قدمت التشكيلية عائشة الحارثي معرضها الشخصي "خوالد" بواقع 21 لوحة، تناولت استلهامها الفني لخمسة شعراء هم: عبدالله الفيصل -رحمه الله-، خالد الفيصل، عبدالرحمن بن مساعد، طلال الرشيد -رحمه الله-، استطاعت الجمع بين رموز الشعر بتعبيرها عن الطبيعة والجمال وعن الفلسفة وبين رموز الفن التشكيلي السعودي وما يحويه من ألوان وزخارف وأصالة فنيه تميز الفنان السعودي عن غيره، كما استخدمت خطا زخرفيا من تصميمها وابتكارها ويتميز بالمرونة كأيقونة تشكيلية تتماشى مع حركة التصميم والفكرة. خوالد احتوى على مفهوم الأوطان وما يؤرخ بثقافتها ويبقى في الذاكرة محافظاً على ديمومتها الثقافية العريق ومبني على الأصالة والتراث من أدب وفن تشكيلي وموسيقى، لذا خلدت قصائد وأصبحت رمزا في ثقافتنا، الأمر الذي عبرت فيه الحارثي في بعض من هذه القصائد بالخط واللون تقديرا وتعبيرا عنها ولإحياء ذكريات خالدة ارتبطت بها وأحاسيس ونسج ذكرى جديدة بأحاسيس ممتزجة باللون والخط والفكرة. خط مبتكر وفن خالد تقول الكاتبة/ حنان الحجار، عن تجربة الحارثي:"عندما تشدو القوافي نغما يصحو اللون ليسكب الحرف حبرًا، يؤنس المكان هذه المرة لا "ليرفض المسافة والسور والباب والحارس" بل لتهزج الكلمات مع اللون، وتتوقف على رصيف المساحات البيضاء قصائد لونية تضمخت بروح الحروف لتستنطق المكنون من أعماق المعنى، تحركت الكلمات في تشكيلات خطتها الفنانة عائشة الحارثي بيدها وما بين القاعدة والتطبيق تحركت ريشتها بخط مبتكر جمعت فيه بين الجفاف والليونة في رحلة، توائم فيها الحرف واللون فكان معرضها "خوالد" . وتضيف: "مزج رائع دونت به رسائل المحبين عبرت به مساحات من الخلود المعيش، ترانيم تجانست مع إيقاع الخطوط انحناءات خطية حركتها ريح الشمال؛ ليهفت مع قلب عاشق هزه عبق الخزامى فتوقف لينصت لصوت اللون وهو يغني "هب نسناس الهوا لي من شمال"، فيما تمايلت تقاطعات انسيابية مع لحن الكلمات لتمضي مع مسار العين في بنائية دقيقة تماثل فيها الحس مع المعنى، ليدمج الإحساس في جنس الكلمات، فكان التماهي للأشكال يتجانس مع الصوت بعد أن تبادل مع اللون ذاكرةً مرئية مضت ليال لم يأتِ نهارها عاشها الفنان عمرًا ثانيًا وهو يردد "ليلة أبد عيت تمر" . وتختم حديثها قائلة: "تشدو عائشة بالخط هذه المرة.. مع اللون الأصفر ليعانق سوادَ الليل ضوءٌ من بياض دوائر تبادلت الحركة فيها المواقع بديناميكية ولّدت السكون لمناجاة عاشق هزه الألم فصحا ليله يردد "ياليل خبرني عن أمر المعاناة". من أعمال عائشة الحارثي