عبد العزيز بن سلمان: دعمنا العالم لاقتصاد الكربون بفترة وجيزة    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    أمير منطقة تبوك يدشن فعاليات أسبوع البيئة بالمنطقة    الجاسر: أحداث البحر الأحمر لم تُعق الإمدادات.. وتدفق السلع مُرضٍ جداً    شراكة عالمية لجمع 500 مليون دولار لمبادراتٍ في مجال التعليم    اتفاقية لإنشاء "مركز مستقبل الفضاء" بالمملكة    أخبار سارة في تدريبات الهلال قبل الكلاسيكو    الاعلان عن الأفضل في دوري روشن في أبريل    وزير الخارجية ونظيره العماني يستعرضان العلاقات الثنائية    تطور جديد في ملف انضمام صلاح ل"روشن"    نصف نهائي "أغلى الكؤوس".. ظروف متباينة وطموح واحد    «سلمان العالمي» يُطلق أوَّلَ مركز ذكاء اصطناعي لمعالجة اللغة العربية    الكلية التقنية للبنات بجدة تطلق هاكاثون تكنلوجيا الأزياء.    أمير المدينة يستقبل سفير إندونيسيا لدى المملكة    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    أمير الرياض يعتمد ترقية 238 موظفاً من منسوبي الإمارة    زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق تايوان    النيابة العامة: التستر وغسل الأموال يطيح بوافد و3 مواطنين لإخفائهم 200 مليون ريال    توقيع مذكرتي تفاهم لتعزيز استدامة إدارة النفايات وتشجيع المبادرات التوعوية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب بالجامعة الإسلامية    القبض على 8 أشخاص لقيامهم بالسرقة وسلب المارة تحت تهديد السلاح    "جائزة الأميرة صيتة" تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    سياسيان ل«عكاظ»: السعودية تطوع علاقاتها السياسية لخدمة القضية الفلسطينية    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة    «مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    دولة ملهمة    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن بالغ قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤلف زاعماً: ظهور الإسلام عقوبة أنزلها الله على الكنائس الشرقية.. وسخط من الله لمعاقبة النصارى
قراءة في كتاب جورج بوش (الجد) «محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين»
نشر في الرياض يوم 16 - 12 - 2004

صدر عن دار المريخ كتاب: محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين. ترجمة الدكتور عبدالرحمن عبدالله الشيخ (1425ه - 2004م) من تأليف: جورج بوش (الجد) 1798 - 1859م . ويقول الناشر (إن مؤلف هذا الكتاب «جورج بوش» الجد الأكبر كان واعظاً بارعاً في الجدال والمناظرة، وراعياً لإحدى الكنائس في انديانا بولس وأستاذاً في اللغة العبرية والآداب الشرقية في جامعة نيويورك وله مؤلفات وأبحاث في شروح أسفار العهد القديم. من أهمها هذا الكتاب عن حياة نبينا الكريم وأمة العرب والمسلمين والكتاب ينطوي على بذاءات وادعاءات تصف العرب والمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم بما يوصف بأنه أشنع ما كتب عنهم في الغرب .. وهذا الكتاب يقدم لأول مرة باللغة العربية بعد أن صدر لأول مرة سنة 1830م ليكشف أهم مصادر الفكر الغربي الأمريكي المتطرف الذي كان متداولاً في دوائر البحث العلمي والأكاديمي ولا يزالون يطالبوننا الآن بشطب تراثنا ومرجعيته ويعتبرونه محرضاً على الإرهاب وكراهية الآخر. وهذا الكتاب نموذج صارخ على كراهية الأديان الأخرى وتحريض على العنصرية انهم يقرأوننا جيداً فلابد أن نقرأ فكرهم انهم يخططون لنواياهم تجاهنا، فلابد أن نقرأ ونمحص مصادر نواياهم) انتهى كلام الناشر.
وتأتي أهمية هذا الكتاب سياسياً ان مؤلف الكتاب هو «جورج بوش» الجد الأكبر للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش.
