في السابق كانت الكرة السعودية تزخر بكم كبير من المهاجمين أصحاب الموهبة والقيمة التهديفية العالية، سواء كان ذلك على صعيد الدوري والبطولات المحلية أو المنافسات الخارجية للأندية والمنتخبات، فلا تكاد تمر مشاركة لأنديتنا أو منتخباتنا إلا وتجد بصمة مهاجميه موجودة بالقائمة التهديفية لمثل هذه البطولات مما ساعد أنديتنا ومنتخباتنا على حسم العديد من البطولات والإنجازات التي أصبحت مؤخرًا أشبه بالحلم، ففي الثمانينات كانت بصمات ماجد عبدالله وشايع النفيسة ومحيسن الجمعان وسعد مبارك وسعدون حمود جلية وواضحة في حسم المنجزات والبطولات على صعيد المنتخبات والأندية ومع مطلع التسعينات تسلم أسلافهم الراية بقيادة سامي الجابر وفهد المهلل وسعيد العويران وحمزة إدريس وعبيد الدوسري فتواصلت الإنجازات وتنوعت ووصلت منتخباتنا للعالمية. ما أعقب تلك المرحلة التي شهدت سيطرة مذهلة للكرة السعودية وأنديتها على البطولات من تراجع تزامن مع تراجع مستويات المهاجمين السعوديين بل لا أبالغ إذا قلت اختفاء المهاجم السعودي الفذ والموهوب الذي يستطيع قيادة فريقه ومنتخبه للمنجزات والبطولات. الأندية السعودية معنية بالدرجة الأولى عن هذا التراجع الكبير في اختفاء المهاجم السعودي الهداف مما أضر بها وبالمنتخب وسيكون الضرر أكبر خلال المرحلة القادمة. فمهما تعددت وتنوعت منهجية اللعب وخطط المدربين إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن المهاجم الهداف والموهوب الذي يختصر لك الكثير ويزيد المنتخب والفريق قوة فنية. الاتحاد السعودي لكرة القدم تقع أيضًا عليه جزء من هذه المسؤولية وهو يشاهد المحترفين الأجانب يسيطرون وبقوة على خطوط الهجوم بكل الأندية ويسيطرون على قائمة الهدافين وسط اختفاء تام للمهاجم السعودي دون وضع خطط تساعد على تواجد مهاجم سعودي يعتمده عليه المنتخب خلال المرحلة القادمة. فاختفاء المهاجم السعودي من المشاركة والمنافسة على قائمة الهدافين هو إخفاء لهجوم المنتخب وبالتالي اختفاء للمنجزات والبطولات، فالتاريخ القديم والقريب يؤكد بأن قوة منتخباتنا كانت ترتكز على قوة هجومه وتوهج مهاجميه وتنوع أسلوبهم وطريقه أدائهم. إذا سلمنا بأن نظام الاحتراف هو من مكن المهاجمين الأجانب من السيطرة على خط هجوم الأندية وبالتالي قائمة الهدافين بالبطولات المحلية فأين هي الفئات السنية؟ لماذا لا نسمع ولا نشاهد المواهب الهجومية بالفئات السنية بأنديتنا كما كنا نسمع بالسابق عن سامي الجابر وفهد المهلل وعبيد الدوسري الذين حققوا لقب الهداف وهم بالفئات السنية؟ من يتحمل مثل هذا الخلل وما دور الأندية واتحاد القدم في ذلك؟ : فاصلة في كؤوس آسيا الثلاثة التي حققها منتخبنا كانت في الأولى والثانية لخط هجومنا بماجد وشايع ومحيسن وسعد مبارك وغيرهم البصمة الأبرز وفي الثالثة كان لسامي الجابر وفهد المهلل وعبدالله الجمعان وحمزة إدريس ويوسف الثنيان بصمة لا تُنسى أما اليوم فالأمر مختلف ويلزم ندخل الأندية واتحاد القدم فالكرة السعودية ولادة للمواهب عبر تاريخها إلا أن هذه المواهب بحاجة للاكتشاف والرعاية والدعم لنعود لتعود كرتنا للقمة كما كنا.