أمير القصيم يكرم عدداً من منسوبي الأمن ويطّلع على أعمال جمعية إكرام النعم بالرس    ضبط مواطنٍ لتخزينه حطبًا محليًا في منطقة المدينة المنورة    مبادرات وطنية لدعم العلامات السعودية عالميا    الدكتور عبدالله الربيعة يستقبل وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية    الشباب يتوج ببطولة المملكة التأهيلية للبراعم بالقصيم    الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الثالث    بحضور 1,380,737 زائر هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم معرض الرياض الدولي للكتاب 2025    المملكة تكشف عن شعار استضافة بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ 2025    مصر تستضيف قمة من أجل السلام في غزة برئاسة السيسي وترامب الإثنين    وفاة الدكتور عبدالله نصيف نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق    أدير العقارية تطرح أبراج رزون الفندقية في مكة المكرمة بالمزاد العلني الحضوري    اللون الوردي يضيء مباني أمانة الشرقية تزامنا مع شهر التوعية بسرطان الثدي    الاتحاد والهلال والعلا والأهلي إلى نصف نهائي كأس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة    الفتح يتعادل مع الخليج وديًا    موعد مباراة السعودية والعراق والقنوات الناقلة    مركز البحوث والتواصل المعرفي يحتفي بالروائي الصيني ماي جيا    اختتام منافسات رسل السلام للتميز الكشفي في تعليم الطائف    هيئة الأدب والنشر والترجمة ترعى مشروعا سعوديا صينيا لترجمة الأدب الكلاسيكي    التدليل التربوي... من سلوك عاطفي إلى ظاهرة تربوية مقلقة    السعودية تعرب عن تعازيها لدولة قطر في وفاة عدد من منسوبي الديوان الأميري في حادث مروري بمصر    مقرر أممي : إسرائيل دمرت كل مباني غزة ويجب عليها أن تدفع مقابل ذلك    العالم السعودي الفائز ب«نوبل» عمر ياغي: دعم محمد بن سلمان وراء المنجز    إندونيسيا تلغي تأشيرات الدخول لرياضيين إسرائيليين    طهران ترد: مشكلتكم معنا هي التقدم العلمي.. واشنطن ترصد مكافأة ضد متعاونين مع الحرس الثوري    دعم المنشآت متسارعة النمو    «إيسار» يناقش استدامة الأعمال    الزهراني يحتفل بزواج مازن    السعودية تقود تنسيقاً أمنياً مشتركاً بين البلدين.. تعاون سوري لبناني يفتح صفحة جديدة    مسطرة تمنع معلماً من التدريس    أمانة العاصمة المقدسة تكرم بالبيد    السعودية تدعو باكستان وأفغانستان لضبط النفس    اشتباكات الزاوية.. معركة نفوذ تخلط الأوراق بليبيا    المنتخب الوطني يواصل استعداده للقاء العراق    الأهلي مستعد لدفع 300 مليون لضم فينيسيوس    «علي كلاي» يجمع الثنائي أحمد العوضي ويارا السكري    بيع 3 صقور ب«428»ألف ريال في معرض الصيد    رفع كفاءة المنظومة الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.. 267 مبتعثاً يدرسون تخصصات الفضاء بالجامعات الأمريكية    كيف تقيم دوري كرة قدم؟    علماء يطورون تقنية لمراقبة مستويات السكر بالدم    وصول أكبر سفينة شراعية عربية إلى جدة ضمن رحلتها الدولية    "بوليفارد وورلد" تنطلق بتصميم يوسّع التجربة ويضيف ثلاث وجهات جديدة    المملكة ترحب باتفاق غزة وتثمن دور ترمب    المملكة تؤكد أهمية الحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف    خطيب المسجد الحرام: اتركوا فضول الكلام في غير فنه وتخصصه    إمام المسجد النبوي: لا تيأسوا من رحمة الله.. عودوا إليه    إدراج «حياتنا ذوق» و«دليل المعلم» في «عين الإثرائية»    نائب أمير الشرقية يعزي الرميح    تراث عالمي    قصة تصدير شحنة ب1.1 مليار ريال بحجم سيارة    المعلم البطل الصامت في رحلة التحول الوطني    13 مليون قاصد للحرمين خلال أسبوع    التحايل في الغرب خيانة وهوى    احتفلت بمحاربة السرطان فأنهت حياتها إبرة    ترحيل 11849 مخالفا للأنظمة    علماء روس يطورون طريقة جديدة لمراقبة مستويات السكر    محافظ الطائف يقدم التعازي لأسرة الزهراني    أمير منطقة جازان يستقبل وزير الصحة    الأهالي يعبّرون عن امتنانهم للأستاذ سعيد بن صالح القحطاني: كفيت ووفيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخوخة تهدد تحول الصين إلى قوة عظمى
نشر في الرياض يوم 06 - 08 - 2021

في الوقت الذي يتصور فيه الكثيرون أن الطريق أمام تحول الصين إلى قوة عظمى بات ممهدا في ظل الأداء الاقتصادي القوي والطفرات التكنولوجية التي تحققها، وتنامي قدراتها العسكرية، كشفت نتائج التعداد السكاني الأخير الصادرة قبل شهرين عن "قنبلة سكانية" من نوع مختلف تهدد صعود التنين الصيني.