- مقدمة -
تم وبحمد الله سبحانه وتعالى قراءة هذ الكتاب المترجم بكامله، وهو في الحقيقة يتضمن معلومات هامة ومفيدة، ولعل من أبرزها أن نعرف كيف يفكر أصحاب الديانة النصرانية على اختلاف مراكزهم وثقافاتهم نحونا، وإن المتأمل لمحتويات هذا الكتاب ليجد أن ما يعتقدون في ديانتهم وفكرهم وعاداتهم يختلف كثيراً عما يعلنه السياسيون في بياناتهم وتصريحاتهم؛ مما يستلزم اليقظة والحذر كل الحذر في التعامل معهم، ومن الملفت للنظر في هذا الكتاب أن كثيراً من الأفكار والمعتقدات التي دعا إليها المؤلف جورج بوش الجد يعتنقه ويدعو إليه كبراء دهاقنة السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية وهم ما يعرفون حاليا ب «اليمين الأمريكي المتشدد» أو «المحافظين الجدد» الذين يديرون هذه القوة من خلال الفكر المسيحي المتصهين المتطرف الموجود في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي جورج بوش وحكومته، والذي من أولى الأولويات في سياسته دعم إسرائيل والوقوف معها في السلم والعدوان واعتبار أن أمن إسرائيل من أمن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال منطلقاته الدينية التي يعتنقها.
ويؤمن كثير من أصحاب اليمين الأمريكي بما يسمى ب «الفكر الألفي» أو «الألفيون» وهم بعض من علماء اللاهوت والقساوسة والوعاظ النصارى؛ الذين يفسرون بعض النبوءات التي وردت في سفر دانيال الإصحاح السابع في الفقرات من الثامنة الى السادسة والعشرين، وفي سفر الرؤيا في الإصحاح التاسع الفقرات من الواحدة الى التاسعة عشرة، والتي خلاصتها ان العالم لابد أن يمر بسبعة أطوار، وهو اليوم يمر بالطور السادس الذي يمهد للظهور الثاني للسيد المسيح عليه السلام، وفي هذا التطور تحدث حوادث وكوارث كبرى منها معركة «هرمجدون» الحاسمة، والتي يُقتل فيها ثلث البشر وينتصر السيد المسيح ويبدأ حكمه العادل لمدة ألف عام، ولهذا عرفوا باسم «الألفيين» وغالبيتهم اليوم في أمريكا، ومن المعتقد أن الرئيس بوش الحالي من أتباعهم وقد كان يحضر حلقات دروسهم، والكثير من أعوانه كانوا يحضرون هذه الدروس وعلى رأسهم وزير التجارة الأمريكي «دونالد إيفانز» والواعظ المسيحي «بيلي غراهام». ويعتقد هؤلاء أن احتلال العراق اليوم يمهد لظهور السيد المسيح عليه السلام، كما يعتقدون بحصول معارك غرب نهر الفرات خلال الهجوم الأمريكي، بل ويعتبرون هذا الاحتلال للعراق مرتبطاً بعودة المسيح، وربما كانت الدعوة لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام تحقيقاً للنبوة السابقة؛ فقد ورد في سفر يوحنا (16): (وصارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام) ويقصد بالمدينة هنا بابل لما تمثله من قدسية في التوراة والأناجيل، ويؤكد ذلك أيضاً المبشر «فرانكلين غراهام» حيث يقول (نحن هنا - أي في العراق - لنعبر لهم عن حبنا، وأنا كمسيحي أقوم بذلك باسم المسيح)(1).
ومن خلال قراءة الكتاب وجدت الكثير مما ذكره المؤلف يؤيد ما ذكرته أعلاه إلى جانب وجود حشد من المغالطات والأكاذيب البذيئة على الدين الإسلامي وعلى نبيه - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - وكذلك على العرب والمسلمين عموماً.
