على الرغم من التوقعات الباكرة بصعوبة مهمة "الأخضر" الشاب، في نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً والتي تجري أدوارها الاقصائية هذه الأيام في كوريا الجنوبية، إلا أن مجرد الوصول إلى دور ال 16 كان منجزاً جيداً للمنتخب السعودي للشباب، بعد سنوات من الغياب عن الحضور المونديالي، بعد المشاركة الأخيرة في كولومبيا 2011م. الآن انتهت مهمة "الأخضر" الشاب في المونديال الكوري فعلياً بخسارته أمام نظيره الأرجوياني صفر-1، وهو المنتخب الأوروبي الذي يضم محترفين في أشهر الأندية الأوروبية، حاله كحال منتخبات عدة تخوض المونديال أنتجتها مدارس كروية متقدمة في العالم، ومع كل ذلك كان بإمكان المنتخب السعودي الذهاب ولو قليلاً نحو الأدوار المتقدمة من البطولة، إلا أن الإسهاب في مسببات خروج المنتخب أو تفوق المنتخبات المنافسة، والغوص في ترهل نظام الاحتراف السعودي، وغياب الاحتراف الخارجي، أو الحديث عن ضعف التحضيرات للبطولة، وقصور الخطط الفنية للمنتخب الشاب، لم يعد كل ذلك جاذباً للمتلقي، لتكراره حد الملل، مع كل إخفاق خارجي للمنتخبات والأندية السعودية بعد أي مشاركة. المهم بعد ختام مشاركة المنتخب السعودي للشباب في المونديال، النظر للمكتسبات التي أفرزتها هذه التجربة، إذ إن هذه التجربة شبيهة تماماً بتجربة " الأخضر" الشاب في مونديال كولومبيا 2011م، والتي طواها الزمن دون استفادة حقيقية من نجوم تلك المرحلة، عدا لاعبين قلائل يعدون على أصابع اليد الواحدة، شقوا طريقهم بعد ذلك مع أنديتهم، وصولاً للمنتخب الأول بجهود ذاتية قاصرة. على اتحاد الكرة التفكير جدياً في احتواء "الأخضر" الشاب بعد الخروج، ومتابعة مسيرة لاعبيه مستقبلاً مع أنديتهم، والحفاظ على تألق الكثير منهم كمواهب واعدة، عبر برامج فنية متخصصة، تحيطهم بالاهتمام والعناية والتجهيز لتمثيل المنتخب الأول في مونديالي 2020 و2026، عبر خطط بعيدة المدى على طريقة المنتخبات العالمية، التي ينطلق الاهتمام في تكوينها عبر دعم اللاعبين الشباب، واعتبارهم ثروة وطنية تستحق العناية والحرص على استمراريتهم في الملاعب، وعدم التوقف عند محطة الخروج من المونديال أو خسارة بطولة إقليمية. المسؤولية نحو مواهب "الأخضر الشاب" لا تقع على اتحاد الكرة فقط بل تمتد للأندية، التي باتت تعتمد على اللاعبين الجاهزين، وسياسة الاستقطاب الفوضوية، وفق حاجات زمنية مؤقتة، ساهمت في نشوء ظاهرة التدوير بين الأندية، واستمرار اللاعبين المستهلكين فنياً دون النظر إلى لاعبي الفئات السنية، باعتبارهم ركائز مستقبلية تستحق أن تمنح الفرصة، وتجد كل الدعم والتشجيع لخدمة النادي خصوصا والكرة السعودية عموماً في استحقاقات مستقبلية، محفزة للنظر إلى البعيد وفق رؤية منطقية لا تفرط في المواهب الكروية الواعدة أو تسمح بتسربها خارج المستطيل الأخضر.