شائعات لا تعرف سطراً للنهاية وحالة من الهجوم المستمر وجدل لا ينقطع في ملف المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- فلم يعد هناك ما يشغل القنوات والصحف القطرية والموالية لجماعة الإخوان الإرهابية سوى المتاجرة يوميا بالقضية لتصفية حساباتها السياسية عبر اللجان الإلكترونية على منصات السوشيال ميديا. وجاء حوار أبناء المواطن جمال خاشقجي مع شبكة "سي ان ان" الأميركية ليضع حدا لمحاولات تسييس القضية واستغلالها من قبل أصحاب الأجندات المسمومة الساعين للإساءة لتاريخ المملكة وتشويه صورتها، ويدحض ما أثارته وسائل الإعلام المغرضة في إطار الحملة المسعورة على المملكة. وعبَّر صلاح وعبدالله أبناء خاشقجي عن ثقتهم الكبيرة بالقيادة قاطعين الطريق أمام أي مزايدات في هذا الملف من بعض الأطراف التي تحاول استغلالها، ومس حديثهما عن قضية والدهما كل مواطن سعودي، وآن الأوان لاحترام شعور الأسرة كما عبرا في لقائهما. إن ثقة أبناء خاشقجي في التحقيقات وفي القيادة يظهر معدنهما الحقيقي، وحديثهما كان حديثا من القلب لأبناء مكلومين على والدهم، عبرا عن صوت أسرة الراحل، ولا شك أن الجميع قيادة وشعبا يقف ويتكاتف مع أسرة خاشقجي اليوم في مصابهم لتحقيق العدالة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن جمال رغم الاختلاف معه كان محبا للوطن ومؤمنا بقيادته وما تشهده المملكة من تحولات لمستقبل أفضل كما شرح أبناؤه في اللقاء، بالإضافة أنهم أثبتوا محبتهم لوطنهم، وما عبروا عنه من تكاتف القيادة معهم يعبر عن الروح السعودية. وشدد حديث أبناء خاشقجي على تلاحم المملكة وأبنائها وإعلاء قيم العدالة وحب الوطن، وثقتهم في عدالة المملكة وسير التحقيقات، وأن إجراءات التحقيق ستأخذ مجراها لبيان الحقيقة كاملة، وتقديم كل من تورط في وفاة والدهم إلى العدالة، لينال الجزاء. تنسيق قطريإيراني في فضيحة تضاف لملف التعاون القطريالإيراني، كشف الدبلوماسي الإيراني المعارض والمستشار السابق بوزارة الخارجية الإيرانية، فرزاد فرهنكيان، أن هناك تنسيقا بين السلطة في قطروإيران بهدف التصعيد الإعلامي لقضية خاشقجي. وأكد فرهنكيان أن قطر طلبت من طهران إبلاغ قيادات ميليشيا الحوثية بوقف إطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية خلال هذه الفترة بغرض التركيز إعلاميا على قضية الصحفي جمال خاشقجي، وكذلك عدم التطرق لقضية خاشقجي من قبل المسؤولين والقيادات الإيرانية، والاقتصار على التغطية الإعلامية العادية بغرض عدم لخبطة أوراق الضغط القطرية وغيرها من الدول ضد المملكة. وأشار فرهنكيان إلى أنه من المصلحة الكبيرة للقيادة القطرية أن تكون إيران خارج اللعبة الإعلامية، ووقف إطلاق الصواريخ البالستية على المملكة حتى لا يشتت ذلك حملة الهجوم الإعلامي القطري. وأوضح فرهنكيان إلى أنه بعد الرجوع إلى البحث في الأخبار تأكد أن الحوثيين المدعومين من إيرانوقطر أوقفوا بالفعل إطلاق الصواريخ البالستية منذ اختفاء خاشقجي بناء على طلب قطروإيران. وكشف فرهنكيان على مدونته باللغة العربية، أن العميد راشد العبدالله عضو المخابرات القطرية، والدبلوماسي القطري غانم سالم المعاضيد، توجها إلى طهران بعد اختفاء خاشقجي بثلاثة أيام وعقدا اجتماعات سرية مع المسؤولين الإيرانيين ومع قيادات أمنية وسياسية في مكتب خامنئي للتنسيق المشترك من أجل استغلال القضية سياسياً، ونقلا لخامنئي رسالة سرية من القيادة القطرية. جدير بالذكر أن قضية المواطن جمال خاشقجي أثارت اهتمام المملكة على أعلى المستويات، واتخذت المملكة الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة وباشرت بإرسال فريق أمني إلى تركيا بتاريخ 6 أكتوبر 2018م للتحقيق والتعاون مع الأجهزة النظيرة في تركيا، وأعقب ذلك تشكيل فريق أمني مشترك بين المملكة وجمهورية تركيا الشقيقة مع السماح للسلطات الأمنية التركية بدخول قنصلية المملكة في إسطنبول ودار السكن للقنصل، حرصاً من المملكة على معرفة كافة الحقائق. كما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للنائب العام في المملكة العربية السعودية برقم 5709 وتاريخ 3 /2 /1440ه بإجراء التحقيقات في ذلك، وقامت النيابة العامة بالتحقيق مع عدد من المشتبه فيهم بناء على المعلومات التي قدمتها السلطات التركية للفريق الأمني المشترك. ولا تزال التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمتها والبالغ عددهم 18 شخصاً، وتؤكد المملكة على التزام السلطات في المملكة بإبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة بالمملكة. Your browser does not support the video tag.