سعى الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس إلى طمأنة المصريين، وقال إن بلدهم «يسير على الطريق الصحيح»، متعهداً الاستمرار في مواجهة «الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره»، بالتزامن مع «مواصلة الحرب على الفساد». ووجه السيسي أمس كلمة إلى المصريين لمناسبة الذكرى السادسة لثورة كانون الثاني (يناير) العام 2011، مشيراً إلى أن الثورة التي «عبّرت عن رغبة المصريين في التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن، يعيش فيه جميع أبناء الشعب كراماً تحت راية العلم المصري الخفّاق»، وأكد أن ثورة يناير «ستظل نقطة تحول في تاريخ مصر»، لكنه لفت إلى أنه «كانت الآمال كبيرة في بدايتها، وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق، عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيّقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد في حزيران (يونيو) العام 2013، لتصحح المسار ويسترد هذا الشعب حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض في الوقت ذاته معركة كبرى للتنمية والإصلاح في الاقتصاد والسياسة وكل أوجه حياة المجتمع». وأضاف: «إنني على ثقة كاملة أن التاريخ سينصف هذا الجيل من المصريين الذي تحمّل خلال السنوات الماضية ما يفوق طاقة البشر، مستعيناً في ذلك بمخزون الحكمة الخالد لدى الشعب المصري، فاستطاع أن يحافظ على بلاده من الخراب والتدمير، وشرع في إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار، متحملاً في سبيل ذلك كل الصعاب، من دون أن يلين عزمه، أو يقل تصميمه». ونبه السيسي في كلمته إلى أن تقويماً موضوعياً لتطور الأوضاع في مصر خلال السنوات الماضية «يؤكد لنا أننا سائرون على الطريق الصحيح، استكملنا البناء المؤسسي لأركان دولتنا، من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيز حقيقيٍ لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترام لسيادة القانون، وإعلاء لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك». وتعهد الاستمرار في «مواجهة الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره تماماً من أرض مصر، وفي ذات الوقت لن يثنينا شيء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذي لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما نستمر في إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة في كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي، لتحقيق آمال كل مصري ومصرية في مستقبل مشرق، واقتصاد حديث مزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصاً متساوية في الحياة الحرة الكريمة». وخاطب السيسي شباب مصر، مشيراً إلى أن «كفاحنا وجهودنا خلال الأعوام الستة الماضية، لم تذهب سدى، بل أثمرت واقعاً جديداً نبنيه جميعاً بجهودنا المخلصة وإنكارنا للذات». وأضاف: «إن طاقة التغيير لديكم كانت دافعاً لهذا الوطن، لأن ينهض وينطلق على طريق الديموقراطية والتنمية، وأقول لكم أن وطنيتكم وحماستكم المتدفقة لهما كل التقدير والاحترام، فنحن الآن في احتياج لجهودكم الصادقة على طريق الإصلاح والبناء والتنمية»، منبهاً إلى أن «الأوطان الكبيرة مثل مصر لا تتغير أوضاعها تغيراً جذرياً بين عشية وضحاها، وإنما يتم ذلك من خلال العمل الدؤوب والصبر، ومزيد من الجهود لترسيخ دعائم المواطنة الكاملة والحريات السياسية والاجتماعية والشخصية، والحفاظ على سلامة هذا الوطن واستقراره». وحيا السيسي «جميع الشهداء من أبناء الشعب المصري الذين ضحّوا بأرواحهم، نقول لهم إن تضحياتهم ستظل دوماً مصدر إلهام وفخر لجميع المصريين، وإننا سنحافظ على العهد بأن تظل مصر وطناً حراً يتسع لكل المصريين، ونقول لأسرهم وعائلاتهم إنكم ستظلون تحت رعاية الوطن، وإن ذكرى أبطالكم وأبطالنا ستظل في وجدان مصر والمصريين».