تتجه الأنظار اليوم نحو مكةالمكرمة، حيث تعقد أعمال القمتين الطارئتين الخليجية والعربية اللتين دعا إلى عقدهما خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والقمة الإسلامية الاعتيادية لمنظمة التعاون الإسلامي، للتشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والدول الإسلامية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة خاصة في ظل الهجوم على السفن التجارية في الخليج العربي، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، والتداعيات الخطيرة لذلك الهجوم على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، والحاجة الملحة لمواجهة التحديات والأزمات لتعزيز التضامن الخليجي والعربي والإسلامي في وقت تمر الأمة فيه بمرحلة دقيقة وحساسة. الحرص على انعقاد القمم الثلاث يجسد تطلعات الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية نحو التضامن والوحدة وجمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم، والمملكة تتبنى كل ما من شأنه تعزيز الروابط بين الشعوب، وقضايا المنطقة، وتحقيق وحدة الكلمة هو الهم الكبير لحكومة المملكة على مر تاريخها، والمملكة تدرك حساسية الحالة التي تشهدها منطقة الخليج العربي، وخطورة التصعيد الذي تشهده المنطقة بسبب الدور الإيراني التخريبي الذي يمثل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، ويحاول جر المنطقة إلى حرب طاحنة. المملكة تعتز بدورها في توحيد الصف، ومواقفها متعددة في تجسيد التضامن بين دول المنطقة والدول العربية والإسلامية، وتدعم بشكل متواصل كل ما يجمع ويوحد شمل المسلمين، وآخر ذلك تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب والذي اتخذ من الرياض غرفة عمليات مشتركة له، ولها مواقف مشهودة مع الكثير من الدول للتصدي للأحزاب والتنظيمات الإرهابية. الأمل كبير بأن يخرج قادة الدول العربية والإسلامية بموقف ورسالة حازمة ضد النظام الإيراني المزعزع للاستقرار والداعم للإرهاب والمستمر في مواصلة سياساته العدائية ضد الدول المحيطة وإشاعة الفتن والحروب، واستهداف مصالح الدول الخليجية، وإجباره على وقف أعماله العدائية الأخرى المتمثلة في دعم القوى المتطرفة والإرهابية التي تهدد الأمن الخليجي العربي المشترك، وحمل ذلك النظام على الالتزام بمبادئ القانون الدولي ووقف تدخلاته التي جلبت الفوضى والخراب للعديد من الدول، ووصل خطر هذا النظام المنبوذ إلى مستويات يجب مواجهتها دولياً بكل الطرق.