عزز لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ثقة المواطن في قيادته الرشيدة وفي برنامج الرؤية السعودية 2030م، حيث كشفت الأرقام التي أعلنها سمو ولي العهد أن هذه الرؤية تمهد الطريق لمستقبل زاهر للوطن والمواطن وتعزز من إمكانات الدولة الاقتصادية وتحافظ على المكتسبات التي تحققت على مدى أكثر من 90 عاماً منذ توحيد هذه البلاد المباركة على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -. وفي ذات الوقت الذي ركز فيه سمو ولي العهد على أهمية رؤية 2030م في تعزيز ومتانة الاقتصاد السعودي شدد سموه على أن كافة برامج الرؤية تهدف لتحقيق الرفاهية للمواطنين وتعزيز جودة الحياة وتوفير الوظائف وتحسين مستوى دخل المواطن السعودي وتطوير البنى التحتية للمدن وتوفير كافة الخدمات على أعلى المستويات العالمية. لم يكن اللقاء عادياً بل كان استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمات متفرداً، وكان ولي العهد متفرداً في أسلوبه الماتع في عرض شامل أشبه ما يكون بكشف حساب لا تنقصه الشفافية لمنجزات الرؤية السعودية خلال الخمس سنوات الأولى وفي هذا التقرير سنركز على بعض ما تناوله حديث سموه فيما يرتبط بالإصلاحات الاقتصادية وتطوير مستوى جودة الحياة للمواطنين. تنويع مصادر الدخل الأمير محمد بن سلمان أكد في حديثه على أن حجم الإنفاق الذي تعود عليه المجتمع السعودي كان يحتم إحداث التغيير للمحافظة على تلك المستويات في ظل الظروف الاقتصادية التي عصفت بأسواق النفط وفي ظل الثورة السكانية الهائلة للشعب السعودي وهو ما يستوجب تطوير وتنويع مصادر الدخل للمحافظة على جودة الحياة وعدم الركون المستمر للاعتماد على النفط كمصدر وحيد للاقتصاد السعودي. فريق العمل وأكد سموه أن أي بناء يجب أن يكون مؤسساً على قواعد سليمة، وذلك حين أشار إلى أهمية اختيار الكفاءات والقيادات التي تعمل وتقود تحقيق هذه الرؤية حيث أشار إلى أن 80 % من الوزراء في عام 2015م كانوا غير أكفاء، بالإضافة لانعدام الخط الثاني من نواب أو وكلاء وزراء وقيادات في الوزارات ما يستدعي إعادة بناء الفريق لتبني المكينة التي تساعدك في إنجاز هذه الفرص والتطلعات التي يطمح لها السعوديون. جسد حديث ولي العهد الطموحات الكبيرة التي عرفها فيه المواطنون والمواطنات حينما أكد على أنه وفريق العمل من الوزراء والقيادات التنفيذية في مختلف القطاعات يعملون على استغلال كل فرصة تساهم في دفع عجلة التنمية وفتح آفاق جديدة. منجزات الإسكان حديث ولي العهد وضع المواطن في الصورة الحقيقية لما تم تحقيقه منذ إعلان برامج الرؤية والطموحات المستقبلية حيث أشار سموه للنجاحات التي تحققت في برامج الإسكان والتي تجاوزت المستهدفات التي وضعت لها لتصل نسبة المواطنين المتملكين للمساكن خلال أربع سنوات إلى 60 %، كما حقق الاقصاد غير النفطي نمواً، في الربع الرابع في 2019 بنسبة 4.5 % كما انخفضت نسبة البطالة من 14 % إلى 11 % قبل أن تعود بسبب الجائحة ل12 %، مؤكداً سموه على أن مستهدفات الرؤية تركز على خفض البطالة إلى أقل من 7 % ثم الوصول للمعدلات العالمية 4 %. صندوق الاستثمارات العامة وتناول سموه أهم ذراع اقتصادية، وكشف أبرز أهداف صندوق الاستثمارات العامة مؤكداً على أن ربحية الصندوق كانت ما بين 2 و 3 %، والآن يستهدف 6 أو 7 % وتم تحقيق ذلك في أغلب استثماراته. كما زادت استثمارات الصندوق داخل المملكة العربية السعودية والتي كانت قبل الرؤية 3 مليارات ريال، وفي 2020م أنفق الصندوق 90 مليار ريال في استثمارات داخلية كما سينفق في 2021م 160 ملياراً، ماذا يعني 160 ملياراً وستستمر استثمارات