إن تقنية الوسائط المتعددة الإعلامية والتقنية الإلكترونية تفرض نفسها فرضا لحاجة الجميع لها وهي بذلك تطور نفسها يوماً بعد يوم على نحو يثير التساؤلات والحيرة ماذا بعد؟ وماذا تخفي لنا تقنية الاتصالات؟! وكما نعلم الخدمات الجليلة التي يقدمها الانترنت وكذا دعم الرفاهية للإنسان. لكن ما يهمنا هو ما مدى التهديد المباشر وغير المباشر للإنترنت على الشعوب في قيمهم وأخلاقهم؟ وما مدى ما ينطوي عليه من مخاطر خاصة للمراهق والطفل الذي يمتلك مثلاً (آي باد) وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره؟! فمنذ الوهلة الأولى يتضح لنا تأثير الإنترنت الشديد على الناشئة بما يبثم من سلبيات وإسفاف وبما يحويه من مضلين غاوين ينشرون سمومهم في المجتمعات لإرضاء شياطينهم وأهوائهم فهذا الإنترنت هو بمثابة (المعلم) الذي يوجه فكر ووجدان الطالب فالتنشئة الصالحة المعتدلة والمراقبة الحثيثة واستخدام البرامج الخاصة في حجب كل ما هو ضار ولفت عناية الابن بالكلمة الطيبة وبالحب والعطاء والتذكير بالله للاستخدام العادل غير المفرط للحاسوب وعدم الخوض في دردشات لا طائلة منها أو المكث لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب أو الجوال وإلا سيكون مآله الحرمان من اقتناء هذه الأشياء. إذاً هذا هو الوعي ولا بد أن نتوقف كثيراً عند هذه الكلمة فالوعي يعني فكرة حاضرة في العقل يقف عند حدودها الأشخاص والصغار بطبيعة الحال ليس عندهم وعي كافٍ وهذه مسؤولية الآباء والمعلمين والإعلام. لا بد من وضع حلول عاجلة من قبل هيئة الاتصالات والمشغلين والآباء لمواجهة التطرف الفكري عبر الإنترنت ومواجهة كل ما يهدم القيم والعادات الجميلة ويضر بمجتمعنا الكريم. إن مسألة العزوف أمام شاشات الحاسب والجوالات لساعات طويلة مسألة تحتاج إلى إعادة نظر ألم يمل هؤلاء أو ينشغلوا بما يخدم مستقبلهم ومستقبل بلادهم؟ ويوازنوا بين ما هو مهم وأهم ناهيك عما يسببه ذلك من تفكك أواصر العائلة فالكل صامت أما جهازه أو منعزل وفيه أيضاً قتل لطموح ولا يمتلك هؤلاء بعد ذلك إلا التثاؤب والنوم بالفصل لمن هو في سن الدراسة. وقد شاهدت برنامجاً حوارياً على إحدى الشاشت يتحدث عن وجود تقنيات متطورة للإشراف على استخدام الابن للإنترنت عبر برامج معينة ولفت عناية الابن لذلك وعدم ترك الابن في عزلة مع أجهزته. وبهذا يصبح الانفتاح على الآخر أمرا يحتاج إلى أخذ الحيطة والمراقبة المستمرة في إطار أهداف تربوية مباشرة لرفع مستوى الوعي لدى الناشئة بالذات حتى يتم التخلص من سرطان التعصب والتطرف والانحلال الخلقي الذي يبثه شياطين الإنترنت حتى لا تزداد الهوة والتضخم السرطاني. فحرية الابن لا بد أن تكون منضبطة ومحكمة فيجب الإقبال الحذر والمتحفظ لما يحويه الانترنت.