في اتصاله بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أيقن الرئيس الأميركي جوزيف بايدن عظم المهام التي يوكلها العالم على عاتق المملكة العربية السعودية في قيادتها التاريخية لسوق الطاقة العالمي بالسياسات البترولية الحكيمة والرؤى السديدة بعيدة المدى لآفاق النفط وأسواقه بسلسلة ملاحم وأساطير دونها التاريخ القديم ويدونها الحديث بأعظم الانتصارات في أصعب وأرذل الأوقات، بعد أن شهد العالم أجمع براعة المملكة وهي تؤسس وتعيد أحياء أكبر تحالف عالمي مشترك في تاريخ البشرية يجمع كبار منتجي النفط الخام في العالم من منظمة أوبك وشركائها، ليرى تحالف أوبك+ الضياء وسرعة انتشال النفط من الهاوية أبان شدة الجائحة في أبريل 2020. وكان تأكيد خادم الحرمين الشريفين، على أهمية الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوهًا بدور اتفاق أوبك بلس التاريخي في ذلك، وأهمية المحافظة عليه. الأمر الذي أيقنه الرئيس الأميركي بمحمل الجد، وهو يستمع مجدداً لنفس الثوابت الراسخة في عمق سياسة الطاقة السعودية العالمية، التي كان آخرها خطاب الملك سلمان أمام أعمال الدورة ال (76) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أواخر سبتمبر الماضي، حيث أكد حرص المملكة على تعافي الاقتصاد العالمي، وهو ما يتجلى في الجهود الريادية التي بذلتها، بالتعاون مع شركائها في تحالف أوبك بلس، وفي إطار مجموعة العشرين، لمواجهة الآثار الحادة التي نجمت عن جائحة كورونا، وذلك لتعزيز استقرار أسواق البترول العالمية وتوازنها وإمداداتها، على نحو يحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين. وظلت المملكة عند حسن الظن فيما اتخذته من خطى ومساعي جبارة، وفي غضون 48 ساعة من الجهود الخارقة التي أثمرت عن أكبر الاتفاقيات البترولية العالمية في تاريخ صناعة النفط، حينما أعلن عن أكبر خفض إنتاجي نفطي دولي مشترك في تاريخ البترول بقدرة 10 ملايين برميل في اليوم، التي أذهلت العالم بهذا النجاح الباهر في سرعة استعادتها للاستقرار وتحقيق التوازن للأسواق. سوق الطاقة العالمي وثمن ملوك ورؤوساء دول ووزراء نفط وشعوب العالم أجمع الانتصار العظيم التاريخي غير المسبوق الذي تشرفت المملكة بتحقيقه لصالح سوق الطاقة العالمي وإعادة الاستقرار للسوق البترولية الدولية وللاقتصاد العالمي، حيث أسدلت المملكة الستار على أكبر معترك تخوضه صناعة النفط منذ تأسيسها، ولم يكن لهذا الإنجاز الفريد أن يتحقق على الرغم من كارثة أزمة كورونا، لولا حرص ورعاية حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتسخير كل ما من شأنه إنجاح اتفاقية خفض الإنتاج والتي تعهد بها وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن ترى النور، وما تخللها من حراك دبلوماسي مهيب بأعلى مستوى جمعت الملك سلمان -سلمه الله- بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية في اتصالات جماعية مشتركة تتابع عن كثب تطورات المباحثات للدول المعنية في تحالف أوبك+، حيث أعرب القادة عن ارتياحهم البالغ لما أثمرت عنه الجهود المبذولة لتحقيق استقرار أسواق البترول العالمية، والتأكيد على ضرورة مواصلة الدول المنتجة القيام بمسؤولياتها. وشدد الرئيس بوتين ونظيره الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس المكسيكي أندريس أوبرادور "الأهمية