شبّه الإعلامي الرياضي جبر العتيبي بعض البرامج الرياضية ب»الحراج»، مؤكداً بأن غيابه عنه يعود إلى أنه لا يجيد التطبيل، وواصل هجومه على الإعلام عندما أكد بأنه أصبح مليئاً ب»الغث» وأن الإعلامي سليط اللسان هو الأكثر طلباً من ذلك الذي يتكلم بعقلانية ومنطقية، وتحدث العتيبي عن الأهلي وأوضاعه محملاً الإدارة السابقة مسؤولية مايحدث له لأنها حولته إلى «تشليح» وفرغته من لاعبيه وأحضرت آخرين وصفهم ب»العاهات»، مشدداً على تأثر «الراقي» برحيل الأمير خالد بن عبدالله، وتطرق للحكام السعوديين وعودتهم إذ أوضح بأنهم يتأثرون بالضغوطات الإعلامية والجماهيرية، جاء ذلك في حوار أجرته معه «دنيا الرياضة» وجاء فيه: «الراقي» تأثر برحيل خالد بن عبدالله وحكامنا يتأثرون بالضغوطات.. ولا أجيد «التطبيل» * بعد أعوام عديدة في المجال الإعلامي.. أين أنت اليوم؟ * موجود أتابع المشهد الرياضي من بعيد، متفرغاً لعملي الحكومي وأعيش حياتي الخاصة بعيداً عن الضجيج الإعلامي والرياضي. * حدثنا عن بداياتك الصحفية؟ * بدأت مشواري الإعلامي عام 1415 ه من خلال صحيفة البلاد إبان إشراف المرحوم عمر مخاشن على القسم الرياضي فيها، ولم أستمر طويلاً اذ تلقيت عرضاً مغرياً من صحيفة الندوة عن طريق فوزي خياط -رحمة الله عليه-، وانتقلت للندوة إبان عصرها الذهبي كمسؤول عن الشؤون الرياضية بمكتبها بجدة واستمررت فيها حوالي سبعة أعوام، لأعود مرة أخرها لصحيفة البلاد عندما تولى قينان الغامدي رئاسة تحريرها والزميل عبدالله الشيخي الأشراف على الشؤون الرياضية في الصحيفة، إذ عملت في البداية محرر صياغة ثم مشرفاً على الطبعة الثانية ثم نائباً لرئيس القسم الرياضي ثم رئيساً للقسم الرياضي ثم مديراً للتحرير حتى تركت العمل فيها من حوالي العام لظروفي العملية، كما أنه كانت لي تجربة سابقة في العديد من الصحف والمجلات الأخري مثل جريدة الرياضي عند أول صدور لها أضف إلى ذلك مجلة اليقظة الكويتية ومجلة النادي وقد استفدت من هذه التجارب في مشواري الصحفي. * هل هناك قرار أتخذته وندمت عليه؟ * لم أتخذ أي قرار واندم عليه فأي قرار لا يمكن أن أتخذه إلا بعد دراسة وافية. * لماذا نراك مقلاً في التواجد الإعلامي خصوصاً في البرامج التلفزيونية؟ * حقيقة أنا لا أجيد فن التطبيل والتملق ولست من الشلة إياها حتى تتم استضافتي في البرامج التلفزيونية كوني لا أملك واسطة عندهم، وأحب أن أوكد لك أن البرامج الرياضية لدينا أصبحت شبيهة بالحراج صاحب الصوت الأقوى يكسب وبصراحة ما يحدث فيها شيء معيب من بعض الرعاع الذين يتصدرون المشهد من خلال هذه البرامج. * انتقلت في أكثر من مطبوعة وصحيفة في القسم الرياضي ما السر وراء كثرة تنقلاتك؟ -لايوجد هناك سر بل كنت أبحث عن التجديد وخوض تجربة جديدة. * كنت مديراً للتحرير في صحيفة البلاد وغادرت قبل عدة أعوام، ماهي الأسباب؟ * بكل صراحة أنا وصلت إلى قناعة تامة بأنني لم أعد أستطيع أن أعطي أكثر مما أعطيت وعندما قرر علي حسون مغادرة منصبة من رئاسة التحرير قررت أنا أيضاً المغادرة، علما أنني تقدمت باستقالتي أكثر من مرة لكن حسون رفضها، فمن الصعوبة أن أبقى في الصحيفة بعد مغادرته كونه رجلاً مهنياً ومحترماً يمنحك حرية العمل ولايمكن أن يتدخل في عملك رغم أنه رئيس تحرير، بعد ابتعاد علي حسون أديرت الصحيفة من أحد الأشخاص وكأنها سوبر ماركت وأملاك خاصة، ولكن بعد إبعاد هذا (الجاثوم) عنها أعتقد أنها ستنهض من جديد على يد خالد المعينا ومحمد الجهني. * لو عرض عليك العمل بالنادي الأهلي مديراً للمركز الإعلامي، هل ستخوض التجربة؟ * لمعلوميتك يا خالد سبق وأن عرض علي العمل في الأهلي كمدير للمركز الإعلامي في فترات سابقة ورفضت، كون المركز الإعلامي في كل ناد هو «بوق» وأوجد لتلميع رئيس النادي وكأنه وكالة أنباء له، وأنا أرفض أن أكون بوقاً لهم ولن أقبل بهذا بتاتا. * لماذا تدهور مستوى الفريق الأهلاوي وتراجعت نتائجه وموقعه في سلم الترتيب؟ * من الطبيعي أن يتدهور الأهلي بعد ابتعاد رمزه الكبير الأمير خالد بن عبدالله الذي كان يدعم النادي مادياً ومعنوياً أكثر من 40 عاماً، إذ ضحى بالغالي والنفيس من أجل إسعاد الأهلي وجماهيره فسموه الرئة التي يتنفس منها الأهلي، وبدون شك ابتعاد هذا الرجل خسارة كبيرة للرياضة السعودية وللأهلي على وجه الخصوص، ترك النادي وهو بطل محققاً ثلاثية تاريخية «الدورى وكأس الملك وكأس السوبر» بعد أن صنع فريقاً مرعباً يخشاه الجميع، ولكن الكارثة التي حلت بالأهلي هذا الموسم هي «تفريغه» من نجومه وتوزيعهم على أندية أخرى واستبدالهم بلاعبين «عاهات» في تصرف أحمق من الإدارة الأهلاوية التي عبثت بهذا الفريق وجعلت مثل «التشليح» فمن الطبيعي أن يتدهور الفريق ويتراجع مستواه في سلم الدوري. * هل مشكلة الأهلي إدارية أم فنية؟ * بالدرجة الأولى إدارية خصوصاً في بداية الموسم وبالذات من المشرف السابق على الفريق موسى المحياني الذى «زرع» المشاكل في الفريق بعد أن أطاح بأكثر من نجم في الفريق واخترع «مشاكل» مع السومة ومهند عسيري وآخرين الأمر الذى أثر على مستوى الفريق، ولكن أعتقد أن الجهاز الإداري الجديد بقيادة الخبير زكي الصالح قادر على إعادة الفريق لوضعه الطبيعي ولكن ذلك يحتاج لصبر من قبل الجماهير الأهلاوية. * ينافس الأهلي عربياً وآسيوياً. ما الذي ينقصه حتى يحقق الذهب؟ * الفريق الأهلاوي يحتاج إلى أشياء كثيرة حتى يعود كما كان منافساً على البطولات ومن أهمها التعاقد مع مدافع أجنبي مثل بالعمري وصانع ألعاب مميز، وهذان المركزان هما علة الفريق من فترة طويلة والإدارة تتفرج وكأن الأمر لا يعنيها بشيء بل أتت بلاعبين أجانب «معطوبين» لن ينفعوا الفريق. * لو كنت مكان فوساتي كيف سيكون ترتيب البطولات بالنسبة لك (الدروي، العربية، الآسيوية)؟ * الدوري مستحيل، طار من الأهلي ولكن يجب على فوساتي التركيز بالدرجة الأولى على البطولة العربية التي أصبحت في متناول الأيدي «مباراة إياب» وتلعب على النهائي، أما الآسيوية لسه بدري عليها نحن الآن في دورى المجموعات، والفريق قطع مشواراً لا بأس به في هذه البطولة. * كيف تقيم الإعلام الرياضي السعودي؟ وهل واكب المرحلة التي تعيشها الرياضة السعودية؟ * حقيقة الإعلام الرياضي لدينا قوي ومؤثر ويعد الأقوى عربياً ولكن أعتقد إنه لم يواكب النهضة التي تشهدها الرياضة السعودية وقد يكون التقصير من الاتحادات الرياضية التي هي لم تواكب الأحداث. * هنالك من يحمل الإعلام مسؤولية كل صغيرة وكبيرة خصوصاً الإخفاقات والاحتقانات الموجودة في وسطنا الرياضي. هل تتفق معهم أم لك رأي آخر؟ * سور الإعلام أصبح قصيراً والكل يعلق فشله عليه، وهذه مشكلة أزلية فالفاشلون في الأندية هم من يحمل الإعلام إخفاقاتهم. * الطرح في بعض البرامج الرياضية سلبي وغير مفيد بشهادة المتابعين. لكن في المقابل أعلى نسبة مشاهدة نجدها في تلك البرامج، بماذا تفسر ذلك؟ * لأن المتعصبون يريدون ذلك، وبصراحة ما يطرح في بعض البرامج «غث» وأسلوب هابط. * برأيك هل دفع ذلك مسؤولي البرامج إلى منح تلك الأسماء المثيرة للجدل بطرحها مساحة أكبر ممن يتكلمون بمنطق وعقلانية؟ ولماذ؟ * بكل تأكيد هذا الذي يحدث بالضبط فسليط اللسان سوقه ماشي والمنطقي والعقلاني لا وجود له في مثل هذه البرامج. * العلاقات والصداقات هل تلعب دوراً في وجود أسماء معينة على الساحة وتغيب آخرين؟ أم أن الموجودين الآن هم النخبة؟ * حقيقة المحسوبية والعلاقات لها دور في ذلك، ويا بخت من «النقيب خاله» كمايقول المثل الشهير، أما من يوجد في هذه البرامج فهم ليسوا نخبة بل «نكبة». * كيف نصنع جيلاً إعلامياً مميزاً لا يخلط بين ميوله وعمله، ويفرّق جيداً بين الإثارة المقبولة والمرفوضة؟ * مستحيل أن تبني جيلاً جديداً طالما المتعصبون يتصدرون المشهد من خلال القنوات فهم من يزرع التعصب ويسوق له. * هل أنت مع إعلان الإعلامي لميوله؟ أم ترى بأنه يجب أن يكون محايداً؟ * أي إعلامي أصبحت ميوله معروفة للداني والقاصي ولا يحتاج أن يعلنها، لو احضرت أصغر مشجع لقال لك هذه الإعلامي يشجع الفريق الفلاني، وإعلان الميول لا عيب فيه ولكن يجب أن لا تطغى ميولك على العمل الذي تؤديه. * لوطلب منك المسؤولون تقديم وصفة لتطوير اتحاد القدم فما هي؟ * العمل بروح الفريق الواحد غربلة وتطوير اللجان والاستعانة بالخبرات من الداخل والخارج، عقد اجتماعات دورية مع رؤساء الأندية والإعلاميين المؤثرين لتبادل الآراء. * ووصفة أخرى لتطوير منتخبنا وإعادته لأمجاده السابقة؟ -إحضار جهاز فني على مستوى كبير من الخبرة والدراية، والاعتماد على القاعدة والبحث في المدارس عن المواهب المدفونة. * حدثنا عن الثمانية لاعبين أجانب، أنت مع أوضد تقليص العدد؟ ولماذا؟ * بصراحة أتمنى تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى أربعة لاعبين كون وجود هذا الكم من اللاعبين الأجانب سيضر بالكرة السعودية، ويحرمنا من مواهب سعودية، فهذه التجربة من وجهة نظري هذا الموسم لم تكن ناجحة ولا بد من إعادة النظر فيها. * ماذا عن الحكام المحليين وعودتهم للمشهد من جديد؟ * بصراحة أنتظروا المزيد من الكوارث التحكيمية فالحكم السعودي فاقد للثقة ويتأثر من الجماهير والإعلام. * تقنية vAr أثارت جدلاً كبيراً ماهو تقييمك لها.؟ * من وجهة نظري إنها تجربة ناجحة رغم اللغط الذي صاحبها وأعتقد أنها خففت الضغط عن حكام المباريات. * ما رسالتك لرئيس هيئة الرياضة؟ * الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل هو ابن الرياضة الشرعي وكل المؤشرات تؤكد أنه سيعيد الرياضة السعودية إلى مكانتها الطبيعية، وأتمنى له التوفيق والنجاح. جمهور الأهلي راهن على عودة الأهلي خليل جلال
