خرج الاتحاديون عن أجواء "الكلاسيكو" مع الهلال بعد هدف لاعب الوسط البرازيلي كارلوس ادواردو بعد سقوط المدافع ياسين حمزة داخل منطقة الجزاء للإصابة، وما أن دخلت الكرة الشباك إلا وثارت ثائرتهم في المدرجات وداخل المستطيل الأخضر، فاللاعبون منهم من اعتداء على ادواردو أثناء احتفاله بالهدف وآخرون حاولوا الاعتداء وتفرغوا لضربه، ودفع "العميد" ثمن ذلك غالياً بتلقي شباكه هدفين وخسارته للمباراة. لا يوجد أي مبرر لتجاوزات الاتحاديين، سواءً بإلقاء الجماهير للعلب الفارغة والأحذية على لاعبي الهلال، أو تعمد بعض اللاعبين إصابة ادواردو، فالهدف الذي سُجل شرعي 100%، وسبق للاتحاديين أنفسهم التصفيق لمثل هذا الهدف، في الثالث من نوفمبر 2010م في مواجهة الاتحاد والشباب في الجولة 16 من الدوري السعودي، عندما سجل المهاجم نايف هزازي للاتحاد هدف التعادل 2-2، في الوقت الذي كان فيه مدافع الشباب زيد المولد ساقطا على مشارف منطقة الجزاء بعد تعرضه للضرب بالكوع من هزازي، في ذلك الوقت فرح الاتحاديون وهتفوا وصفقوا لهزازي ولفريقهم، ولم يفكروا في زيد المولد وإصابته، عندها دافعت الجماهير الاتحادية عن لاعبي فريقها، ووصفت الهدف بالشرعي، لكن الحال اختلف عندما تذوقوا مرارة الكأس ذاته. وفي "كلاسيكو" الأحد، سقط لاعب وسط الهلال عبدالله عطيف في منتصف الملعب واكمل الاتحاد الهجمة وكاد أن يصل إلى شباك الحارس عبدالله المعيوف، عندها تعامل الهلاليون بمنطقية مع الحال، ولم يذهبوا إلى المهاجم التونسي أحمد العكايشي ولا لغيره لمعاتبته أو الهجوم عليه، فالخبرة خذلت الاتحاديين لأن حالة الانفلات التي شاهدناها ومن لاعبي الخبرة تبرهن بأن "الاصفر" افتقد للقائد الذي يوجه اللاعبين ويمتص غضبهم ويعيد لهم التركيز. حكم المباراة لديه الصلاحية لإيقاف اللعب إذا ماكانت إصابة اي لاعب خطرة وتستحق التدخل العاجل من الفريق الطبي، وطالما أنه كان قريباً من هجمة الهدف ولم يتدخل لإيقاف اللعب فمن حق الفريق أن يكمل هجمته، مثلما هو من حقه ايضاً أن يخرج الكرة، ويبقى الأمر اختيارياً، والشواهد على ذلك كثيرة، وسبق لفرق عدة تسجيل أهداف حاسمة على الرغم من سقوط أحد لاعبي الخصم على الأرض، على سبيل المثال سجل للنصر عمر هوساوي هدفاً حاسماً في الموسم الذي توج فيه بلقب الدوري 2014م على الرغم من أن لاعب الفتح كان ساقطاً على الأرض في الجولة ال20 من الدوري ومنح الهدف الذي سجل في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع النصر ثلاث نقاط ثمينة والفوز 2-1، ومن غير المقبول التشكيك أو التقليل والطعن في احقية مسجل الهدف بالفوز بسبب عدم إخراج لاعبيه للكرة. في النهاية نقول بأن فوز "الزعيم" مستحق ولا غبار عليه، وماحدث من تشكيك في احقيته بالانتصار والاتهامات أمر معتاد، لأن علاقته مع البطولات تمثل للبعض "صداعا مزمنا"، حتى لو لم تحدث لقطة الهدف، سيبحثون عن أي مدخل للتشكيك والتقليل من الفوز، ومن ثم سيزعمون بأن لقب "دوري جميل" غير شرعي.