فبعد أن كانت مشكلة الصين على مدى عقود هي الزيادة السكانية السريعة مما دفع حكومة الحزب الشيوعي إلى فرض سياسات صارمة للحد من النمو السكاني بلغت ذروتها بسياسة الطفل الواحد التي لا تسمح لأي أسرة بإنجاب أكثر من طفل، أصبحت المشكلة الآن هي ارتفاع نسبة المسنين مع انخفاض معدلات الإنجاب مما يهدد بشيخوخة المجتمع الصيني قبل أن تصبح البلاد قوة عظمى.
ويقول المحلل الاستراتيجي روني ساسميتا كبير الباحثين في مؤسسة العمل الاقتصادي والاستراتيجية الإندونيسية إن عدد الصينيين الذين يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر قد يتضاعف خلال العقدين المقبلين، في حين تنكمش القوة العاملة في البلاد لتصبح الصين أكبر "مجتمع مسن" في العالم.
وتتوقع الحكومة الصينية أن يمثل كبار السن نحو ثلث إجمالي عدد سكان الصين بحلول 2050، إلى جانب الأطفال الذين لم يصلوا إلى سن العمل.
ويرى ساسميتا في تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية على موقعها الإلكتروني أن الأمر ينطوي بالفعل على مفارقة؛ وهي أن الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان والبالغ 4ر1 مليار نسمة تحتاج إلى مزيد من الأفراد حتى تحافظ على وتيرة نموها الاقتصادي السريع وبخاصة لكي تتفوق على الولايات المتحدة. فالمشكلة بالنسبة للصين تكمن في ارتفاع نسبة كبار السنين في المجتمع وهو ما يؤدي إلى انكماش الشريحة القادرة على الإنتاج فيه.
بمعنى آخر، يواجه الاقتصاد الصيني عددا من الأعباء نتيجة ارتفاع عدد كبار السن الأقل إنتاجية والذين يمثلون ضغطا على النظام الصحي وصناديق التقاعد، في حين مازالت الصين تكافح لتحسين نظام الرعاية الصحية ونظم التقاعد لديها.
ويتوقع بحث حديث أن يكون ارتفاع نسبة كبار السن سببا رئيسيا لفشل الصين في التفوق على الولايات المتحدة كقوة عظمى وأكبر اقتصاد في العالم بحلول 2050. وبحسب مارك ويليامز مدير مؤسسة كابيتال إيكونوميكس للدراسات الاقتصادية فإنه في ضوء الحقائق السكانية "من غير المحتمل أبدا أن يتفوق اقتصاد الصين على الاقتصاد الأمريكي".
ففي عام 2020 فقط انخفض معدل المواليد في الصين بنسبة 20% مقارنة بالعقد السابق، ليصل إلى 20 مليون طفل فقط، وهو أقل رقم منذ عام 1961. لذلك دعا رئيس وزراء الصين لي كيشيانج الحزب الشيوعي الحاكم إلى مراجعة السياسة السكانية التي أصبحت عبئا على الاقتصاد.
