وعكة

أوشِكُ أن ألقف
حجر أمُنية
وأدفِنهُ كمولودةٌ مؤودة
فأُصابُ بوعكِة التصحّر
وشعورٍ مُقفِر فارغ شفّاف
أَغْمِسُني كقطعة ُحلوى راقصة
في فنجان موتٍ بعيد
فيُبتَرُ عن قلبِ الغسق
حبل ِ الوريد..
تعاويذٌ روحانيّة أنفُثُ بها على
حُلُمٍِ ظننته سيشيخُ واقفاً
لكنّه على شفى حفُرةٍ
تدحرج ثم تلاشى
أتيتَ تُسارع ُ خُطى الخِيانة
وتربتُ ببيدك
المعقودة بِسحرِ
الجاريات..
على كَتفِي المُحاط بملائكة السّماء
عُد الى مقهى البؤساء.. بِصُحبَةِ
الأخدانِ والدّراويشُ
وقارِئات الودع
ياسيدي لستُ ورقَةٌ
مُتاحة تُمارس ُ عليها
الجمعُ .. والضّرب
والقِسمةُ الى مثنى وثلاث ورباع
أناَ شَجرةُ كرزٍ فيها
هويّة امرأةٌ واحدة
على قارعَةِ طريقٍ الضوء تسمو
وتحت سقف النُّبل ِ تُعلوُ
فِي مجرّة كَدربِ التبّانة.. الحلزوني
تركْتُك تُصارع كوُمةُ قشٍّ كالسّكّين
وتجرُّ حِبال اللُّقيا خلفكُ وأمامُك
ويمينك ويَسارِك ..ثمّ تُمّزّقها ارباً اربا
ياسيدي احرق خارطة المكان
وأكتُبني في صحائِفك
غائبة مع سبق الاصرار والتعمّد
كُنتَ كخاتمٌ عقيقٍ يمانيُّ فاخِرْ
أتباهى به ..واحتفظ به .. ولاأبتاعهُ أبداً
فأصبحتَ كسُنبلِةُ قمحٍ لفَظتْ روحها
ياراحلاً أغلْقتُ باب العودة خلفَه
لن أكونَ فيْئاً لرأسُك المُتعَب
ولن تَدورَ كطاحونة الهواء في مدائِني
المرأةُ ياسيّدي الأحمق
كرشّة مِلٌحٍ على جُرح مفْتوح
حينماَ تثْأُر ..في ملحْمةٍ
ملِيئة بنساءٍ أُخريات
أتظُنّ أنني امرأةٌ عاديّة
،ستُعطيكِ رِقاع الغُفران ؟
وتُدخِلُك بقدمك اليمين الى خِدرُها ؟
أتظُنّ أنني سأقِطِفُ الياسمين وأهرُعُ
اليك ِ ونفرشُ الطّرقات وردا؟
فِي هزيع اللّيل ..البطيء
سأتكّيء على غُصنِ بُكاءٍ حاد
وأتقيؤُكَ من فَمي كلُقمَة حرامٍ ِ
مَنعت عنّي قُبول الدُّعاء
سنينٌ عِجاف ٌ معك
وضعتُها فِي حقيبةُ النّسيان
فِي تذكرةِ سفَرْ
وكوب قهوةٍ بيضاء..شُفيتُ من وعْكَتُك