عادت مدينة الزاوية غرب ليبيا إلى واجهة المشهد الأمني والسياسي، بعد أن شهدت، مؤخراً، اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة في أحياء وسط المدينة، كشفت عن تصاعد صراع النفوذ بين التشكيلات الميدانية وتحولات جديدة في خريطة التحالفات المحلية. وقالت مصادر: إن مواجهات اندلعت في شارع القناعة عقب محاولة مسلحين يستقلون ثلاث مصفحات اغتيال أو اختطاف أحد السائقين، يُعتقد أنه ينتمي إلى ميليشيا"بن رجب" التابعة للواء 52 مشاة، قبل أن تتدخل أطراف أخرى مرتبطة بمليشيا"الجرينات" التابعة لقيادة محمد بحرون الملقب ب"الفار"، لتتسع رقعة الاشتباكات وتطال أحياءً سكنية بالقذائف العشوائية. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات أثارت الذعر بين السكان، وأدت إلى إغلاق طرق رئيسية، في وقت دفعت فيه بعض الفصائل بتعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة تحسبًا لتجدد القتال. ويرجّح مراقبون أن تكون الاشتباكات الحالية مقدمة لعملية أوسع تهدف لإعادة ترتيب موازين القوة في الغرب الليبي، حيث يسعى القادة المحليون إلى ترسيخ نفوذهم عبر تحالفات ظرفية بين المجموعات المسلحة، في ظل غياب مؤسسات أمنية موحدة وضعف سيطرة الدولة. وتُعد مدينة الزاوية، التي تبعد نحو 45 كيلومترًا غرب طرابلس، إحدى أبرز بؤر السلاح في ليبيا، إذ تشير تقديرات غير رسمية إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.