سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجبير: خادم الحرمين والرئيس هولاند حريصان على توثيق العلاقات الثنائية أكد في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الفرنسي حرص ولي ولي العهد على تحقيق الإنجازات في وقت سريع
أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ورئيس جمهورية فرنسا فرانسوا هولاند على توثيق العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا في كل المجالات سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو العسكري أو الاقتصادي أو التعليمي. فابيوس: قدمنا دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة واعتمدنا اتفاقاً لتطوير الطاقة النووية وقد وضعت آلية للتنسيق والتشاور تتمثل في اللجنة المشتركة بين البلدين برئاسة وزيري الخارجية وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع من الجانب السعودي الذي كان يتابع أعمال هذه اللجنة بدقة وحرص وكان حريصاً على أن تحقق انجازات في وقت سريع. وأوضح الوزير الجبير في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أنه جرى التوقيع على نحو عشر اتفاقيات بين البلدين، وهذه الاتفاقيات تم بحثها والوصول إليها في فترة وجيزة لم تستغرق سوى أقل من ستة أسابيع، معرباً عن تطلعه لمزيد من الاتفاقيات والتفاهم بين البلدين في كل المجالات سواء في المجال السياسي- المرتبط بالأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجهها وكيفية التعامل معها والتنسيق والتشاور من أجل إيجاد حلول لها خدمةً لمصالح البلدين - أو في المجال الاقتصادي والتجارة والاستثمارات والتقنية والتسليح والتعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين. وأكد الجبير حرص المملكة على أن تحصل على أفضل التقنية الموجودة في العالم في كل المجالات خدمةً لشعبها واقتصادها، مشيراً إلى أن المملكة وفرنسا لهما تاريخ عريق في مجال التسليح. اجتماع جنيف أثبت عدم جدية الحوثيين في الوصول إلى حل سلمي مع الحكومة اليمنية الشرعية وبيّن وزير الخارجية أن كل الاتفاقيات التي تبرمها المملكة مع فرنسا كان الاتفاق على أن تكون بين الحكومتين مباشرةً دون أي طرف ثالث ودون أي وسيط لضمان أن تحصل المملكة على أفضل التقنية وبأفضل الأسعار. وقال الوزير الجبير "نحن نتطلع للاجتماع مع فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ونتطلع إلى توقيع هذه الاتفاقيات ونتطلع للاستمرار في بحث أوجه وسبل التعاون بين البلدين وكيفية تكثيفه وتقويته وتعزيزه، وأنا أقول ذلك بالرغم من أن العلاقات السعودية- الفرنسية علاقات متينة جداً وعلاقات تاريخية وعلاقات استراتيجية وعلاقات فيها شفافية وفيها تشاور مستمر وفيها تنسيق مستمر، ونحن نسعى إلى تطويرها بإذن الله لتكون أكثر متانة وأكثر قوة وأكثر صلابة". وأعرب الوزير الجبير عن شكره لوزير الخارجية الفرنسي على استضافة الاجتماع الأول لهذه اللجنة، متطلعاً لاستضافة اللجنة في المملكة، كما شكر سمو ولي ولي العهد على إشرافه على أعمال هذه اللجنة ودعمه لجهودها مما أثمر عن إنجازات كبيرة وهائلة. من جهته أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في كلمة له أن الجمهورية الفرنسية والمملكة قد وقّعتا على عدة اتفاقيات في مختلف المجالات من بينها تمويل صندوق استثمار بين هيئة الاستثمار في المملكة والهيئة الفرنسية وذلك لتأمين التقدم الاقتصادي والتعاون وتحسين أوضاع الاستثمار في فرنسا لهيئة الاستثمار في المملكة والعكس وتحسين فرص الاستثمار الفرنسي للفرنسيين في المملكة. وقال "نسعى أيضاً لتوسيع قاعدة استثمار الطاقة في المملكة لاسيما الطاقة النووية حيث قدمنا دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة، وهذه نتائج مساعي سعودية - فرنسية حثيثة لتطوير هذا القطاع، وسنوقع اتفاقاً نووياً لتطوير الطاقة النووية وآخر للتعامل مع المخلفات النووية وطريقة التخلص منها". وأشار إلى مسألة بيع المملكة مجموعة طائرات من نوع إيرباص ومروحيات فرنسية الصنع. وبين الوزير فابيوس أن هناك عقوداً لتطوير القطاع البحري في المملكة ويمثل جزءاً أساسياً من العلاقات الصناعية والعسكرية بين البلدين، كما أن هناك تعاونا في المجال الصحي حيث توجد أكثر من أربع اتفاقيات تتم دراستها تتعلق بأبحاث طبية مهمة يتم العمل على تطويرها مع وزارة الصحة في المملك، مؤكداً أن كل هذه الدراسات والمباحثات تتسارع لأهميتها. وقال "نحن الآن ندفع باتجاه رؤية استراتيجية أساسية ولن نتوقف عند هذه الرؤية وهذا التوجيه من الرئيس الفرنسي وأيضاً من الملك سلمان بن عبدالعزيز لنذهب بتعاوننا وعلاقاتنا الثنائية إلى أبعد من ذلك". ولفت وزير الخارجية الفرنسي النظر إلى أن تاريخَي 12 و13 من أكتوبر