وسط سوق مليء بالابتكارات.. هل يملك «آيفون 7» القوة للصمود أمام «موجة الإبداع»

شركات الهواتف الذكية تستعرض «عضلاتها» لكسب الأسواق

شكل هاتف «آيفون 7» و آيفون 7 بلاس» الحدث الأبرز في السوق السعودية منذ إطلاقه بداية الشهر الحالي، واستقبل المستخدمون هذا الهاتف باعتباره الحدث المُنتظر في عالم الهواتف الذكية لا في المملكة فحسب بل في كافة أسواق الاتصالات والمعلوماتية الاقليمية والعالمية، واتجهت الأنظار تلقائيا إلى الميزات التي يتمتع بها هذا الهاتف، وبدأ الخبراء والمستخدمون بمقارنة ميزاته بالميزات التي تتمتع بها الهواتف الذكية المنافسة.
لكن هل لبّى هذا الهاتف التوقعات المرتفعة والآمال الكبيرة التي عقدها المستخدمون عليه؟ وكيف يمكن إجراء مقارنة موضوعية لأهم المكوّنات التي جهّزت شركة أبل هذا الهاتف بها؟ هل الكاميرا في هذا الهاتف قادرة على مقارعة كاميرات باقي الهواتف الذكية؟ وهل بطاريته ستُحدث فعلا ثورة في عالم الهواتف أم إنها غير قادرة على المنافسة؟ ولا تتوقف الأسئلة عند هذا الحد، فالمستخدم السعودي كما الأوروبي والأميركي وغيرهم من المستخدمين، لديهم عشرات الأسئلة حيال هذا الهاتف، لأن الهواتف الذكية ببساطة باتت محور حياتهم اليومية في منازلهم ومكاتبهم وجامعاتهم.
كاميرتان
تم تجهيز هاتف «آيفون 7» وآيفون 7 بلاس» بكاميرا ذات عدستين، وهي الميزة التي يتفرّد بها بين كل هواتف «آيفون»، لكن هذه الميزة ليست جديدة في عالم الهواتف الذكية، إذ سبق استخدامها في هواتف «وان إم 8» من «إتش تي سي» و»إل جي جي 5» من ال جي بالاضافة إلى «هواوي بي 9» و»هواوي بي 9 بلاس» والاثنين طبعا من انتاج هواوي، والهاتفين الأخيرين يعتبران من الهواتف التي تعمل بأحدث نظام التشغيل «آندرويد» ويستخدمان كاميرتين خلفيتين بطرق مبتكرة، وكان تم إطلاقهما قبل نحو 6 أشهر.
من جهة أخرى قدم «آيفون» معيار طيف ألوان DCI-P3 لكنه أتى متأخرا، إذ أطلقت «هواوي» هاتفها «هواوي بي 9» منذ 6 أشهر بهذه المواصفات المتعلّقة بطيف الألوان، وهي التقنية ذاتها التي يستخدمها «بي 9» ليقدّم أوسع طيف وأداء ألوان أفضل، وهنا يتفوّق «بي 9» على «آيفون 7 بلاس» بتخصيص كاميرا لإلتقاط الصور بالأبيض والأسود بتفاصيل غنية، بالإضافة إلى قدرته على التقاط الصور الملوّنة من خلال مستشعر آخر ودمج التفاصيل من مستشعر الأبيض والأسود مع ألوان المستشعر الملوّن للحصول على صورة غنية في جميع الظروف التصويرية.
وفي هذا السياق أيضا، يستخدم «هواوي بي 9» مستشعر التصوير بالزاوية العريضة لتقديم مؤثرات بصرية مبتكرة والحصول على صور ومحتوى فريد. كذلك، يسهّل «بي 9» ضبط الزاوية لإبتكار تأثيرات «بوكيه» Bokeh وهي أثر تصويري جميل يظهر في حال عدم تركيز العدسة على جانب الصورة بشكل كبير، أو العمق الفوتوغرافي أو غيرها، مع المحافظة على التركيز باتجاه موضوع الصورة الأساسي.
