أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن ثورة 25 يناير 2011 ستظل نقطة تحول في تاريخ مصر. وقال الرئيس السيسي في كلمته أمس الأربعاء بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، إن الآمال كانت كبيرة في بداية تلك الثورة وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق، مشيرا إلى أنه عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، كانت ثورة الشعب من جديد في يونيو 2013، لتصحح المسار ويسترد هذا الشعب حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض فى ذات الوقت، معركةً كبرى للتنمية والإصلاح في الاقتصاد والسياسة وكافة أوجه حياة المجتمع. وأضاف السيسي "إننا نحتفل بالذكرى السادسة لثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير عام 2011، تلك الثورة التي عبرت عن رغبة المصريين في التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن، يعيش فيه جميع أبناء الشعب كراماً تحت راية العلم المصري الخفاق". وأكد السيسي ثقته الكاملة في أن التاريخ سينصف هذا الجيل من المصريين الذي تحمل خلال السنوات الماضية ما يفوق طاقة البشر، مستعيناً في ذلك بمخزون الحكمة الخالد لدى الشعب المصري، فاستطاع أن يحافظ على بلاده من الخراب والتدمير، وشرع في إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار، متحملاً في سبيل ذلك كافة الصعاب، دون أن يلين عزمه، أو يقل تصميمه. وقال السيسي "إن تقييماً موضوعياً لتطور الأوضاع في مصر خلال السنوات الماضية، يؤكد لنا أننا سائرون على الطريق الصحيح، استكملنا البناء المؤسسي لأركان دولتنا، من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيزٍ حقيقيٍ لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترامٍ لسيادة القانون، وإعلاءٍ لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك". وتابع السيسي: "كما أننا مستمرون في مواجهة الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره تماماً من أرض مصر، وفي ذات الوقت لن يثنينا شىء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذي لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما نستمر في إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة في كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي، لتحقيق آمال كل مصري ومصرية في مستقبل مشرق، واقتصاد حديث مزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصاً متساوية في الحياة الحرة الكريمة". وخاطب الرئيس السيسي شباب مصر قائلا: "إن طاقة التغيير لديكم كانت دافعاً لهذا الوطن لأن ينهض وينطلق على طريق الديمقراطية والتنمية، وأن وطنيتكم وحماسكم المتدفق له كل التقدير والاحترام". وتابع السيسي: "نحن الآن في احتياج لجهودكم الصادقة على طريق الإصلاح والبناء والتنمية، فالأوطان الكبيرة مثل مصر لا تتغير أوضاعها تغيراً جذرياً بين عشية وضحاها، وإنما يتم ذلك من خلال العمل الدؤوب والصبر، ومزيد من الجهود لترسيخ دعائم المواطنة الكاملة والحريات السياسية والاجتماعية والشخصية، والحفاظ على سلامة واستقرار هذا الوطن العزيز الغالي".