لقد كانت المملكة ملاذاً آمناً للإخوان «المسلمين» وضمنت لهم الحماية والعيش الكريم ولا نُزايد إن قلنا: إنها «أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف»، في الوقت الذي كان فيه «إخوانهم» يلعقون جراحهم في زنازين عبدالناصر. من حسنات الحروب والأزمات أنها تنقل المواقف المضمرة إلى مواقف معلنة والإستراتيجيات حبيسة المطبخ السياسي إلى العالم الواقعي، وتكشف الحليف والصديق والعدو والمتآمر. وقد لا تسعنا عدة كتب للتأريخ لعلاقة الإخوان بالمملكة منذ أول لقاء بين حسن البنا والملك عبدالعزيز، حين أراد كبير الإخوان (الذي علمهم السحر) أن يعرض عليه الدخول ضمن جماعة الإخوان أو السماح بنشر دعوته داخل المملكة، غير أن الملك عبدالعزيز، لم يكن لتمر عليه هذه الخدعة من هذا المبتدئ في مجال السياسة والطّموح للحكم حين أجابه «كلنا إخوان وكلنا مسلمون»، فبُهت الذي كفر وعاد البنا أدراجه يجر أذيال الخيبة ويُحول وجهته إلى دولة أخرى يمكن أن تكون حاضنة وراعية للفكر الإخواني. لقد كانت المملكة ملاذاً آمناً للإخوان «المسلمين» وضمنت لهم الحماية والعيش الكريم ولا نُزايد إن قلنا: إنها «أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف»، في الوقت الذي كان فيه «إخوانهم» يلعقون جراحهم في زنازين عبدالناصر. غير أن الإخوان، وكعادتهم، ليس لهم حليف وليس لهم صديق إلا مصلحتهم، وصدق حسن البنا (وهو الكاذب) حين قال: «ويخطئ من يظن أن الإخوان المسلمين يعملون لحساب هيئة من الهيئات أو يعتمدون على جماعة من الجماعات، فالإخوان المسلمون يعملون لغايتهم على هدى من ربهم». (رسائل حسن البنا ص 136). وهنا ينطبق عليهم المثل الشائع «إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا». في هذا السياق، سنستعرض «بعض» تمظهرات المؤامرة الإخوانية التي خرجت للعلن، حتى تكتمل الصورة عند قارئ «الرياض» ويكشف المسلمون معالم المؤامرة التي يقودها محور الشر الثلاثي الأضلاع: تركيا، إيران، ونظام الدوحة. الهيئة المزعومة لمراقبة إدارة السعودية للحرمين والمشاعر المقدسة: دفع الحقد التركي والعداء الأيديولوجي الإيراني والتواطؤ الإخواني بقطر إلى تحريك بعض الخلايا الإخوانية النائمة في محاولة يائسة للنيل من المملكة عبر الطعن في مصداقيتها واتهامها بتسخير المشاعر المقدسة لأهداف سياسية لم تُفصح عنها مكونات «الثالوث الإرهابي». وهنا تدخل الذراع الإعلامي للإخوان للترويج لهذه الهيئة، حيث جاء في قصاصة لموقع «الجزيرة نت»: «أُعلن في ماليزيا عن إنشاء هيئة دولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين والمشاعر المقدسة، بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية، وقالت الهيئة: إنها تسعى لمنع استخدام الأراضي المقدسة لأغراض سياسية. وذكرت الهيئة في بيان أنها تسعى إلى وقف أعمال طمس الهوية الإسلامية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة»!! وفي الحقيقة لم نجد في قواميسنا «الأخلاقية» ما نرد به على هذا الطرح الذي لا يستحق لا أخلاقياً ولا دينياً الرد عليه. عندما يرضع «إخوان الجزائر» من لبن الضرع القطري علي بلحاج، القيادي الإخواني، الذي ظل يُمني النفس، برفقة شيخه الإخواني الآخر مدني بلحاج، بحكم الجزائر بداية التسعينيات، عن طريق استغلال الآلية الديمقراطية للوصول إلى السلطة، خرج علينا في فيديو مصور يعيد اجترار نفس الطرح القطري بالقول: «روحوا احكموا في أي أحد، هاي عندكم (يقصد الدولة السعودية) شبه الجزيرة العربية، لكن مكة والمدينة لازم أن الأمة العربية والإسلامية هي التي تقوم عليها». ويضيف هذا الإخواني بالقول: «لابد أن نَفْتَكَّ مكة والمدينة من النظام السعودي». هذا الطرح الإخواني «الأحمق» يتلاقى بالمطلق مع طموحات «ثالوث الشر» عبر «الهيئة» المزعومة التي يُروج لها النظام القطري. إخوان المغرب: المناصب في المغرب والولاء لقطر خرج علينا مؤخراً البرلماني الإخواني عن حزب العدالة والتنمية علي العسري، ليشن هجوماً لاذعاً على الطريقة التي أدارت بها المملكة موسم الحج الماضي، رافضاً، ما أسماه، «احتكار» المملكة لتنظيم موسم الحج وضرورة إنشاء هيئة إسلامية يعود لها «امتياز» تنظيم موسم الحج!! هذا الموقف، لا يمثل فقط تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة تربطها بالمغرب علاقات إستراتيجية، بل يتجاوزه إلى اعتباره موقفاً يتضارب والموقف الرسمي للمملكة والتي يقود حزبه تشكيلها الحكومي للمرة الثانية على التوالي. من خلال ما سبق، تبدو معالم المؤامرة على المملكة واضحة، ويتأكد بالملموس للمواطن السعودي الفطِن صواب وشرعية الموقف السياسي الحاسم ضد نظام الدوحة الذي يحاول تغيير البيئة الإستراتيجية الخليجية لما يخدم الطرح الإخواني الأردوغاني والفارسي الإيراني. Your browser does not support the video tag.