلية الوهمية خلال رمضان

رصدت مع بداية شهر رمضان، نشاطاً كثيفاً لحسابات إلكترونية بأسماء شركات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، تروّج لاستقدام عمالة من خارج المملكة، زاعمة توافر عمالة منزلية رخيصة للعائلات، وتقديم عروض وهمية متنوعة لتقديم خدمات العمالة المنزلية أو للتنازل عن العاملات المنزلية بمبالغ زهيدة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة تهدف هذه الإعلانات لإغراء المواطنين الراغبين في استقدام العاملات المنزلية.
وأكد عدد من المختصين في مجال الاستقدام، أن انتشار ظواهر لحسابات إلكترونية بأسماء شركات وهمية تروج لاستقدام عمالة منزلية بمبالغ زهيدة عديدة التي يلجأ إليها بعض ضعاف النفوس لتحقيق مكاسب سريعة، مستغلين حاجة المواطنين للعاملات المنزلية، خاصة في مثل هذه الأوقات من كل عام، مشيرين إلى أن العروض ليست عروضا داخلية من أي كيان سواء مكاتب أو شركات.
من جهته قال المختص في قطاع الاستقدام منصور مكرمي، إن النقطة الأهم هي محاربة مسوقات العمالة المنزلية التي تؤجر العمالة المنزلية غير النظامية، مؤكداً أن هناك مسوقات عمالة منزلية في السوق المحلي لديهم عمالة منزلية لنقل الكفالة والتأجير لعمالة وهمية.
وطالب مكرمي، بعقوبات صارمة على من يقوم بالتسويق للعمالة المنزلية الهاربة من قبل الجهات ذات العلاقة، مبيناً أن هناك من يستفيد من هذا الأمر ويدير مجمعات متعددة من العمالة المنزلية المخالفة لقانون الإقامة، والادعاء بوجود مكاتب وفواتير وهمية دون خوف.
من جهة أخرى قال المختص في قطاع الاستقدام يحيى آل مقبول، إن الجهات المعنية في الدولة تبذل جهودًا كبيرة في سبيل ضبط سوق العمل داخل البلاد وبشكل خاص فيما يتعلق بالعمالة المنزلية، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك فإن المتابع لهذا السوق سوف يكتشف أن هناك حالة من التراخي من جانب بعض الشركات والمؤسسات الخاصة في الالتزام بالقوانين التي وضعتها الدولة لحماية الحقوق، وهو ما أدى إلى انتشار ظواهر سلبية عديدة لعل أبرزها هروب العمالة المنزلية إضافة إلى الشركات والتأشيرات الوهمية، مبيناً أن العروض ليست عروض داخلية من أي كيان سواء مكاتب أو شركات.
وأكد آل مقبول أن الحل من وجهة نظره يكمن في ضرورة تكثيف العمل التوعوي من جانب وزارة الموارد البشرية، فعلى الوزارة أن تتواصل مع الشركات والأفراد وتعرّفهم بأهمية جلب العمالة بطريقة رسمية عن طريق مكاتب وشركات الاستقدام ولا بد أن ندرك أن اتباع قوانين جلب العمالة يؤدي إلى تحقيق مصلحة جميع الأطراف.
في المقابل حذر اتحاد الغرف التجارية السعودية ممثلًا في اللجنة الوطنية لشركات الموارد البشرية من انتشار عروض وهمية متنوعة لتقديم خدمات العمالة المنزلية أو للتنازل عن العاملات المنزلية بمبالغ زهيدة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة إعلانات لإغراء المواطنين الراغبين في استقدام العاملات المنزلية. وتمثلت تلك الأساليب في إغراء المواطنين بالدفع بعد الانتهاء من عملية نقل الخدمات للعاملات المنزلية، كما يتم استخدام رسائل الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي للإيقاع بالمواطنين، وإعطائهم روابط وهمية بغرض إتمام عملية نقل الخدمات ودفع المصروفات النظامية، وهي في الأساس وسيلة يتم من خلالها سحب المبالغ من الحسابات البنكية للمواطنين، وإمعانًا في عمليات الابتزاز، قد تكون تلك الروابط بأسماء شركات معروفة حتى يسهل خداع المواطن، مما يشكل جريمة الاحتيال الإلكتروني، مكتملة الأركان وفقًا للمادة "الرابعة" من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي.
وناشد اتحاد الغرف السعودية المواطنين بعدم الانسياق لمثل تلك الرسائل والوسائل التي يلجأ إليها بعض ضعاف النفوس لتحقيق مكاسب سريعة، مستغلين حاجة المواطنين للعاملات المنزلية، خاصة في مثل هذه الأوقات من كل عام.