أعرب وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن أسفه لما يروجه الكثير من الإعلام وخاصة الغربي بزعمهم انهيار تحالف أوبك+ لدى أي تطورات تؤدي لبعض الاختلافات في الآراء وتجدهم يكررون ذلك ويهولونه قبل كل اجتماع وحتى مع قوة التحالف في امتصاص الاختلافات وتحويلها لاتفاقات مبتكرة، وحلول وسطية تحافظ على استمرارية استقرار الأسواق، حيث تجدهم لا يزالون يتحدثون عن انهيار، في وقت يمضي تحالف أوبك+ قدماً في ضبط إيقاعات الأسواق وضمان توازنها بما يعزز استقرار الاقتصاد العالمي. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي لتحالف أوبك+ بعد اجتماعهم الأهم الذي خرج بالعديد من الاتفاقات والقرارات المعززة لاستقرار السوق البترولية العالمية، وفي إجابة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لتساؤل محررة "إنيرجي انتيليجنس" حول "أن القضية الخلافية تمحورت حول وجوب مراجعة خطوط الأساس لدولة واحدة وكانت المخاوف في حال أن سمح للإمارات، فمن البديهي أن تفتح الباب على مصراعيه للدول الأخرى بأحقية مماثلة، كيف توصلتم إلى هذا الحل الوسط؟" أجاب سموه بالقول: "لا يسعني الإفصاح عن كيفية توصلنا لهذا الحل الوسط، وهذا فن أحتفظ به لنفسي، ونحتفظ به جميعنا لأنفسنا، والمشكلة أنكم في نشرات "إنيرجي انتيليجنس" تفترضون بكل غطرسة أنه ليس لدينا الموهبة الفنية والذكاء والدبلوماسية، وكنتم في غفلة كبيرة عما يربطنا ببعضنا، وما يربطنا ببعضنا أكثر بكثير مما نشرتم أنتم وغيركم للأسف"، مستفهماً سموه من نظيره وزير النفط الإماراتي سهيل المزروعي "هل أنا محق في ذلك عزيزي سهيل"، وكانت إجابة وزير النفط الإماراتي حقاً مثلجة للصدر، بقوله: "نعم سمو الأمير محق 100 %"، مكرراً "نعم 100 %". وكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد افتتح المؤتمر الصحفي لتحالف أوبك+ معرباً عن فخره بما تم إنجازه، ناقلاً تهاني وامتنان الرئيس المشارك، نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، "الذي وجد لبعض الوقت، ولكنه في الوقت ذاته مرتبط بأمر آخر"، متمنياً سموه له التوفيق، مثنياً على تفانيه وقوة تأثيره في القيادة المثلى للنصف الآخر من تحالف أوبك+ وهم شركاء أوبك من غير أعضائها بعدد 10 دول بقيادة روسيا. وقال المزروعي يسعدني أن أشيد بالحوار البناء في دهاليز أوبك+ في ظل القيادة الحكيمة المتمكنة لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، رئيس أوبك+، والرئيس المشارك نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، كقيادتين مرموقتين في عالم الطاقة، مؤكداً قوة التزام الإمارات بتعهداتها تجاه التحالف مع العمل التعاوني المشترك واللصيق مع أعضاء المجموعة لتنفيذ توجهاتها وتحقيق تطلعاتها لموازنة الأسواق المستدامة. التخفيضات الطوعية وشدد المزروعي على أن الإمارات عضوة رئيسة في هذا التحالف بكامل التزاماتها التي لم يسبق أن أخلّت بمطابقات الإنتاج، ولديها سجل بالتخفيضات الطوعية لدعم إنجاح خطط التحالف وتعزيز مناحيه. وقال: "لا يسعني نيابة عن الإمارات إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان العميق لحرص المملكة العربية السعودية على استقرار السوق النفطية العالمية، وللجهود المضنية والمساعي الحثيثة لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لتقريب وجهات النظر بالحوارات البناءة والعمل المشترك لإيجاد الحلول المعتادة لخدمة المصالح المشتركة. وأضاف المزروعي بالقول: "إن هذه المجموعة