أقيم مساء يوم الجمعة الماضي حفل مهرجان مزايين الابل بأم رقيبة على جائزة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه للنخبة وجائزة خادم الحرمين الشريفين للابل الوضح والصفر والشعل والحمر والمجاهيم. وقد صاحب هذه الاحتفالية إقامة أمسيات ومحاورات شعرية، وتحولت أم رقيبة من محطة محروقات على الطريق إلى مدينة في قلب الصحراء وقد حضر هذا المهرجان لهذا العام أعداد كبيرة من محبي وعشاق الابل داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وصاحب ذلك سوق كبير عقد فيه صفقات بيع ابل كبيرة وترى المتنزهين وفي بداية ظهور العشب واخضرار الأرض يقومون بايقاد النار ونصب الخيام وإقامة الأمسيات والسمر. وقد أجرت «الرياض» عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين وزوار المهرجان فتحدث لنا الأستاذ محمد بن حمود الشايع رئيس بلدية محافظة حفر الباطن قائلاً: «بداية أقول ان مواسم الخيرات تتكرر علينا دائماً في هذا البلد ومن هذه المواسم هذا الاجتماع المبارك وهذا الاهتمام اليوم مزاين ابل أم رقيبة كل هذه الثقافات تحافظ على الموروث الشعبي، حقيقة صدرت توجيهات سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حيث كونت لجنة رئيسية برئاسة محافظ محافظة حفر الباطن عقدت عدة اجتماعات وكان التنظيم كما تشاهدون ولله الحمد جيداً وآمل ان تكون الخدمات التي قدمناها على أكمل وجه وهذه الجائزة إثراء ومجال خصب للحركة الاقتصادية، حيث تمت صفقات كبيرة لشراء الابل بأسعار كبيرة في هذا السوق. الرائد فني متقاعد حسن بن مجدل القحطاني قال: «إنني من عشاق البر وحرصت على الحضور لهذا المهرجان منذ بدايته ولقد اندهشت بما شاهدته من أعداد كبيرة من الجماهير والذي فاق السنوات الماضية وأعتقد ان السبب في ذلك هو هطول الأمطار واخضرار الأرض وكذلك مشاركة مواطني مجلس التعاون الخليجي في هذه المناسبة. كما تحدث مبارك بن شافي بن عدلان قائلاً: «لقد سعدت بحضوري هذا المهرجان وشاهدت مزاين الابل من الوضح، الشعل، الصفر، الحمر والمجاهيم والتي قامت بالعرض أمام الجمهور في كل يوم من أيام المزاين وبهذه المناسبة أبارك للفائزين وأدعو لهم التوفيق وشكرا لكم على هذه الجهود المميزة ». كما تحدث جمعان الدوسري والذي يقوم بعرض بعض الابل لبيعها في السوق قائلاً: كما تشاهدون هذه السوق يزدحم بالعرض من الابل والقعدان الزينة ويحضر كبار تجار الابل ويقومون بشراء البعض من المعروض وأنا عندي قعود من سلالات رمانات لونه أوضح مزيون سنة مفرود وقد سيم بمائة وعشرين. ومن جانب آخر، لقي خبر تفعيل دور هيئة السياحة الذي انفردت به الرياض يوم الجمعة الماضي ابتداء من العام القادم بأم أرقيبة صدى واسعاً لدى ملاك الإبل والمواطنين رواد هذا المهرجان وتوقعوا ان ترتقي الهيئة بمستوى المهرجان في مجال التنظيم والتنوع السياحي والقضاء على العديد من السلبيات خصوصا ان لدى الهيئة العديد من التوجهات والأفكار التطويرية حسبما صرح به سابقا الدكتور علي العنبر من هيئة السياحة والذي قال ل الرياض ان الهيئة قامت خلال السنوات الماضية برصد حال المهرجان لمعرفة السلبيات والايجابيات والمقترحات لتفعيل سياحة الصحراء من خلال هذا المهرجان حيث سندخل في النواحي التنظيمية والخدماتية ومن مقترحاتنا ان تمد فترة المهرجان الى شهر كامل وان يكون هناك فعاليات يومية متنوعة وتوسيع المشاركة لتشمل المغرب العربي وتقديم لوحات استعراضية مصاحبه للعروض وتكون عبارة عن لوحات تراثية تشمل اللباس ومستلزمات الإبل والغناء والحداء الخاص بالإبل والرحيل تقدم للجمهور كذلك احتضان ورعاية مشاركات الجمهور الداخلة في التنوع السياحي من أنشطة مختلفة وهناك تنظيم وإشراف على أنشطة المخيمات في الشعر والغناء والثقافة والترفيه ورعايتها كذلك تنظيم السوق الشعبي