بالرغم من إعادة فتح اقتصادات العالم من الصين مروراً بإسبانيا إلى الولاياتالمتحدة حيث يعود الناس تدريجيًا لزيادة استهلاك الوقود في وسائل النقل البرية مع إعادة فتح الدول للأعمال التجارية، إلا أن سمة التباعد الاجتماعي لا تزال في الأذهان بجنوح البشر عن استخدام النقل العام وتفضيل مركباتهم الخاصة. من المقرر أن يدعم الارتفاع في قيادة السيارات الانتعاش التدريجي للطلب على النفط حيث بدأ الطلب على البنزين في الارتفاع في جميع الأسواق مقارنة بشلله في أواخر مارس وأوائل أبريل. قد يكون الاستخدام المتزايد لوسائل النقل الخاصة ظاهرة قصيرة الأجل حتى تهدأ المخاوف من استخدام وسائل النقل العام. ومع ذلك، فإن ارتفاع الطلب على البنزين بما في ذلك في الولاياتالمتحدة من المقرر أن يساعد الطلب على النفط في استعادة بعض الحصص في الأشهر المقبلة. من ناحية أخرى، لا يزال من المتوقع أن يعاني الطلب على وقود الطائرات أكثر من هذا الوباء، في ظل تشديد العالم لقيود الرحلات الجوية وإجراءات الحجر الصحي التي تتخذ بحق القادمين لمختلف مطارات العالم، فضلاً عن الكشف الطبي والاحترازات الشديدة في المطارات التي تعقد إجراءات السفر مما يجعل من اختيار السفر بالطائرة أمراً غير مفضل. وتقول شركات النفط الكبرى التي لديها عمليات مكثفة لبيع الوقود بالتجزئة أن استخدام السيارات هو الآن الطريقة المفضلة للسفر. وقال باتريك بويان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية الكبرى للنفط والغاز في مكالمة الأرباح: "يستخدم الناس سياراتهم أكثر لأنهم يخشون استخدام وسائل النقل العام أكثر من ذي قبل". وقال خوسو جون، الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي في ريبسول عن أرباح الشركات الإسبانية: "على الأقل، في بداية عودتنا إلى الحياة الطبيعية، نتوقع انخفاضًا في استخدام وسائل النقل العام، وزيادة في النقل الخاص". وفي الصين، عاودت ساعات الذروة والاختناقات المرورية في المدن الكبرى، بما في ذلك ووهان، وفي الوقت نفسه، انخفض استخدام مترو الأنفاق في بكين وشنغهاي وقوانغتشو بنسبة 53 في المئة و29 في المئة و39 في المئة مقارنة بالاستخدام قبل الوباء، بحسب بيانات "أويل برايس". وقال كونيت كازوكوجلو رئيس تحليل الطلب على النفط في شركة استشارات الطاقة من المرجح أن يقل استخدام الناس لوسائل النقل العام، نظرًا لأن مترو الأنفاق والحافلات والقطارات كانت وسيلة نقل رئيسة، إن لم تكن أساسية، للفيروس. وقال إن النقل على الطرق يمكن أن يستفيد من المحتمل لسنوات قادمة من الأزمة حيث إن الاستخدام الأعلى لسيارات الركاب قد يدعم الطلب على البنزين بعد تخفيف عمليات الإغلاق. وفي الولاياتالمتحدة، تظهر أحدث بيانات وكالة الطاقة أن الطلب على البنزين في الأسبوع المنتهي في 1 مايو كان 6.664 ملايين برميل يوميًا، ارتفاعًا من 5.86 ملايين برميل يوميًا في الأسبوع السابق، على الرغم من أنه لا يزال أقل بكثير من 9.482 ملايين برميل يوميًا لنفس الأسبوع من العام الماضي. ومن المتوقع أن يستمر الطلب على الغاز في النمو، مما يؤدي إلى استمرار أسعار المضخات في الارتفاع خلال عطلة نهاية الأسبوع". وقال إد كروكس ، نائب رئيس الأميركتين في وود ماكنزي: "كان الطلب يرتفع لأربعة أسابيع متتالية، على الرغم من أنه لا يزال منخفضًا بنسبة 32٪ عن الأسبوع المعادل لعام 2019". وعلى الرغم من الدلائل على أن الطلب على البنزين قد بدأ بالفعل في التعافي من أسوأ دمار في أوائل أبريل، فإن الطريق إلى استرداد البنزين سيكون تدريجيًا للغاية، في حين أن الطلب على وقود الطائرات قد يستغرق سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الفيروس. إن الآثار المترتبة على الطلب على الطاقة هي أن الانتعاش سيكون تدريجيًا ويواجه مخاطر الهبوط، في حين يمثل وقود الطائرات نقطة ضعف معينة، مع انتعاش النقل البري في الصين. وتمتلك شركة أرامكو السعودية بنى تحتية استراتيجية وشبكة أعمال تكرير ومعالجة وتسويق مستقلة في كبرى أسواق الوقود الأمريكية وحصص منافسة في سوق البنزين التي تديرها مصفاتها موتيفا في تكساس وهي أكبر مصفاة في أميركا الشمالية بطاقة انتاجية أكثر من 650 ألف برميل في اليوم من النفط السعودي الخام بمختلف درجاته إضافة إلى امتلاك واحتفاظ أرامكو ب26 ميناء للتوزيع لمبيعات البنزين والديزل حصريًا في أجزاء من ولاية تكساس ومعظم المنطقة الواقعة في وادي المسيسبي، وكذلك أسواق المنطقة الجنوبية الشرقية والشرقية للولايات المتحدة وتدير أكثر من خمسة الاف مركز للتزود بالوقود. بينما تشحن أرامكو سلسلة أمدادات موثوقة لا تقل عن مليون برميل يوميا للولايات المتحدة كعميل ثابت مع القدرة على زيادة الإمدادات وفق حاجة مصفاتها موتيفا التي نجحت بالمحافظة على حصصها التسويقية في أميركا الشمالية. وضخت أرامكو إجمالي 206,1 ملايين برميل للولايات المتحدة في 2019، أو 563 ألف برميل في اليوم تم تسليمها.