شراكة «لايكا» و«هواوي»
التطوّر الملفت الذي حصل منذ فترة على صعيد الشراكات في مجال كاميرات الهواتف هو الذي حصل مؤخرا بين «هواوي» و»لايكا». ومن المعروف أن «لايكا» متخصصة بتطوير تقنيات وعدسات التصوير المتقدمة وهي أهم علامة تجارية عالمية والأكثر شهرة في هذا المجال. فقد وسّعت «هواوي» و»لايكا» من نطاق تعاونهما الاستراتيجي بإطلاق مركز الابتكار والأبحاث المدار بشكل مشترك تحت اسم «مختبر ماكس بيريك للابتكار» في مدينة فيتسلار الألمانية. ويأتي تأسيس هذا المركز بعد سبعة أشهر من إعلان الشركتين عن إبرام شراكة تقنية طويلة الأمد في مجال الهندسة البصرية، وبعد نحو 6 أشهر من الاطلاق العالمي الناجح للهاتفين الذكيين «هواوي بي 9» و «هواوي بي 9 بلاس» اللذين حصدا العديد من الجوائز المرموقة. وهذا يعني أن مجال التصوير الخاص بالهواتف الذكية على موعد مع مزيد من التقدّم والتطوّر، الأمر الذي من شأنه إرضاء محبّي التصوير بشكل أساسي.
والجدير ذكره في هذا المجال أن مفتاح قدرات جهاز «بي 9» الفائقة في مجال التصوير من خلال كاميرته مزدوجة العدسات، تطلق العنان لقدرات عدسات «لايكا» البصرية المشهورة بدقتها وعنايتها بالتفاصيل والخاضعة لأكثر المتطلبات دقة في مجال الجودة التصويرية. كما أن «هواوي بي 9» و»هواوي بي 9 بلاس» يعتبران أول هواتف يتمّ ابتكارها بالتعاون مع «لايكا».
في المقابل، ينافس هاتف «إل جي جي 5» هاتف «آيفون 7 بلاس» بكاميرتين خلفيتين تلتقطان الصورة بدقة أكبر إذ يتمتع ب 16 ميغابيكسل مقارنة ب 12 ميغابيكسل في «آيفون 7 بلاس». كما يستخدم ميزة التثبيت البصري والتركيز الليزري الآلي. ولكن «جي 5» يخسر في مجال الضوء «فلاش»، لأنه رباعي في «آيفون 7 بلاس»، مع قدرة «آيفون 7 بلاس» على استخدام تقنية المجال العالي الديناميكي HDR بإستخدام الكاميرا الأمامية التي تقل عن نظيرتها في «جي 5» (7 ميغابيكسل مقارنة ب 8 ميغابيكسل).
وعلى الرغم من تقديم «إل جي جي 5» و»إتش تي سي وان إم 8» لكاميرتين خلفيتين، إلا أن مواصفات «إتش تي سي وان إم 8» تعتبر قديمة نسبيا، مع عدم نجاح «إل جي جي 5» في الأسواق بسبب اعتماده الكبير على استبدال بعض الدارات الداخلية بأخرى من خلال منفذ كبير أسفل الهاتف. وبهذا يبقى هاتفا «هواوي بي 9» و»بي 9 بلاس» أكبر منافسين من حيث القدرات التقنية والبرمجيات وقدرات الكاميرتين الخلفيتين، وخصوصا بعد شراكة «هواوي» مع «لايكا.
الزاوية العريضة
أما في مجال التصوير بالزاوية العريضة، فإنّ ضعف «آيفون 7 بلاس» يتمثّل لدى استخدام فتحة التصوير الكبيرة، حيث أن التصوير بالفتحة الكبيرة ممكن فقط في هذا الهاتف للمحتوى ذو البعد البؤري البعيد. كما ان إمكانيات التصوير تبقى محدودة، إذ أن دقة احتساب العمق في الصورة مضمونة فقط عند مسافة مترين اثنين. ولا يمكن إلا التقاط صور تحتوي على عنصر واحد في نمط التصوير ب 56 ملم فيما يتعلق بالبعد البؤري ومن مسافة مترين. أما بالنسبة لجودة الصور، فإن «آيفون 7 بلاس» لا يمكنه إلا استخدام 3 ميغابيكسل من الكاميرا الرئيسية في نمط البعد البؤري الكبير.
أما بالنسبة للكاميرا الأمامية، فإن «آيفون 7 بلاس» يستخدم كاميرا أمامية بدقة 7 ميغابيكسل، في حين أن «هواوي بي 9 بلاس» وحتى «بي 9» يستخدمان كاميرا أمامية بدقة 8 ميغابيكسل مع ميزة التركيز الآلي على العناصر Auto-Focus.