وفرز المهن ومنع التداخل في البضائع والتنسيق مع الجهات الرقابية. أحد الاشقاء من دولة الكويت وهو الدكتور فلاح بن غيام قال ان مهرجان أم أرقيبة مشروع وطني كبير يمثل تراث وتاريخ المنطقة وخرج الآن الى نطاق العالمية لأنه مختلف ويمثل تراثاً نادراً تختص به المنطقة ويعد رمزا من رموز الجزيرة وان كنت احضر للمرة الاولى فإنني لم أكن أتوقع ان يحظى بهذا الإقبال الكبير الذي وصل في اليوم الأخير الى مايزيد على المائة ألف متفرج وعلى المملكة ان تحافظ على هذا المهرجان وهويته وتستمر في تطويره للحفاظ على هذا الجمهور الكبير والتشجيع على تنامي الأعداد عاماً بعد آخر كما هو حاصل حيث ذكر لي بعض الإخوة ان العدد هذا العام قد تضاعف عن العام الماضي. كما ان على المملكة ان تحافظ على المهرجان بشكل عام لأني كما اسمع ان هناك تحركات في بعض دول خليجية لإقامة مهرجانات مماثلة يوفر لها الدعم الكبير من الدولة والقطاع الخاص متفائل جدا بدخول هيئة السياحة العام القادم في عملية التنظيم وقال قرأت في الرياض توجيه الأمير نايف الرئيس الأعلى للسياحة بتفعيل دور الهيئة وتنظيم السوق وتوفير الخدمات اللازمة والاهتمام بها وبالطرق وكل الخدمات الاخرى وأتمنى ان يشمل التنظيم ملاحظة أود إيصالها الى الهيئة وهو ضرورة منع دخول السيارات الى السوق الشعبي وإبقاء ساحة السوق الداخلية للمشاة والمتسوقين فقط لأن دخول السيارات مع غياب الجهاز المنظم وبهذا الحجم سبَّب اختناقات وفوضى يجب ان تعالج بفصل السوق عن مكان مرور السيارات.. العميد ناصر العبري من أهالي القصيم رياض الخبراء حضر مشاركا بمبادرة شخصية حيث يمتلك متحفا يتضمن سيارات تاريخية من موديلات 5066 اعتاد ان يشارك بها في الفعاليات الوطنية والمناسبات وقال ان مشاركتي تعد الثانية حيث أقيم عرض للسيارات مع زملاء آخرين من القصيم يمتلكون نفس الهواية في مكان اتخذته في المخيمات وعرضا آخر في مكان الاحتفال وهذا نابع من تفاعلنا مع المناسبة وحرصنا على استمرار نجاحها وتطويرها التطوير الذي يليق بها ومثلنا كثيرون لهم نشاطات وهوايات متعددة اذا ما وجهت وفعلت تفعيل صحيح فلا بد ان تضيف الى هذا المهرجان مزيدا من التنوع ويأتي ضمن صميم النشاط ولدينا الاستعداد ان نضع أيدينا بأيدي الهيئة او أي جهة منظمة لكل مافيه مصلحة للوطن ونشاطاته الوطنية خصوصا وان منطقة القصيم تضم عدداً كبيراً يشاركوننا الهواية ولديهم الاستعداد ان ينضموا الى بعضهم ويكون حضورهم اكبر وأكثر تميزاً. مشاهدات من أم رقيبة ٭ أعداد هائلة لم تشهدها أم رقيبة من قبل حضرت هذا العام مما يدل على نجاح هذه المناسبة الوطنية المحببة لدى الجميع وخصوصاً ملاك ومحبي الابل في دول مجلس التعاون الخليجي. ٭ مشاركة عدد من مواطني مجلس التعاون الخليجي في المسابقة دليل على نجاحها وشعبيتها لدى الجميع لتضفي هذه المشاركة روح المحبة والألفة بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي. ٭ لا زال الإعلاميون يطالبون بمركز إعلامي يتمكنون من خلاله تقديم المعلومات بشكل سلس وبدون مشاق ونأمل بتحقيقه إن شاء الله في العام القادم كما أشار المسؤولون عن المهرجان. ٭ محطة الوقود الوحيدة في أم رقيبة لم تستطع سد حاجة الناس من الوقود فهي في ازدحام شديد بشكل مستمر. ٭ هيئة السياحة قامت بدراسة لتطوير هذا الحدث في الأعوام القادمة ليواكب مكانة هذا المهرجان الذي يحمل اسماً غالياً علينا جميعاً وهو جائزة «الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن» طيب الله ثراه. ٭ الابل الحمر والتي تشارك لأول مرة كان لها حضور وجمال نال استحسان الجميع مما يشجع الناس بالاهتمام بهذا اللون الجميل من الابل الحمر. ٭ رجا الأمن لهم الشكر والتقدير على ما قدموه ويقدمونه من جهود طيلة أيام المهرجان بقيادة النقيب تركي بن لحيان.
