يأمل منتخب الكاميرون تخفيف آلام جماهيره الحزينة، عندما يواجه منتخب جامبيا اليوم (السبت) في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تستضيفها ملاعبه حاليا. وتعرضت الجماهير الكاميرونية لصدمة عنيفة، بعد حادث التدافع الذي جرى بملعب (أولمبي) خلال لقاء منتخب (الأسود غير المروضة) مع منتخب جزر القمر في دور ال16 للمسابقة القارية يوم الاثنين الماضي، حيث راح ضحيته 8 أشخاص بالإضافة إلى إصابة العشرات. وإزاء تلك الكارثة المأساوية، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عدم إقامة مباريات أخرى سواء كانت تدريبات أو مباريات أو غيرها في ملعب أولمبي، حتى يتم إجراء تحقيق كامل في الأحداث التي وقعت خلال تلك المباراة، التي انتهت بفوز المنتخب الكاميروني 2 - 1. وبعدما واجه منتخب جزر القمر، الذي شارك في أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، سيتعين على المنتخب الكاميروني العريق، الذي يمتلك 5 ألقاب في البطولة، ملاقاة وافد جديد آخر في المسابقة، هو المنتخب الجامبي، (الحصان الأسود) للبطولة. وفي مشاركته الأولى بأمم أفريقيا، انتزع منتخب جامبيا احترام الجميع، بعد نتائجه اللافتة خلال مشواره في البطولة، حيث احتفظ بسجله خاليا من الهزائم خلال لقاءاته الأربعة التي خاضها حتى الآن، بعد فوزه 1 - صفر على منتخبي موريتانياوتونس وتعادله 1 - 1 مع المنتخب المالي، لينال المركز الثاني بترتيب المجموعة السادسة في الدور الأول، قبل أن يتغلب 1 - صفر على المنتخب الغيني بدور ال16. وقدم منتخب الكاميرون أداء متذبذبا في البطولة، فبينما حقق انتصارا بشق الأنفس 2 - 1 على منتخب بوركينا فاسو في المباراة الافتتاحية للمسابقة، فقد كشر عن أنيابه بقوة، خلال اكتساحه المنتخب الإثيوبي 4 - 1 بالجولة الثانية في مرحلة المجموعات، ثم تعادل 1 - 1 مع منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) في ختام مبارياته بالمجموعة الأولى التي تصدرها برصيد 7 نقاط. وبينما تأهب محبو الكرة الكاميرونية لمشاهدة درسا في فنون اللعبة خلال لقاء الفريق مع منتخب جزر القمر، حديث العهد بالمسابقة، لاسيما بعد خوض الفريق المنافس اللقاء بدون حراسه الثلاثة لأسباب مختلفة، ليستعين بظهيره الأيسر شاكر الهدهور، لحراسة عرينه في المباراة، إلا أن أداء المنتخب الكاميروني جاء باهتا للغاية، حيث غاب العديد من نجومه عن مستواهم المعتاد بشكل واضح. ورغم امتلاك منتخب الكاميرون أكبر رصيد تهديفي بين المنتخبات المشاركة في البطولة برصيد 9 أهداف، لكن تناوب على تسجيلها لاعبان فقط هما فانسون أبوبكر وكارل توكو إيكامبي. والمباراة الثانية بدور الثمانية اليوم ستلتقي تونس مع بوركينا فاسو، بينما تلتقي مصر مع المغرب والسنغال مع غينيا الاستوائية غدا (الأحد) في العاصمة ياوندي. وتشارك جامبيا في النهائيات الأفريقية لأول مرة وهي تحتل المركز 150 في تصنيف المنتخبات عالميا وهي بذلك الأدنى تصنيفا بين جميع منتخبات البطولة (24 فريقا) لكنها حتى الآن فازت في اثنتين من ثلاث مباريات في دور المجموعات ثم فازت أيضا وبعكس كل التوقعات على غينيا في دور 16 واهتزت شباكها مرة واحدة فقط من ركلة جزاء في أربع مباريات خاضتها في الكاميرون حتى الآن. ويتصدر أبوبكر ترتيب هدافي البطولة الحالية برصيد 6 أهداف، ليصبح أول لاعب يصل لهذا العدد من الأهداف خلال نسخة واحدة بالبطولة، منذ النجمين المعتزلين المصري حسام حسن والجنوب أفريقي بيني مكارثي، اللذين سجلا 7 أهداف بنسخة المسابقة عام 1998 في بوركينا فاسو. ويتربع مهاجم فريق النصر السعودي على قمة هدافي النسخة الحالية للبطولة بفارق 3 أهداف أمام أقرب ملاحقيه إيكامبي، وكذلك المالي إبراهيما كونيه والمالاوي جابادينهو مهانجو، اللذين ودعا المسابقة. وسيكون هذا هو اللقاء الرسمي الثالث بين المنتخبين، بعدما التقيا بتصفيات كأس الأمم الأفريقية في نسختها لعام 2017، التي استضافتها الجابون، حيث فازت الكاميرون 1 - صفر و2 - صفر في اللقاءين. ومن المقرر أن يلتقي الفائز من تلك المباراة بالدور قبل النهائي، الذي يجرى في 3 فبراير مع الفائز من مباراة مصر والمغرب، التي تجرى غدا (الأحد).