الميزات العامة
في حين يدعم «هواوي بي 9» و «بي 9 بلاس» ميزة الشريحتين، فإن «آيفون 7» و «آيفون 7 بلاس» يأتيان بشريحة واحدة فقط. لكن من حيث البطارية، تبلغ قدرة بطارية «آيفون 7 بلاس» 2900 ملّي أمبير في الساعة، في حين تبلغ سعة بطارية «هواوي بي 9 بلاس» 3400 ملّي أمبير في الساعة. أما بطارية «هواوي بي 9» فهي 3000 ملّي أمبير في الساعة، في حين تصل إلى 1950 ملّي أمبير في الساعة في هاتف «آيفون 7». وثمة تساؤلات عن مدى قدرة هذا الهاتف على المنافسة على صعيد ساعات التشغيل في ظل انخفاض قدراته على مستوى البطارية.
أما من حيث السماكة، فإن «بي 9 بلاس» أقل سماكة ب 0.3 ملم مقارنة ب «آيفون 7 بلاس»، و»بي 9 « أقل سماكة ب 0.1 ملم من «آيفون 7»، وهو يتمتع بذات العدسة الثنائية التي تبلغ دقة مستشعرها 12 ميغابكسل، مع تقديم «هواوي بي 9» لميزة إضافية تتمثّل بالغطاء الخلفي المسطح.
أما فيما يتعلّق بسمّاعات الصوت، فتدعم سمّاعات الصوت الثنائية في «آيفون 7 بلاس» الصوت المحيطي فقط، في حين يدعم «بي 9 بلاس» الصوت المحيطي أفقيا، ويدعم نمط الصوتيات عالية الجودة أيضا بشكل عامودي.
الشاشة
أما على مستوى الشاشة فيتفوق «إتش تي سي وان إم 8» على «آيفون 7 بلاس» من حيث كثافة العرض (441 مقارنة ب401 بيكسل في البوصة)، ودقة الكاميرا الخلفية (13 مقارنة ب12 ميغابيكسل) مع توفير خيار رفع السعة التخزينية من خلال بطاقة الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي» لغاية 128 غيغابايت إضافي، والوزن (188 مقارنة ب160 غرام).
ويتفوق «آيفون 7 بلاس» من حيث قطر الشاشة (5,5 مقارنة ب5 بوصة) وضوء ال»فلاش» المدمج (رباعي مقارنة بثنائي) وحجم فتحة الكاميرا (f1.8 مقارنة بf2.0) ودقة الكاميرا الأمامية (7 مقارنة ب 5 ميغابيكسل) وسرعة المعالج (رباعي النواة بسرعة 1,8 غيغاهرتز مقارنة بمعالج رباعي النواة بسرعة 1,7 غيغاهرتز) والذاكرة (3 مقارنة ب2 غيغابايت) والبطارية (2900 مقارنة ب2840 ملي أمبير) والسماكة (7,3 مقارنة ب9,55 ملي أمبير) والقدرة على التعرف على بصمة اصبع المستخدم. ويتعادل الهاتفان من حيث دقة العرض (1920x1080 بيكسل).
المعالج
سرعة معالجة «جي 5» أعلى من «آيفون 7 بلاس» (رباعي النواة بسرعة 2,2 غيغاهرتز مقارنة بمعالج رباعي النواة يعمل بسرعة 1,8 غيغاهرتز)، وذاكرة أعلى (4 مقارنة ب 3 غيغابايت) مع توفير خيار رفع السعة التخزينية من خلال بطاقة الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي» لغاية 2 تيرابايت إضافية. أيضا يتفوق «جي 5» بوزنه الخفيف (159 غراما مقارنة ب188 غرام)، وكثافة العرض (544 مقارنة ب401 بيكسل في البوصة الواحدة) ودقة العرض (2560x1440 مقارنة ب 1920x1080 بيكسل). ويتفوق «آيفون 7 بلاس» بمقاومته للمياه والغبار وقطر الشاشة (5,5 بوصة مقارنة ب5,3 بوصة)، والبطارية (2900 مقارنة ب2800 ملي أمبير)، ويتعادلان في السماكة (7,3 مليمتر).
إطلاق الهاتف شكل حدثاً عالمياً انتظره الكثيرون