قوية بالقيادة الرزينة الملتزمة وتتحمل عبئاً ثقيلاً عن المنتجين والمستهلكين والعالم لتحقيق توازن السوق ودعم التعافي الاقتصادي العالمي من الجائحة"، لافتاً إلى أن "الإمارات تدعم بقوة متخذي القرار في هذه المجموعة وكافة تطوراتها"، منبهاً "وتبقى الإمارات دوماً ملتزمة بكافة قرارات المجموعة على محمل الجد ومهما يكن من أمر نظل أصدقاء حميمين نؤمن بالعمل التعاوني المشترك بين الدولتين الشقيقتين وبين الدول الأخرى". وحمل وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان رسالة كتبها نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك، جاء فيها: "نحن مستعدون لدعم أي شي يذكر من قبلكم"، معتبرها سموه وسام شرف لمدى "الثقة التي ليس هناك من طريقة أخرى للتعبير عنها بمثل قوة تلك العبارة". وفي رد على تساؤل لماذا تمت إعادة خط الأساس المرجعي للإنتاج لخمس دول عن بقية الدول العشرين الأخرى، أجاب سموه: لقد تشاركنا بقائمة تبين خط الأساس المرجعي السابق والجديد وأظهر تعديلاً شمل خمس دول من التي بادرت بالتعديل، مع تجدد طلب تعديل خط الأساس من الجزائر وهو قيد الإجراء. وحول عودة البراميل الإيرانية للسوق وكيفية التعامل معها من قبل أوبك+، أجاب الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالقول: "لا أحد منا يعلم متى عودة الإمداد الإيراني للسوق وبكم طاقة، ومع ذلك يمكن رؤية الاتفاقية الموسعة حيث أبقينا ثلاثة أشهر قابلة لتعديل وفق ما يستجد في الاجتماعات الشهرية من حيث تخفيف الإنتاج أو زيادته". وأصدرت منظمة أوبك بياناً قبل المؤتمر الصحفي، عن اجتماع أوبك+ الذي رحب بالأداء الإيجابي للدول المشاركة في إعلان التعاون، حيث بلغ التوافق العام مع تعديلات الإنتاج 113 ٪ في يونيو (بما في ذلك المكسيك)، ما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول المشاركة. وقالت أوبك: قرر الاجتماع تعديل الإنتاج الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم على أساس شهري بدءًا من أغسطس 2021 حتى التخلص التدريجي من تعديل الإنتاج بمقدار 5.8 ملايين برميل في اليوم، وفي ديسمبر 2021 سيتم تقييم تطورات السوق وأداء البلدان المشاركة. وقال البيان: كما قرر الاجتماع إعادة ضبط خط الأساس لحساب تعديلات الإنتاج، وفقًا لجدول تم إرفاقه مع البيان، تحصلت "الرياض" نسخه، وأظهر إعادة خط الأساس المرجعي لخمس دول بدءاً من مايو 2022، بدلاً من التاريخ السابق لخطوط الأساس المرجعية المقيّدة التي تنتهي بنهاية أبريل 2022، ويتزعم الدول الخمس المعدل خطوط أساسها، المملكة وروسيا من 11.000 مليون برميل في اليوم إلى 11.500 مليون برميل في اليوم، والعراق من 4.653 ملايين إلى 4.803 ملايين برميل، والكويت من 2.809 مليون إلى 2.959 مليون برميل في اليوم، والإمارات من 3.168 ملايين برميل إلى 3.500 ملايين برميل يومياً. وبذلك ارتفع إجمالي إنتاج النفط الخام لدول تحالف اوبك+ إلى 45.485 مليون برميل في اليوم كسقف إنتاجي مرجعي بدءاً من تاريخ مايو 2022، من 43.853 مليون برميل في اليوم لخط الأساس السابق. في ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط والإجماع على توقعاته، قررت أوبك+ ما يلي: إعادة التأكيد على إطار إعلان التعاون الموقع في 10 ديسمبر 2016، والمصادقة عليه في الاجتماعات اللاحقة، بما في ذلك في 12 أبريل 2020. كما قرر الاجتماع تمديد قرار الاجتماع الوزاري العاشر لمنظمة أوبك والمنتجين المستقلين المقيّد في أبريل 2020، حتى 31 ديسمبر 2022.
