تكبيرات تملأ الأركان بهجة وفرحة منذ تباشير الصباح الأولى بقدوم عيد الفطر السعيد، وساحات وشوارع تعج بالمصلين الذين أتموا صومهم ليتوافدوا تباعا لأداء صلاة العيد وسط أجواء إيمانية وقلوب صافية يهنئ بعضهم البعض على إتمام الشهر الفضيل بعد الصلاة والخطبة داخل وخارج المسجد.. الأطفال لبسوا كل جديد وقد حملوا بأيديهم أكياس الحلوى التي جهزوها خلال رمضان وتسارع النساء بتوزيع الهدايا والحلوى للكبير والصغير بابتسامة وتختتمها بتهنئة "من العايدين الفائزين". يوم الجوائز تقول أم ابراهيم -موظفة قطاع خاص- عن هذه الشعيرة بوصفها يوم الجوائز: يوم العيد هو يوم الجوائز والذي لا يكتمل إلا بصلاته، حينما كنت صغيرة لم أكن أستطيع أداء صلاة العيد والسبب يعود إلى أن والدتي -رحمها الله- تشقى بتنظيف المنزل وإعداد حلويات العيد بأنواعها المختلفة لذلك لا يأتي وقت الصلاة إلا وقد انهكنا التعب فنستغل هذا الوقت بالراحة قبل أن يأتي الضيوف إلى منزلنا. وتضيف حينما تزوجت وانتقلت إلى مدينة أخرى كان زوجي يحرص على تأدية صلاة العيد ويحرص أكثر لأرافقه بطريقه إلى المسجد، ولا أستطيع أن أصف شعوري لأول مرة فأن تلبس الجديد وتذهب مبكرا مشيا على قدميك تحفك روحانية وطمأنينة جميلة لا تشعر بها عن غيرها من أيام السنة، تبدأ بالتلفت من حولك لتجد الناس وفودا يرافقونك بالطريق إلى مصلى العيد، حينما تنتهي الصلاة والخطبة وتجد أن الصباح عم المكان وتنفس، والناس تسلم على من تعرفه ومن لا تعرفه في مشهد إيماني جميل يدل على سماحة وروعة هذا الدين. مشهد روحاني ويتفق معها عبدالله الحربي -معلم- ويقول: صلاة العيد لها طعم مختلف فتجد العائلات كلها تخرج مع بعضها البعض صغارا وكبار رجالا ونساء إلى المسجد لحضور خطبة العيد وأداء الصلاة في مشهد روحاني جميل. ويردف إن صلاة العيد بالنسبة لي ارتبطت بأيام الطفولة؛ حيث يحرص والدي -رحمه الله- أن يأخذني أنا وأخوتي إلى المسجد بعدما نلبس ثيابنا البيضاء الجديدة فيقوم بتطييبنا واحدا تلو الآخر ثم يخبرنا كيف نؤدي الصلاة، وكيف نعايد لأظل أردد عبارات التهنئة حتى أصل للمسجد لأنساها بعد أداء الصلاة وأقع بالحرج عند السلام على الناس. حضور العائلات وتبين فاتن العقيل -موظفة قطاع خاص- أن العديد من العائلات تحرص على أداء صلاة العيد والحضور مبكرا لترسخ في أذهان أطفالها أهمية العيد كعبادة دينية يأتي كمكافأة بعد شهر الصيام، يعلمهم حضورها إحياء السنن وآداب المسجد ويكسبهم عادات النظافة والتطيب والطهارة لدخوله، والإنصات للخطبة والتكافل الاجتماعي ودخولهم عالم الكبار والاندماج فيه، من جمال هذه الصلاة أنها تختلف عن غيرها من الصلوات، فيستحب فيها أن تخرج ماشيا وأن تأكل شيئا قبل ان تخرج، كأن تأخذ ثلاث تمرات، ويستحب فيها أيضا أن تعود بطريق آخر غير الذي أتيت منه وذلك للسلام على أهْل الطريقين وشهادة بقاع الأرض، ومنها التفاؤل بتغيُّر الحال