وسأحاول جاهداً الاختصار وذكر أهم النقاط والملاحظات التي ينبغي التركيز عليها ومعرفة القصد من ذكرها في هذا الكتاب، ومن أبرزها مايلي:
أولاً: المنطلقات ذات الطابع الديني:
من خلال دراستي للكتاب بكامله يمكن القول إن أكثر ما يتحدث عنه المؤلف هي الأمور المتعلقة بالديانة النصرانية أو اليهودية مقارنة بالدين المسيحي الحنيف، وله آراء وتفسيرات لكثير مما ورد في التوراة والإنجيل المحرّفة ويزعم فيها تفوق الديانة النصرانية أو اليهودية على الدين الإسلامي الحنيف، ويستشهد بأقوال وآراء لكتاب من الفكر النصراني أو اليهودي ممن سبقوه أو عاصروه وهي في جملتها يُلمس فيها الحقد الشديد على الدين الإسلامي ونبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - وعلى العرب والمسلمين، وهي أقوال زائفة وملفقة وكاذبة لم تُبن على دليل صادق ولا حجة بينة، ومن أهمها:
1- يعترف المؤلف بالفساد والانحراف في عقائد رجال الدين النصراني وأخلاقهم، وقد أصبح فساداً عاماً شمل الدهماء والعلماء وأصبحت الفترة التي سبقت ظهور الدين الإسلامي حقبة مظلمة على حد تعبيره، ومع ذلك
يعتقد أن الدين الإسلامي عقوبة أنزلها الله على النصارى وخاصة في الكنائس الشرقية، ويصف الإسلام بقوله: (بالنظر لهذه الحالة البائسة التي وصلت إليها المسيحية في الفترة التي سبقت ظهور محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإننا نكون مهيئين لقبول حكم الله بالسماح لهذا البلاء الكئيب بالظهور -يقصد الإسلام -). (2).
2 - يصف العرب والمسلمين بأنهم «سرسرية» وهذه الكلمة يطلقها اليهود والنصارى على ذرية إسماعيل بقصد الإهانة والتحقير (وهي تعني الصيّع الذي لا مبادئ لهم) حيث يقول الكاتب أنه من خلال غضب الله على الكنائس الشرقية التي انحرفت: (فبعث الله العرب والمسلمين السرسرية ليكونوا أداة سخطه ليعاقبهم بهذا) (3).
3 - ادعاؤه بأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ معظم سور القرآن من الراهب الشامي بحيرا المعروف عند النصارى بالراهب «سرجوس»، ويزعم أنه قد درس الكتب المقدسية لمحمد - صلى الله عليه وسلم - (4)، وهذا دجل وباطل فما بالقرآن أجل وأسمى.
4 - وصف الرسول - عليه الصلاة والسلام - بقوله: (لقد بدأ مشروعه بدافع التقوى فأصبح في خاتمة المطاف مدعيّاً عنيداً وحاكماً امبراطوراً بلا مبادئ منغمساً في الملذات) (5)، وهذا يظهر لنا بجلاء ووضوح مقدار البغض والحقد لنبي الإسلام محمد - عليه الصلاة والسلام -، ولقد ذكر ذلك مراراً وتكراراً بالرغم أنه ذكر في الفصل الأول أنه نبي أرسله الله لمعاقبة النصارى المنحرفين على حد تعبيره.
5 - اعتباره أن الوحي الذي ينزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - هو وحي زائف، فيقول في كتابه: (وقد كان جزء من هذا الوحي الزائف في مكة أما الباقي ففي المدينة المنورة) (6).
6 - تكذيبه للإسراء والمعراج لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ووصفه رسول الله بأنه مدعي لهذه الرحلة وتكذيبه لذلك في بعض آيات سورة النجم التي وثقت هذا الإسراء والمعراج (7).
7 - استنكار المؤلف على محمد - صلى الله عليه وسلم - تغيير القبلة وزعمه أن سبب التغيير هو مخالفة اليهود والرغبة في كسب القبائل العربية التي توّقر الكعبة (8).
