هدف الأنظمة الصحية هو تحسين قيمة الرعاية الصحية المقدم للمرضى وبالتالي تقديم خدمة صحية بجودة عالية للمستفيدين. إن القيمة في الرعاية الصحية لا يتم قياسها بعدد الخدمات المقدمة أو حجمها، إنما من خلال مخرجات الرعاية الصحية للمرضى مقابل العملة المعتمدة التي تنفق عليها. كما تجدر الإشارة إلى أن تقديم المزيد من الخدمات الصحية وخدمات صحية بكلفة أعلى لا يعني بالضرورة خدمات بجودة عالية. لإدارة القيمة بشكل مناسب، يجب قياس كل من مخرجات الرعاية الصحية والتكلفة لكل مريض، على أن تشمل المخرجات المقيسة والتكلفة والدورة الكاملة من الرعاية للحالة الخاصة للمريض، والتي غالباً ما تنطوي على فريق من التخصصات المتعددة بداية من التشخيص إلى العلاج حتى إدارة الحالة الصحية المستمرة للمريض. إن الحالة الطبية هي مجموعة مترابطة من ظروف المرضى التي تعالج بطريقة منسقة وينبغي تعريفها على نطاق واسع لتشمل المضاعفات الشائعة والأمراض المصاحبة. فتكلفة علاج مريض مصاب بمرض السكري، يجب ألا تقتصر على التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية التابعة للغدد الصماء فقط إنما أيضاً تكاليف إدارة وعلاج الظروف المرتبطة بها مثل أمراض الأوعية الدموية، وأمراض الشبكية، وأمراض الكلى. أما بالنسبة للرعاية الأولية والوقائية، فإن وحدة قياس القيمة يتم على أساس مجموعة معينة من المرضى، مثل الأطفال الأصحاء أو النساء الحوامل أو كبار السن الذين يعانون من حالات مزمنة. لذا يمكن القول: إن المكون الأول من معادلة قيمة الرعاية الصحية هي المخرجات الصحية. وينبغي قياس مخرجات أي حالة طبية أو عدد من المرضى على أبعاد متعددة، بما في ذلك سنوات الحياة المكتسبة بعد الرعاية الصحية، والقدرة على العمل، ومدة الرعاية الصحية عدم الراحة والمضاعفات المصاحبة للعلاج واستدامة التعافي بالإضافة إلى الدورة الكاملة من الرعاية للحالة الخاصة للمريض. في حين أن قياس المخرجات الطبية قد حظي باهتمام متزايد في السنوات الماضية، فإن قياس التكاليف المطلوبة لتحقيق تلك المخرجات وهو العنصر الثاني من معادلة القيمة حظي باهتمام أقل بكثير من سابقه. وفي نطاق معادلة القيمة، فإن التكلفة ذات الصلة وهي التكلفة الإجمالية لجميع الموارد بحيث تشمل الموظفين السريريين والإداريين، والأدوية وغيرها، والأجهزة والحيز السريري، والمعدات المستخدمة أثناء الدورة الكاملة من الرعاية للحالة الخاصة بالمريض، بما في ذلك العلاج من المضاعفات المرتبطة بها والأمراض المصاحبة الشائعة. على أن يتم تحسين كفاءة الرعاية الصحية إما برفع قيمة الرعاية المقدمة للمرضى من خلال تحسين المخرجات بتكاليف مماثلة أو عن طريق خفض التكاليف الإجمالية مع الحفاظ على جودة المخرجات الطبية. الدافع خلف قيمة الرعاية الصحية هو أن أفضل المخرجات الصحية غالباً ما تسير جنباً إلى جنب مع خفض تكاليف دورة الرعاية الصحية الإجمالية. فرفع الإنفاق على الكشف المبكر، غالباً ما يؤدي إلى رعاية أقل تعقيداً وأقل تكلفة في وقت لاحق، والحد من تأخير العمليات التشخيصية والعلاجية يحد من تدهور الحالة الصحية ويخفض التكاليف عن طريق خفض الموارد اللازمة للرعاية الصحية. اما عملية تفعيل معادلة قيمة الرعاية الصحية فيكون بالجمع بين نظام دقيق لقياس التكاليف مع القياس المنهجي للمخرجات الصحية، وبالتالي يمكن لمقدمي الرعاية الصحية الاستفادة من الطاقم الطبي والمعدات والمرافق والموارد الإدارية بكفاءة أكبر، وسلاسة مرور المرضى عبر النظام الصحي، واختيار منهجية علاجية تُحسن المخرجات الصحية مع إقصاء الخدمات التي لا تحقق ذلك.