إلى المغفرة، ومنها قضاء حاجة مَن له حاجة في الطريقين. ليلة العيد وتوضح نوف القحطاني -معلمة- أن أجمل الليالي هي ليلة العيد؛ حيث يتم الاستعداد لها من بعد صلاة العشاء فبعد تجهيز المنزل وتنظيفه استعدادا لاستقبال الضيوف في صباح العيد، يخلد الجميع إلى النوم مبكرا خلافا لما اعتادوه في شهر الصيام للاستيقاظ واللحاق بصلاة العيد، وتضيف دائما ما أحرص على تجهيز كل شيء في الليل؛ لأبعث روح العيد وحماسته إلى قلوب أطفالي الصغار، فأقوم بتجهيز ثيابهم البيضاء الجديدة وأعطرها وبالجوار عباءة صغير لطفلتي لأجدهم وقد استيقظوا قبلي متحمسين استعدادا لصلاة العيد. وتردف أنه لابد أن ندخل حماسة العيد ونحببها لقلوب أطفالنا ليزيد تعلقهم بتأدية هذه الشعائر برضى تام من غير إجبار، فتجد السعادة قد غمرت قلوبهم بعد شهر الصيام وتجربتهم بالصوم التي لم تخلُ من العطش والجوع في فصل حار ليكافؤوا بعيد مليء بكل ما لذ وطاب. الصلاة والحلوى تضيف منيرة العجمي -طالبة جامعية- دائما ما تستعد والدتي ليلة العيد بتجهيز ما تريد أخذه معها إلى المسجد، بالرغم من أنها لا تحب الخروج كثيرا إلا أنها تحرص دائما على حضورصلاة العيد، حيث تقوم قبلها بيومين بتجهيز "عيديات" من الحلوى وبعض المال البسيط وتضعه في أكياس زينة حتى تقوم بتوزيعها على الأطفال والعمال بعد الصلاة، فتحبب هذه الفئة في أداء الصلاة وإدخال بهجة العيد لمن اغترب عن أهله، ولا ننسى أطباق العيد فتتفق مع جاراتها لإعداد أطباق لذيذة يفترش بها بمصلى العيد بعد الخطبة ويجتمع الرجال والأطفال لتناولها. وتتفق معها زهوى عبدالله -ربة منزل- وتذكر أن حلوى العيد تسابقنا إلى المسجد فمنذ ليلة 28 ونحن نجمع بهذه الحلوى استعدادا لما بعد الصلاة، وهناك عادة بيننا وبين جارات أمي نجمع مبلغ مالي ونشتري بها حلوى وكسوة للأجانب ونقوم بتوزيعها بعد الصلاة لمن هم في الشارع ولا أستطيع أن أصف الفرح الذي يدخل إلى قلوبهم والراحة والسعادة حينما نقدمها لهم، فمن لا أهل له يوم العيد يصبح الجميع عائلة واحدة مترابطة مع بعضها البعض. ذوبان الجليد الاجتماعي وتختتم لطيفة الشثري -طالبة جامعية- أن صلاة العيد فرحة ولا أشعر بوجوده إلا حينما أؤدي صلاته، فذهابك إلى المسجد مشيا على الأقدام متعة بحد ذاتها لا نجربها نحن النساء إلا في العيدين، تجدنا منذ ساعات الفجر الأولى وقد بدأنا نستعد بلبس الجديد للحاق بالصلاة والخطبة، والجميل أيضا أن ذلك اليوم يذوب الجليد الاجتماعي بين الناس فتجد غرباء يقومون بمعايدتك لترد بأفضل منها بعيدا عن الرسميات والتكلف فالذي جمعنا رب ودين واحد، فترى أناسا انقطعت عنها شهورا طويلة بسبب مشاغل الحياة لتجدهم وقد اجتمعوا لتأدية شعيرة من شعائر الله. النساء الكبيرات يحرصن على حضور الصلاة إعداد الحلوى وتجهيزها قبل صلاة العيد الكثير يحرص على اصطحاب الأطفال لصلاة العيد سيدة تحمل سجادتها متوجهة لأداء صلاة العيد