ثانياً: المنطلقات ذات الطابع السياسي:
إن الدارس للحضارة الغربية والكيفية التي تم بها استعباد واستعمار كثير من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، يجد أنهم استخدموا التبشير للدين النصراني بذكاء ودهاء بحيث أن كل دولة غربية كانت ترسل المبشرين والمستشرقين لجمع المعلومات ومعرفة نقاط الضعف وتحديد موقعه قدم لهذه الدول، ولقد كان التبشير والاستعمار قرينين وبمعنى أوضح فإن الدول الغربية استغلت الدين والتبشير له لتحقيق أطماع السياسة، ومنذ فجر الإسلام في عهد النبوة والخلفاء الراشدين ومن أتى بعدهم من الخلفاء المسلمين والشعوب المسلمة وهو في حرب غير متوقفة مع دول العالم النصراني لا يخف إلا في قوة المسلمين وضعف أعدائهم من اليهود والنصارى، والآن وحيث أنهم الأقوياء والمسلمون هم الضعفاء مع بالغ الأسف فإن لهم مخططات تلمسها في ثنايا هذا الكتاب، ومن أهمها:
1 - اعتبار أن الإسلام قد انتهى دوره كما جاء في تفسيراتهم لنبوءاتهم في التوراة والإنجيل، وهو يعتقدون أنه حان الأوان لغزو بلاد المسلمين وقلب ديانتهم إلى الدين النصراني المنحرف اعتقاداً منهم بأن الدين الإسلامي سوط عذاب قد أرسله الرب عليهم جل وعلا، وقد حان الوقت لإنهاء هذا العذاب، ونجد ذلك واضحاً في قول المؤلف: (وعلى أي حال إننا لا نشكك في أن كتبنا المقدسة قد تنبأت بهذا الدعي الكبير - يقصد محمد عليه الصلاة والسلام - ودينه لكن بمعنى آخر يختلف عما ذكره محمد وأتباعه، فلم تكن كتبنا المقدسة لتغفل التنبؤ بهذا الدين الذي أتى به محمد وهذه الامبراطورية شاهدها بوصفها سوط عذاب نزل على الكنسية والعالم المتحضر.. لا يمكن تناول ظهور الإسلام وتقدمه وانتشاره بمعزل عن النبوءات التي تنبأت به لذا صممنا على تخصيص جزء من ملاحق هذا الكتاب لتناول أبرز هذه النبوءات وأكثرها مدعاة للدهشة) (9)، وهو يقصد بذلك النبوءتين التي سبق الحديث عنها في مقدمة هذا التقييم وهما نبوءتا دانيال ويوحنا.
2 - نبوءة دانيال ذات مقاطع كثيرة ويحتاج سردها وتفسيرها إلى تطويل في هذا التقييم، ويمكن اختيار بعض منها وشرحه ومنها ما ورد في الفقرة الثانية عشرة من سفر دانيا حث يقول: (وفي الحقبة التي تبدأ فيها الألفية (المقصود بالألفية الألف سنة التي يحكم فيها المسيح العالم ويملأه خيراً وعدلاً على وفق الاعتقاد المسيحي) في هذه الفترة سيبدأ التبشير بالإنجيل بالنجاح في العالم كله، وسينضم كل الأغيار (وهو تعبير يهودي يعني غير اليهود لكن المؤلف يستخدمه لوصف غير المسيحيين) إلى حضيرة الكنيسة المسيحية، خلال هذه الفترة سيترك المسلمون دينهم ليدخلوا في العقيدة الحقة (المسيحية) وعندئذ يتحول المسلمون جميعاً إلى المسيحية) (10).
2 - إن المتتبع لما يصدر عن وسائل الإعلام الأمريكية يجد أنها قد وضعت العالم الإسلامي في خانة الأعداء وأصبح التعامل معهم على هذا الأساس، وهم لا يفرقون بين الحكام والشعوب، بل يضعون الجميع في خندق واحد من حيث عداوتهم لهم.
وقد ورد في نبوة دانيال عبارة «وبغير يد تنكسر» يقصد بذلك أن هذه الشعوب ستدمر نفسها بنفسها بعد ازاحة حكامها، وذلك عن طريق بث الفتنة وإثارة النعرات بينهم بهدف تفريقهم وتقسيمهم والاستفراد بهم واحدة تلو الأخرى، ويؤيد هذا الرأي مترجم الكتاب الدكتور عبدالرحمن الشيخ حيث يقول في الملحق الأول في مقدمة له ص 431: (فهذه النبوءات التي تخطط السياسات أو هذه السياسات التي تهتدي بهذه النبوءات الموصوفة بأنها دينية لإزاحة حكام المسلمين للاستفراد بشعوبهم وتفريقهم وتقسيمهم على أن تتولى الشعوب نفسها تدمير نفسها ببث الخلاف بينها وإثارة مختلف النعرات، فيسقط العالم الإسلامي من الداخل)، إلى أن قال: (وهكذا يفسرون فقرة نبوءة دانيال - كما يرى القارئ للنص المترجم حرفياً والمشفوع بالنص الإنجليزي - وهذه الفقرة تقول «وبغير يد تنكسر» وبوش الجد شارح هذه النبوءة يقول ما يفيد أن العالم الإسلامي - بعد إزاحة حكامه الذين يصفهم بأنهم حكام متسلطون - سيعود إلى الدين الحقيقي ويتركون الدعّي - يقصد محمد صلى الله عليه وسلم - وما يصاحبه من ثقافة).
