مسلحون يسقطون 11 قتيلاً على الأقل في هجوم استهدف مركزاً للتسوق بميونيخ

ذعر واستنفار أمني عقب الهجوم.. والسلطات تعلن حالة الطوارئ بالمدينة

هاجم مسلحون مركزا تجاريا مزدحما في مدينة ميونيخ الألمانية مساء أمس وأطلقوا الرصاص عشوائيا على الناس الذين هربوا مذعورين للاختباء مما وصفته الشرطة بأنه هجوم إرهابي.
وقالت الشرطة إن 11 شخصاً على الأقل قتلوا وإن المهاجمين لا يزالون طلقاء، وطلبت الشرطة من المواطنين إخلاء الشوارع فيما بدأت في إغلاق ثالث أكبر مدينة في البلاد مع وقف المواصلات وإغلاق الطرق السريعة.
ومع وصول القوات الخاصة إلى الموقع بقي بعض الأشخاص يختبئون داخل مركز أولمبيا للتسوق، وذكرت مجلة فوكوس الألمانية نقلا عن مصادر بالشرطة إن أحد المسلحين قد أطلق النار على رأسه وفارق الحياة.
وقالت عاملة في المركز وهي مختبئة في غرفة للتخزين "أطلقت العديد من طلقات الرصاص.. لا يمكن أن أحصي عددها.. لكنها كثيرة"، وقالت المرأة التي طلبت عدم ذكر اسمها إنها شاهدت مصابا بطلق ناري على الأرض بدا أنه قتل أو يحتضر متأثرا بإصابته.
وقال عامل آخر في متجر مختلف "مازلنا عالقين داخل مركز التسوق دون أي معلومات.. نحن في انتظار الشرطة لإنقاذنا".
وإطلاق النار هو ثالث هجوم كبير ضد أهداف مدنية في دول غرب أوروبا خلال ثمانية أيام، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجومين وقعا مؤخرا في فرنسا وألمانيا.
وقالت متحدثة باسم شرطة ميونيخ إن 11 شخصاً قتلوا وأصيب عدد غير محدد في الهجوم ولم يعتقل أي شخص بعد.
وأضافت "نعتقد أن هناك أكثر من مهاجم.. تلقينا أول تقارير عن إطلاق نار الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي وبدأ إطلاق النار فيما يبدو في مطعم للوجبات السريعة الموجود بمركز التسوق ولا يزال هناك أشخاص في الموقع، نحاول إخراج الناس من هناك والاهتمام بهم".
وقالت محطة بي.آر في ولاية بافاريا الألمانية إن 11 شخصاً قتلوا وأصيب العديد في المركز التجاري، وقالت شرطة ميونيخ على فيسبوك وتويتر إن المسلحين كانوا ثلاثة.
وبعد ساعات من الحادث، قامت ألمانيا بتفعيل وحدتها لمكافحة الإرهاب (جي.إس.جي 9)، وتم أيضا إخلاء محطة السكك الحديدية الرئيسية في ميونيخ، وقالت محطة بي.آر إن الشرطة أغلقت العديد من الطرق السريعة شمالي ميونيخ وطلبت من المواطنين مغادرة تلك الطرق.
كما ذكرت مصادر إعلامية ألمانية أن وزير الداخلية توماس دي مايتسيره الذي كان على متن طائرة في طريقه لقضاء عطلة بالولايات المتحدة قطع رحلته ليعود إلى الوطن بعد هجوم ميونيخ.
ويقع مركز التسوق بجوار استاد ميونيخ الأولمبي، وشهدت الألعاب الأولمبية عام 1972 احتجاز جماعة مسلحة تدعى (منظمة أيلول الأسود) لأحد عشر رياضيا إسرائيليا رهائن في هذا الاستاد وانتهى الأمر وقتها بقتلهم.
وذكرت محطة (إن.تي.في) التلفزيونية الألمانية أن السلطات الألمانية أعلنت حالة الطوارئ في مدينة ميونيخ بعد أن هاجم مسلحون مركزا تجاريا مزدحما.
وأعرب الرئيس الألماني يوآخيم جاوك عن صدمته العميقة بعد الهجوم الإرهابي ، ونقل مكتب الرئاسة الألمانية عن بيان للرئيس قوله : «إن الهجوم الغادر في ميونيخ أصابني بصدمة عميقة».
وأوضح البيان أن جاوك يشعر بالتعاطف مع جميع الضحايا وجميع من أصابهم الحزن على فراق عزيز لهم أو يخشون ذلك.
