في تاريخ الشعر النبطي أحداث وتحولات كثيرة ومهمة، رصدها الباحث القدير الأستاذ إبراهيم الخالدي في كتابه المرجعي (تاريخ الشعر النبطي)، ووثّق كثيراً منها بأسلوب مميز وممتع، ويغطي جهد الخالدي أحداث فترة 1000 عام تمتد بين عامي 1000 و2011 للميلاد، لكن الأحداث المهمة في تاريخ الشعر النبطي لا تتوقف عند العام الذي حدّده الباحث كإطار زمني لبحثه، فبعد ذلك العام شهدنا الكثير من الأحداث والفعاليات الشعرية الجديرة بالاهتمام والتوثيق، من أهمها إقامة فعاليات (ليالي الشعر النبطي) التي نظمها مركز الملك فهد الثقافي، وتنوّعت فعالياتها بين الأمسيات الشعرية والمحاضرات والندوات، إضافة لفعاليات ثقافية وفنية أخرى صاحبت الليالي. من الأشياء الجميلة في ليالي الشعر النبطي أنها جمعت لنا متعة النقد مع متعة الشعر، فقد حضر نقد الشعر بجماله ووضوحه ودهشته في العديد من الأوراق النقدية العميقة، من أبرزها ورقة "الشعر الفسيح: مفهوم إبداعي مشترك" للدكتور سعود الصاعدي الذي تعوّدنا منه إنصاف الشعر الشعبي، وتحدّث في ورقته عن الشعر بوصفه فناً يحتاج لموهبة وشجاعة أدبية تجعل المبدع لا يخضع بشكل تام لقواعد اللغة أو للقواعد التي يضعها النقاد، وتحدّث عن حقيقة أن الإبداع في الشعر لا يرتبط بلغة فصحى أو لغة عامية، بل يرتبط في المقام الأول باتساع خيال المبدع وبالمعرفة العميقة، وبقدرة الشاعر على توسيع دائرة معارفه بالقراءة في كل علم وفن لتحقيق مفهوم الشعر الفسيح. زادت المتعة والفائدة في ليالي الشعر أيضاً بتقديم الباحث الهولندي مارسيل كوربر شوك لندوة تحدّث فيها عن إبداع الشاعرين عبدالله بن سبيّل وحميدان الشويعر، وذكر مارسيل العديد من ملامح القوة والجمال التي ميّزت قصائدهما عن قصائد سائر الشعراء، ومن الرائع في هذه الندوة التفاعل الرائع والمداخلات الذكية من الحضور، وهي مداخلات تدل على وعي عميق وعدم التسليم بسهولة لآراء واعتقادات المحاضر. من الأمور التي تُحسب للقائمين على هذه الفعاليات وللأستاذ محمد السيف المشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي استقطاب أسماء مميزة وقادرة على تقديم ما هو مميز، وما زال هناك العديد من الباحثين والمهتمين القادرين على كشف مواطن الجمال والدهشة في الشعر النبطي، ويستحقون أن نستمع لأفكارهم في مثل هذه الفعاليات المفيدة والممتعة في الأعوام القادمة، من بينهم على سبيل المثال: غسان الحسن ومحمد مهاوش الظفيري وحمد الحمد وناصر المجماج وإبراهيم الخالدي وغيرهم من الباحثين والمهتمين من أصحاب الخبرة في شؤون الشعر النبطي. أخيراً يقول سداح العتيبي: يا شقيّ القلب لا أوحيت الأذان قبل لا ترتدّ نفسك ردّها ما تصلّي غير في شهر رمضان تبني الحسنه شهر وتهدّها الفروض الخمس ما فيها هوان والصلاة بوقتها لا بدّها