«انتبهوا ترا فيه فيشينق» جملة كفيلة بأن ترفع تركيز الموظفين في الصباح من دون أي تدخُل من الكافيين!.. قد يتساهل البعض للأسف في موضوع رسائل التصيد الإلكترونية أو كما تسمى (Phishing)، وقد يتذمرون منها أو لكثرتها وقد لا يعلمون مدى جدية الأمر في حال الضغط على رسالة تصيد حقيقية (وليست الاختبارية). بحسب بعض الإحصائيات، ازدادت محاولات التصيد الإلكتروني 65 % خلال عام، ويحتل البريد الإلكتروني المركز الأول كأفضل طريقة لإيصال البرمجيات الخبيثة للمستخدم وتتعدد أنواع رسائل التصيد الإلكترونية من حيث الهدف بحسب الجهة المستهدفة وأيضا بحسب نية المهاجم، بعضها لسرقة حسابات التواصل الاجتماعية، والآخر ينتهي بغرض الابتزاز وجني أموال من الضحية كما حصل مع فيروس (Wanacry) في منتصف العام 2017، وقد يصل بعضها إلى هدف تخريبي كما تم في الدودة الإلكترونية (Stuxnet) والتي عطلت أعمال بعض المنشآت النووية العام 2010 (ابحث عنهم للتزود بمعلومات تفصيلية)، وبعضها قد يصل إلى مرحلة تدميرية وغرضها الأساسي إزهاق الأرواح! وقد تطورت أساليب التصيد ووصلت إلى محاولة الوصول للمستخدم ليس فقط عن طريق البريد؛ بل أيضا عن طريق رسائل ال SMS والتي تسمى (Smishing) أو عن طريق المكالمات (Vishing)، وأيضا باستخدام بعض وسائل التواصل الاجتماعية ومن أشهرها الواتساب، ويكون أغلبها بإيهام المستخدم بأنه فاز بجائزة مالية ويستدعي بأن يتصل برقم أو إرسال بعض المعلومات لغرض الحصول على الجائزة المزعومة واستخدام بعض من أساليب الهندسة الاجتماعية في ذلك (سيتم شرح الهندسة العكسية في مقال قادم بإذن الله). ومن هم الاحتياطات التي تتخذها أغلب المنظمات أو الجهات للتصدي لهجمات رسائل التصيد الإلكترونية هي توعية المستخدمين والتي تكون أولى وأهم الخطوات وتوضيح الخطورة المحتملة. وتوعية المستخدم هي أول الدفاعات؛ لكونه العنصر الأضعف مهما بلغت الميزانيات المصروفة في وضع أدوات تحكم أوحلول تقنية تمنع أي هجوم؛ يكون المستخدم هو الأضعف والذي من الممكن أن يكون هو السبب الرئيس في حدوث أي هجوم! تذكروا أن أمن المعلومات مسؤولية الجميع، وتزداد أهمية أمن المعلومات في كل سنة مع تزايد التقنيات والأجهزة الموصولة بالإنترنت وبالتالي ازدادت طرق استغلالها من قبل المخترقين، فيتحتم علينا أن نحذر ونتثقف ونهتم في هذا المجال. أخيراً، تذكروا أن ضغطه زر لبريد تصّيد حقيقي من غير مبالاة كفيلة بأن: تبدأ حرب عالمية ثالثة، تسرق حساباتك، تسرق مبالغ نقدية منك، تلغي إجازتك، وإجازة غيرك.. وتذكروا أن المشكلة تبدأ بضغطة. * عضو المجموعة السعودية لأمن المعلومات «حماية»