وتوجه الرئيس إلى قوات الإنقاذ قائلا: «وأشعر بالتعاطف مع رجال الإنقاذ الذين يعملون على حماية الناس وإنقاذ أرواحهم «.
وقال بيتر ألتماير مدير مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «لا يمكننا تأكيد وجود صلة لما حدث بالإرهاب ولا يمكننا تأكيد عكس ذلك أيضا.. لكننا أيضا نحقق في هذا الاتجاه.»
وأضاف أن مجلس الوزراء الخاص بالشؤون الأمنية سيعقد اجتماعا اليوم لتقييم الموقف.
إدانة عربية ودولية
وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما السلطات الالمانية بتقديم «كل الدعم الذي تحتاجه» في وقت تشهد ميونيخ «عملية ارهابية». وقال اوباما «بعضكم يعرف ان هناك اطلاق نار في ألمانيا ولا نعرف حتى الآن ما يجري بالضبط، لكن طبعاً افكارنا تتجه لمن قد يكونون اصيبوا»، مضيفاً «المانيا احد اقرب حلفائنا، وبالتالي سنقدم كل الدعم الذي تحتاجه لمواجهة هذا الوضع». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست في بيان ان «تصميم ألمانيا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي (...) لا يزال ثابتاً في مواجهة أعمال عنف دنيئة كهذه».
كما وجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "رسالة دعم شخصية" للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وفق ما اعلن مكتبه.
وأدان عدد من الدول العربية الهجوم الارهابي في مركز أوليمبيا التجاري بمدينة ميونيخ الالمانية.
فقد أدانت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها ب»أشد العبارات حادث اطلاق النار الذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا».
وجدد بيان الخارجية المصرية التأكيد على الموقف المصري الرافض بكل قوة لكافة أشكال ترويع المدنيين، وتعريض حياتهم للخطر، والداعي الى تكاتف الجهود من أجل مكافحة ظاهرة الارهاب واجتثاثها من جذورها.
وفى الكويت أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لاطلاق النار في مركز أوليمبيا في ميونيخ الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين وقال ان هذا العمل يتنافى مع كافة الشرائع والقيم الانسانية.
وأكد الصباح في برقية للمستشارة أنجيلا ميركل وقوف دولة الكويت مع ألمانيا وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذه الأعمال الإجرامية وللحفاظ على أمنها. وفي البحرين، أدانت وزارة خارجية مملكة البحرين الهجوم الإرهابي في مدينة ميونيخ مشيرة الى ان هذه الأعمال الإجرامية تؤكد أن الإرهاب لا هوية له إلا قتل الأبرياء ونشر الفوضى وإرهاب الشعوب. وأكدت وزارة الخارجية تضامن مملكة البحرين مع جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة ودعمها لكل ما من شأنه حفظ أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، حسبما أفادت وكالة أنباء البحرين (بنا).
وفي فلسطين بعث الرئيس محمود عباس مساء امس الجمعة ببرقية عزاء للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ضحايا الهجوم بمركز أوليمبيا وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
أعلنت أرقاماً للتواصل عند الحاجة للمساعدة
سفارة المملكة تدعو المواطنين لتفادي المناطق العامة في ميونيخ
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية د.عواد بن صالح العواد أمس عدم إصابة أي مواطن سعودي في الهجوم الذي تعرضت له ميونيخ، مؤكداً وجود مواطن واحد في منطقة إطلاق النار وأنه بخير.
وأكدت السفارة أن السفير يقف شخصياً على أحوال المواطنين في مدينة ميونيخ مطمئناً الجميع بأن كل المواطنين بخير والحمد لله.
ودعت السفارة كل المواطنين السعوديين المقيمين في ميونيخ باتباع تعليمات السلطات الألمانية وتوخي الحذر وملازمة أماكن إقامتهم، وأعلنت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "نظراً للحدث المؤسف في مدينة ميونيخ.. فإن السفارة تأمل من المواطنين اتباع تعليمات السلطات الألمانية بتوخي الحذر وملازمة أماكن إقامتهم".
كما دعت السفارة كل المواطنين للتواصل معها أو بالقنصلية العامة في فرانكفورت عند الحاجة للمساعدة وخصصت أرقاماً للتواصل وهي..
السفارة في برلين:
004930889250 - 00491755760249
القنصلية في فرانكفورت: 0049697680580 - 00491719308833
جثة مغطاة قرب المركز يعتقد أنها لأحد منفذي الاعتداء (أ ب)
عناصر الشرطة يوفرون الحماية للمدنيين قرب موقع الحادث (أ ف ب)
عدد من رجال الأمن يتأهبون لدخول المركز التجاري ومواجهة المسلحين (أ ب)