من المرجح أن تؤدي خطط المملكة العربية السعودية لتقليص عدد الحجاج خلال موسم الحج السنوي لهذا العام إلى بضعة آلاف إلى انخفاض الطلب على وقود الطائرات في أكبر اقتصاد في العالم العربي، الذي استقبل العام الماضي حوالي مليوني حاج خلال الموسم. ولن تسمح السعودية التي تضم أقدس الأماكن الإسلامية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إلا للأفراد المقيمين أو الموجودين في المملكة بالمشاركة في موسم الحج هذا العام الذي يبدأ أواخر يوليو الجاري لاحتواء انتشار الفيروس التاجي بين الحجاج. وفي موسم حج العام الماضي الذي انتهى في أغسطس 2019، استضافت المملكة حوالي مليوني حاج سعودي وأجنبي خلال موسم الحج، والذي يقام في نهاية العام الإسلامي. كما استقبلت المملكة العربية السعودية في العام الإسلامي الأخير 7.5 ملايين حاج سعودي وأجنبي، أدوا فريضة الحج أو العمرة خلال ذلك العام. وقال تشوي وانغ، المحلل في "قلوبال بلاتس": "عادة ما يزيد استهلاك وقود الطائرات بنسبة 30 % على الأقل خلال شهر الحج في السنوات الخمس الماضية، ولكن من غير المرجح أن يحدث ذلك في يوليو من هذا العام بسبب إجراءات الحج المقيدة". وأضاف أن الطلب على وقود الطائرات في المملكة من المرجح أن ينخفض بنحو 40 % هذا العام مقارنة بعام 2019، وهو ما يمثل نحو 20 % من الطلب على وقود الطائرات في منطقة الشرق الأوسط. واستناداً إلى عدد المسافرين إلى السعودية في شهر الحج لعام 2019 والقيود المفروضة اليوم عبر الحدود، يقدر تأثير الطلب على وقود الطائرات بنحو 130,000 برميل يومياً، وفقا لمحللين "ريستاد إينيرجي". ويعاني قطاع الطيران السعودي حتى قبل إعلان قيود الحج هذا الشهر، وسيقود قطاع الطيران السعودي الخسائر في منطقة الشرق الأوسط هذا العام، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وهو الهيئة التي تمثل أكثر من 290 شركة طيران. ومن المتوقع أن تسجل صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط ككل خسارة قدرها 4.8 مليارات دولار في عام 2020 بسبب القيود المفروضة على السفر المرتبطة بالفيروس التاجي وإغلاقها مع انخفاض الطلب على الركاب بنسبة 56 %، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي. وكانت السعودية أوقفت معظم رحلات الركاب في أواخر مارس باستثناء رحلات الشحن والإعادة إلى الوطن. واستأنفت المملكة رحلاتها الداخلية في يونيو، لكن الرحلات الدولية لا تزال معلقة. وقالت أودري هيبرت، المستشارة في شركة "اف جي إي" للطاقة "على الرغم من أن البلاد ليست بالتأكيد مركزًا كبيرًا للطيران مثل الإمارات، إلا أن المملكة لديها سوق محلية كبيرة. وفي هذا الصدد، شهدنا بالفعل عودة الرحلات الجوية منذ رفع القيود في أوائل يونيو حتى أنها تجاوزت أرقام الرحلات خارج دولة الإمارات. وقبل تفشي الفيروس التاجي، كانت المملكة قد حددت هدفًا لجذب 30 مليون حاج ومعتمر بموجب رؤيتها 2030، وهي خريطة طريق اقتصادية للحد من عائدات النفط، ويشكل موسم الحج الجزء الأكبر من السفر إلى المملكة وقد بلغ عدد المعتمرين والحجاج الوافدين إليها 13.6 مليون فرد في عام 2019، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وأضافت هيبرت: "تجدر الإشارة إلى أنه في حين أن الحج في حد ذاته لا يستمر إلا لفترة محدودة من الوقت، وبالتالي لن يكون له مثل هذا التأثير القوي على الطلب على الطيران، فإن نقص الحجاج بشكل عام سيقلل من انتعاش الطلب على وقود الطائرات في السعودية". ومن المعتاد اشتداد الطلب على وقود الطائرات خلال فترة الحج حيث تؤمن أرامكو إمدادات لأكثر من 30 ألف طائرة في القدوم والمغادرة في فترة ثمانية أيام فقط، حيث تستعد الشركة للحج قبل موسمه بستة أشهر من تعبئة الخزانات بنحو 100 مليون برميل ديزل وأخرى بنزين ووقود طائرات وتتواجد أرامكو في قلب عرفة لخدمة طائرات ومعدات الدفاع المدني وغيرها من خلال مخازن مؤمنة. وارتفع إنتاج وقود الطائرات من مصافي أرامكو المحلية إلى 160 ألف برميل في اليوم في 2019. وبشأن إنتاج مصافي أرامكو الدولية شكل إنتاج البنزين ووقود الطائرات 56 % من إجمالي الإنتاج في 2019 حيث ارتفع إنتاج البنزين إلى 450 ألف برميل في 2019. كما ارتفع إنتاج وقود الطائرات إلى 310 آلاف برميل في 2019.