وان المتأمل لما يحدث في العراق اليوم يجد انه مطابق لما ذكر أعلاه حيث يحاول الاحتلال الأمريكي للعراق بث الشقاق والفرقة والقتال بين مختلف الطوائف في العراق وعلى رأسها اكبر فئتين وهم السنة والشيعة، أي انهم طبقوا هذه النبوءة حرفياً حيث اسقطوا صدام حسين وحكومته وبدأوا في اثارة الفتن والقلاقل في العراق. وقد استخدموا هذا الاسلوب سابقاً في افغانستان بعد احتلالها حيث لا تزال تدور رحى المعارك بين الفئات والقبائل المسلمة في تلك الدولة، وهذا ما يؤيد ما ذكرناه في الفقرة الثانية من البند ثانياً المتعلقة بالمنطلقات ذات الطابع السياسي.
الخلاصة: نوجزها
في النقاط التالية:
1- ان هذا الكتاب يضمر الحقد والبغض والعداوة للاسلام والمسلمين على مستوى الحكام والشعوب، وهذه العداوة معروفة لدى المسلمين منذ أمد بعيد ولكن وجه الاختلاف انها اخذت جانب التنفيذ، ويزيد من خطورتها ان الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية هو الحفيد لمؤلف هذا الكتاب، وكما شرحنا سابقاً فهو يمثل هذه الافكار الواردة في الكتاب ويسعى جاهداً لتنفيذها ويدل على ذلك أن بعض المتنفذين في حكومة بوش الابن الحالية هم من القساوسة والرهبان المتعصبين للدين النصراني، ومنهم رئيسة مجلس الامن القومي الأمريكي كونداليزا رايس، وجون اشكروفت وزير العدل الأمريكي وهو عضو نشط في جماعة دينية معروفة، واندرو كارو كبير موظفي البيت الابيض، ووزير التجارة دونالد ايفانز وقد كان زميل بوش في حلقة لدراسة الانجيل بتكساس، ولمزيد من التفصيل يرجع الى كتاب «عقيدة جورج دبليو بوش» للمؤلف ستفين مانسفيلد (اصدار ونشر جيرمي بي. تارشر، أمريكا، الطبعة الاولى 2003).
2- أن مؤلف هذا الكتاب جورج بوش الجد كان متذبذباً في حكمه على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو مرة يقول انه نبي مؤيد من الله سبحانه وتعالى ولكن بهدف تأديب المذاهب النصرانية واليهودية التي حرّفت الكتب المقدسة لديهم أي التوراة والانجيل، أي انه يرى أن نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - هي نبوة عقابية على الطوائف المنحرفة اليهودية والنصرانية، وتارة اخرى يقول عنه - عليه الصلاة والسلام - انه نبي دعي زائف ويصفه بصفات بشعة وبذيئة منها انه نبي كاذب ومنغمس في الملذات وما الى ذلك من اسلوب وقح قذر، ويصوغ ذلك كله وفق صياغة علمية يستشهد فيها بالادلة والبراهين التي تخدع البسطاء من المسلمين.
3- إن المتتبع لسياسة أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يجد انها قد كشرت عن انيابها واعلنت عن عداوتها للعالم الاسلامي وبدأت في التدخل السافر في الشؤون الداخلية والسياسية لبلدان العالم الاسلامي لعدة اهداف أهمها:
أ. فرض أنظمة وقيود سياسية ومالية على هذه الدول بهدف زيادة التوتر بين الحكام والشعوب واثارة المشاكل ونزع الثقة من حكام هذه الدول.
ب. فرض الديمقراطية الأمريكية بالقوة على هذه الشعوب مستخدمة في ذلك ما يسمى بحقوق الانسان لكي تجعل هذه الدول تتخلى عن العقيدة الاسلامية شيئاً فشيئاً.
وكل ذلك بهدف واحد وهو المسارعة بتقويض هذه الدول وانهاء استقلالها والمسارعة في احتلالها من اجل الهيمنة التامة على دول العالم الاسلامي وهدم الدين الاسلامي في نفوس اهله ونشر الديانة النصرانية امتثالاً لما ورد في هذه النبوءات المحرّفة.
(1) المنظور الاسلامي في تفسير التاريخ، أ. د. نعمان السامرائي.
(2) ص 112.
(3) ص 112.
(4) ص 144.
(5) ص 160.
(6) ص 184.
(7) ص 242.
(8) ص 289 - 290.
(9) ص 416.
(10) ص 458 - 459.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.