ويقول ساسميتا إن الرئيس الصيني شي جين بينج وقادة الحزب الشيوعي يدركون المشكلة جيدا، وربما لديهم حل معقول وهو اللجوء إلى الأتمتة. فالصين اليوم تتحول إلى دولة ذات مكانة عالية في مجال التكنولوجيا المتقدمة. كما أن أكثر من 60% من عمليات التصنيع الآلي في العالم توجد في الصين. ومن الناحية الاقتصادية توفر التكنولوجيا الحديثة عادة فرصا أكبر لزيادة الإنتاجية وتقليل عبء ارتفاع تكلفة العمالة. في المقابل؛ هناك نتيجة أخرى للتوسع في الاتمتة وهي انتشار النمط الحضري في الصين بسبب جاذبية التصنيع في المناطق الحضرية. ونتيجة لذلك ترتفع تكلفة العمالة بنسبة كبيرة.
ولكن يجب إدراك أن الاتمتة لا تصلح لكل الأنشطة الانتاجية والخدمية. كما أنه في عصر التكنولوجيا المتقدمة، تؤدي سياسات الأتمتة إلى زيادة الطلب على العمالة المتخصصة عالية التأهيل والتدريب. وفي هذا السياق تبدو الصين متخلفة بشدة عن الولايات المتحدة حيث مازالت نسبة الحاصلين على درجات جامعية في الصين أقل من 19% من السكان مقابل أكثر من 24% في الولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، لن تؤدي الأتمتة إلى تحقيق المساواة وتقليل التفاوت في الدخول كما تعهد الحزب الشيوعي الصيني، بل ربما تؤدي إلى زيادة الفجوة. ففي الولايات المتحدة تسيطر شركات التكنولوجيا المتقدمة العملاقة على جزء كبير من الاقتصاد وساهمت في اتساع الفجوة في الدخول. بمعنى آخر، تحتاج الصين إلى تطوير مجموعة سياسات متنوعة من أجل ضمان التوزيع العادل للدخل القومي مع تحسين جودة إدارة نظام الرعاية الصحية والتقاعد. فبدون ذلك التفاوت في توزيع الدخل القومي في الصين ستكون مثل الولايات المتحدة، ولكن الصينيين الذين اعتادوا على النمط الشيوعي، قد يتعاملون مع هذا الوضع بطريقة مختلفة عن تعامل المجتمع الأمريكي.
ويقول ساسميتا إنه بعد كل ذلك تطرح هذه الأسئلة نفسها: هل يمكن أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة اقتصاديا في نهاية المطاف؟ أو هل ستدخل الصين تدريجيا مرحلة التباطؤ قبل أن تصبح دولة غنية، وبالتالي تفشل في الانطلاق والخروج من دائرة الدول متوسطة الدخل؟ أما أن الصين ستصبح غنية وتصبح دولة مسنة في الوقت نفسه؟ يعتقد الكثير من المفكرين الاقتصاديين أن الصين ستواجه السيناريو الثالث وهو أن تكون غنية ومسنة في الوقت نفسه.
ويختتم ساسميتا تقريره بالقول أن المشكلة هي أن الصين قد تصبح مثل اليابان والتي دخلت مرحلة تباطؤ وفشلت في تجاوز الولايات المتحدة، لكنها ظلت دولة غنية ومزدهرة. ومع ذلك فما زال الوقت مبكرا للحصول على إجابة فعلية لهذه الأسئلة. ولكن من حيث أرقام الناتج المحلي وفقا للقوة الشرائية، فإن الصين تفوقت بالفعل على الولايات المتحدة. فدخل الفرد في الصين نحو ربع دخل الأمريكي. معنى ذلك أن الصين لم تصل حتى إلى مستوى الاتحاد السوفيتي قبل انهياره حيث كان نصيب الفرد من الدخل القومي ثلث نصيب الفرد في أمريكا. أخيرا، فإن الطريق الذي ستمضي فيه الصين مازال شديد الغموض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.