قال علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق: إنه يجب اختيار رئيس الوزراء الجديد دون تدخل خارجي في إشارة إلى النفوذ الإيراني في الوقت الذي قتل فيه مسلحون 19 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة من رجال الشرطة قرب موقع احتجاج في بغداد الجمعة. وقالت الشرطة ومسعفون إن أكثر من 70 شخصاً آخرين أصيبوا قرب موقع الاحتجاج الرئيس في وسط بغداد. وقالت قوات الأمن إنها لم تتمكن من تحديد هويات المسلحين الذين هاجموا المحتجين. وجاءت دعوة السيستاني بعد تقارير عن وجود قائد عسكري إيراني كبير في بغداد هذا الأسبوع لحشد التأييد لحكومة جديدة تواصل خدمة مصالح إيران. وندد السيستاني مرارا بقتل المتظاهرين العزل، وحث المتظاهرين أيضا على الالتزام بالسلمية ومنع المخربين من تحويل معارضتهم إلى العنف. ويعارض السيستاني منذ زمن طويل أي تدخل أجنبي في البلاد كما يعارض النموذج الإيراني للحكم المتمثل في تدخل رجال الدين في عمل مؤسسات الدولة. وطالب السيستاني بأن يتم تشكيل الحكومة بعيداً عن أي تدخل خارجي. بدورها، فرضت واشنطن الجمعة عقوبات على ثلاثة من زعماء الفصائل العراقية المسلحة المدعومين من إيران تتهمهم بإصدار الأوامر بقتل المحتجين. وأشار مسؤول كبير في وزارة الخزانة إلى أن العقوبات جاءت في هذا التوقيت لتبعدهم عن شغل أي دور في تشكيل حكومة جديدة. وذكرت رويترز أن مسؤولين إيرانيين، من بينهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، تدخلوا لمنع استقالة عبدالمهدي في أكتوبر. وأفادت تقارير بأن سليماني موجود في بغداد هذا الأسبوع. وقال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية: «ينبغي، فيما يبدو بالنسبة لنا، ألا يجتمع زعماء إرهاب أجانب وقادة عسكريون مع الزعماء السياسيين العراقيين لتحديد رئيس وزراء العراق القادم». وأمام الرئيس العراقي برهم صالح عدة أيام حتى 16 ديسمبر لتكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل الحكومة التي يجب أن يوافق عليها البرلمان بعد ذلك في غضون شهر. ويقول النواب العراقيون إنهم سينتقلون بعد ذلك إلى إجراء انتخابات عامة العام المقبل. ويقول محتجون: إنه دون قانون انتخابي يضمن التمثيل النسبي الكامل ومفوضية انتخابات محايدة لن تؤدي الانتخابات المبكرة إلى تغيير وسيبقى السياسيون الفاسدون في السلطة. وفي سياق ذي صلة، استهدفت طائرة مسيّرة فجر السبت بقذيفة هاون منزل مقتدى الصدر في النجف، بحسب ما أكد مصدر في التيار الصدري. وقال المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية إن القذيفة سقطت عند الجدار الخارجي لمنزل الصدر. وسبق للصدر أن أعلن تأييده للاحتجاجات التي تطالب بكفّ يد النفوذ الإيراني في البلاد. ومعروف أن للصدر علاقات معقدة مع طهران، التي انتقدها على مدى السنوات الماضية خلال تظاهراته التي تدعو إلى استقلالية القرار العراقي.