الكبرى" للاتفاق، ورحبت كندا والنرويج وعديد الدول التي أبدت رغبة في المشاركة في الخفض طوعاً منها. فيما عزى وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان الفضل للدور الاستثنائي القوي الذي لعبه "سمو ولي العهد في المشاركة والتحفيز والمتابعة بل الذهاب للأبعد حيث قاد سموه شخصياً الكثير من المفاوضات الرئيسة". وأضاف وزير الطاقة متسائلاً "كيف كنا في 6 مارس وكيف أصبحنا اليوم، حيث كنا نستجدي خفض 1,5 مليون برميل إضافي، والآن خفضنا ما يقارب 10 ملايين برميل في اليوم، وكم كنا نستجدي لأعوام طويلة من محاولات تمكنا من جعل بعض المنتجين من خارج أوبك وأوبك بلس في أن يمارسوا شيئاً من التخفيضات، والآن أصبحت تلك الدول هي التي تبادر بتخفيضات طوعية. وشدد سموه بالقول: "ليس هناك حلول في مجال الطاقة والبترول إن لم تكن الرياض عاصمته، والرياض كانت وستبقى مصدر الريادة في هذا المجال. فيما كان من أبرز ما وصف عن الحدث لروبرت يوجر، المدير التنفيذي لمستقبل الطاقة في شركة ميزوهو للأوراق المالية الذي قال: يجب على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وكذلك صناعة الطاقة بأكملها أن تشكر المملكة على وظيفتها "الرائعة" في إدارة إنتاجها خلال الجائحة. وأضاف بأنه من الأفضل ترك السوق بالكامل في يد المملكة لإدارته، وقال ياوجر: إن انهيار السوق ترك ندبة رهيبة على الصناعة، قبل أن يتعافى السوق تحت إدارة السعوديين. ولدى بقية أعضاء أوبك الكثير من الشكر والعرفان للسعودية التي أثبتت بأنها ليست مجرد أمن للطاقة العالمية فحسب، بل العقل المفكر لاستقرار أسواق النفط العالمية وتعزيز الاقتصاد العالمي. من جهتها، لم تنس "منظمة "أوبك"، وشركاؤها الذين يمثل إنتاجهم نحو 50 % من إنتاج النفط الخام في العالم بزعامة المملكة وروسيا، بطاقة 11.500 مليون برميل في اليوم لكل منها، من الإشادة والتنويه بالدور المميز والاحترافية التي تتمتع بها قيادة الطاقة في أكبر بلد للطاقة المتكاملة، المملكة، حيث ثمن رئيس مؤتمر أوبك، وزير الموارد المعدنية والبترول الأنغولي ديامانتينو أزيفيدو الجهود الاستثنائية الكبيرة المؤثرة التي يقودها وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في لملمة أطراف سوق الطاقة العالمي ودفعه قدماً نحو اقتصاد عالمي متزن. وقال أزيفيدو: "من خلال جهودنا لتزويد العالم بإمدادات نفطية آمنة ومستقرة، استفدنا من قيادة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، كرئيس لكل من الاجتماعات الوزارية لمنظمة أوبك وشركائها في تحالف أوبك+، واجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، وقد أوجد لنا حلولاً لأحد أصعب الفصول في تاريخ صناعة النفط جنبًا إلى جنب مع الرئيس المشارك، ألكسندر نوفاك، نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي، "ونتطلع إلى القيادة المستمرة ل "فريق الأحلام" هذا". في حين لم ينس أزيفيدو التأكد على أهمية التعديلات الطوعية الإضافية بملايين البراميل لعدة أشهر من المملكة، بما في ذلك التعديلات في فبراير ومارس وأبريل، والتي عززت وأكدت الجهود الشاملة لإبقاء السوق على طريق الانتعاش. وعلى القدر نفسه من الأهمية، أتاحت هذه المساهمات السخية فرصة للبلدان المشاركة التي احتاجت إلى وقت إضافي لتعويض نقص إنتاجها. الأمير عبدالعزيز بن سلمان وقيادة حكيمة لاجتماعات أوبك+