يحدث الرعي الجائر للمراعي عندما تتعرض أرض لرعي مكثف لفترات طويلة من الوقت أو بأعداد من الماشية لا تحتملها منطقة الرعي، ومن دون مراعاة لفترات نمو الأعشاب فيها. وقبل حدوث الطفرة الاقتصادية في بلادنا كان هناك توازن بين حجم المراعي في البلاد وعدد الماشية التي كانت تقتات على تلك الأعشاب. ولكن وبعد النمو الاقتصادي الكبير والزيادة في عدد السكان والذي رافقه زيادة هائلة في استهلاك اللحوم زادت أعداد الماشية التي تتم تربيتها في البلاد مما شكل ضغطاً هائلاً على تلك المراعي التي لم تعد تحتمل تلك القطعان من الماشية مما أدى إلى بداية لتصحر المزيد من الأرض علاوة إلى دخول فصائل مختلفة من المواشي لم تكن موجودة في المنطقة سابقاً. ولذا فإن الأمر يحتاج وبشكل عاجل إلى تنظيم دورات الرعي، وتحديد المدد الزمنية للرعي وإعداد الماشية التي يسمح برعيها لتلافي تصحر الأراضي وانجراف التربة. وأظن أنه لو تم تقنين الرعي عن طريق منح المراكز الإدارية في البلاد ويمكن أن تشاركها الهيئة السعوديه للحياة الفطرية صلاحية منح رخص الرعي لملاك الماشية في الأراضي التابعة لها تحدد فيها المدد الزمنية للرعي، ومرعاة أعداد الماشية المسموح دخولها لتلك الأراضي فسيحافظ هذا الأمر على تلافي تلك المشكلة التي تسببت بالإضافة إلى الاحتطاب الجائر إلى إفساد الأراضي وانجراف التربة وتصحرها وبالتالي تقلص مساحات تلك المراعي مع الزمن.