الصندوق في شكل تصاعدي حتى تصل إلى أكثر من 400 مليار ريال في 2030م وهو ما يبعث طمأنينة لدى المواطنين ويؤكد أن زمن الاعتماد على المصدر الوحيد "النفط" بدأ في الزوال مما سيحافظ على الاقتصاد المتين ويحقق جودة الحياة. إصلاح الأنظمة وأكد - حفظه الله - على أهمية ما تم من إصلاح الأنظمة وسن التشريعات التي تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتساعد على استقطاب المستثمر الأجنبي وتخلق بيئة تنافسية وتوحيد إجراءات العمل في الحكومة الإلكترونية وإلغاء البيروقراطية التي كانت سائدة في كثير من الإجراءات والتي شكلت عقبة أمام المستثمرين في السابق، كما أكد سموه على دعم وتشجيع المستثمرين السعوديين ودعم الشركات والقطاع الخاص ليكون شريكاً فاعلاً في النمو الاقتصادي كما تناول سموه في حديثه عدداً من المشاريع العملاقة التي ستنفذها الدولة والتي ستخلق ملايين من الفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن. ضريبة ال15 % الأمير محمد بن سلمان أجاب وبشفافية تامة على أكثر ما يتساءل عنه المواطنون حول الضريبة ومتى سيتم خفضها حيث قال سموه: هذا بلا شك كان إجراء مؤلماً للغاية وآخر حاجة بالنسبة لي أن أؤلم أي مواطن سعودي، ومصلحتي أن يكون الوطن عزيزاً وينمو، ومصلحتي أن يكون المواطن السعودي راضياً كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله لكن دوري أيضاً وواجبي أن أبني له مستقبلاً طويل الأمد مستمر في النمو. ثم عاد سموه ليبعث الطمأنينة لدى الجميع حين أكد أن قرار ال15 % مؤقت قد يستمر سنة إلى خمس سنوات كحد أقصى. كما أجاب سموه على ارتفاع أسعار الطاقة وخاصة البنزين، خصوصاً أن المملكة دولة غنية، قال سموه الدولة النفطية ليست الدولة الغنية، الجزائر دولة نفطية والعراق دولة نفطية، هل هي دول غنية، طبعاً الدولة الغنية تقدر بمقدراتك وبمداخيلك الاقتصادية مع تعداد سكانك، صحيح كنا دولة غنية للغاية لما كان عدد السكان 6 ملايين و7 ملايين نسمة كان عندنا 10 ملايين برميل وعدد السكان قليل جداً اليوم عندك عشرين مليون نسمة وينمو بشكل كبير جداً إذا ما وزعنا أدواتنا وحافظنا على مدخراتنا ووجهناها في الطريق الصحيح سوف نتحول يوم بعد يوم إلى دولة أفقر وأفقر أو نحافظ على هذه المدخرات ونوجهها بالشكل الصحيح حتى نتجاوز هذه العقبة بعد سنوات قليلة جداً ونصل إلى نمو وازدهار مستمر مستدام. رفع جودة الوظائف وبشفافية تامة كشف سموه عن أن 50 % من الوظائف في المملكة تصنف بالجيدة، أما الباقي فهي وظائف سيئة. وأضاف: ماذا يعني وظيفة جيدة ووظيفة سيئة؟ وظيفة جيدة تأكل تشرب وتلبس وتشتري كل الأشياء التي تحتاجها وعندك بيت وعندك سيارة وعندك كل احتياجاتك الرئيسة لكن عندك قدرة على الادخار وقدرة على الإنفاق على الترفيه وقدرة أنك تعيش حياتك سعيدة.. والخمسون بالمئة الأخرى وظائف سيئة تأكل وتشرب وتأخذ احتياجاتك الرئيسة وعندك بيت لكن ما تقدر تدخر وما تقدر تنمي ثروتك وما تقدر تستمتع إلا قليلاً. وهنا عاد ولي العهد ليؤكد على أن الدولة متى ما تمكنت من الوصول بمعدلات البطالة ما بين 7 إلى 4 % فسيكون الهدف القادم رفع الوظائف الجيدة من خمسين بالمئة إلى ثمانين بالمئة في المملكة. المواطن أولاً وأكد ولي العهد أن المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح، وأنه بدون المواطن لا نستطيع أن نحقق أي شيء من الذي حققناه، مشيراً سموه إلى أن الخوف غير موجود في قانون السعودية. ومؤكداً على أن المملكة حققت إنجازات كبيرة جداً في الأربع سنوات الماضية، وستحقق أكثر إلى عام 2025، ومن ازدهار إلى ازدهار بإذن الله.