المقبل سيكونان موعداً للقاء يجمع رجال الأعمال السعوديين بالفرنسيين في الرياض لبحث عدة موضوعات تم العمل عليها. وقال: "نحن نعمل عليها حالياً ولكن أيضاً نعمل في موضوعات أخرى مثل الاستثمار في سكك الحديد والمواصلات وتحلية المياه وقضايا وموضوعات أخرى ليس آخرها التعاون الدفاعي بين فرنسا والمملكة". وأعرب الوزير فابيوس عن شكره لسمو ولي ولي العهد لإشرافه المباشر على المفاوضات ومتابعة كل الشؤون بتفاصيلها وأيضاً وزير الخارجية الجبير لتفانيه وقدراته العالية. بعد ذلك أجاب وزير الخارجية عادل الجبير ونظيره الفرنسي لوران فابيوس على أسئلة الصحافيين. فحول سؤال عن نتائج زيارة سمو ولي ولي العهد إلى موسكو؟ وهل لمس تغييراً في سياسة موسكو بالنسبة لسورية وإيران واليمن؟ قال الجبير "نحن نبحث ونتشاور مع حلفائنا في العالم حول قضايا المنطقة بشكل مستمر ودائم، وننسق في مواقفنا في هذه الأمور، وفيما يتعلق بزيارة سمو ولي ولي العهد لروسيا كانت هذه الزيارة ثنائية وبحثنا فيها سبل تكثيف وتعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وروسيا". وأضاف قائلا "كما كانت هذه الزيارة فرصة للتشاور مع الجانب الروسي على الأمور ذات الاهتمام في المنطقة سواءً كانت سورية أو أعمال إيران السلبية في المنطقة أو الوضع في اليمن أو غيرها من الأمور. كنا واضحين فيما دار بيننا وبين الجانب الروسي وما تم توضيحه من قبلنا للجانب الروسي وما تم توضيحه من الجانب الروسي للمملكة خلال هذه الزيارة التي كانت ولله الحمد زيارة موفقة. ونأمل أن نستطيع أن نبني عليها للوصول إلى تقريب للمواقف بين البلدين خدمة لمصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة". ورداً على سؤال عن مفاوضات جنيف بشأن اليمن وفشلها وأين تتجه الأزمة في اليمن وما هو موقف المملكة حيال فشل هذه المفاوضات؟ قال الجبير "اعتقد أنه ربما علينا أن نكون أكثر إيجابية ولا ننظر لها كفشل. قد يكون من الأفضل أن ننظر لها كخطوة أولى. هناك خطوات إضافية يمكن اتخاذها ويمكن إعادة النظر فيها. أعتقد أن الحل بالنسبة لليمن واضح ويجب أن يكون قائماً على المبادرة الخليجية وعلى مخرجات الحوار الوطني اليمني وعلى قرار مجلس الأمن 2216 وكيفية تطبيق هذا القرار الدولي وكيفية الوصول إليه لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ولإعطاء اليمن مستقبلاً أفضل". وأوضح الوزير الجبير أن اجتماع جنيف كان خطوة أولى أثبتت أن الحوثيين ليسوا جادين في الوصول إلى حل سلمي مع الحكومة اليمنية الشرعية وأثبتت أن رغبتهم في المماطلة والاستمرار هي محاولة الاستيلاء على الأراضي اليمنية وعلى المدن والقرى اليمنية، مؤكداً أن هذا أمر غير مقبول سواءً لليمنيين أو دول الجوار أو المجتمع الدولي. وقال الجبير: "اعتقد وآمل أن يصل الحوثيون إلى حكمة وقناعة أن المستقبل الوحيد لليمن الذي يؤدي إلى الأمن والاستقرار هو عن طريق العملية السلمية وهو عن طريق تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 " والمملكة تدعم الشعب اليمني، وتدعم الشرعية في اليمن. وأضاف: "نحن نحاول بقدر الإمكان أن نوصل أكبر كمية ممكنة من المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق". وأكد استعداد المملكة وأشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشقيقاتها في دول التحالف على مد يد العون لليمن ومساعدته في إعادة بناء وطنه وإعادة تحسين وضع شعبه الشقيق، بعد أن تنتهي العملية السياسية وبعد أن يصل الفرقاء في اليمن إلى اتفاق يؤدي إلى السلام والأمن والاستقرار. وبيّن معالي وزير الخارجية "يجب أن نكون متفائلين. اجتماع جنيف الأول لم ينجح. لكن لا يعني ذلك أن هذا آخر الطريق. نأمل أن يستطيع الحوثيون أن يرجعوا للعقلانية ويدركوا أن الوسيلة الوحيدة لأن يكون لهم دور في اليمن مثلهم مثل أي فئة ثانية في اليمن هو عن طريق العملية السلمية". وأجاب وزير خارجية المملكة على سؤال حول مساعدة الجيش اللبناني وهل تم تجميدها قائلا: "صحيح توجد اتفاق بين المملكة وفرنسا فيما يتعلق بتسليح الجيش اللبناني بمبلغ وقدره 3 مليارات دولار والاتفاق قائم ومستمر ولا يوجد تجميد للموضوع. سيكون هناك جدولة بالنسبة للدفعات التي ستقدم لاستئناف هذه الصفقة. إنها ستتم حسب الجدولة ولا يوجد أي تغيير في الموضوع". من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في رده على سؤال عن لقاءاته مع الوزير الإيراني للعلاقات الخارجية، والتوصل في الثلاثين من يونيو لاتفاق نووي مع الإيرانيين، وهل بحث هذا الموضوع مع الوزير عادل الجبير؟ "فيما يخص الموضوع النووي الإيراني واتصالاتنا مع الوزير الإيراني الذي التقيته يوم الاثنين الماضي وبعد أن اجتمعت مع بعض وزراء الخارجية الأوروبيين في اجتماعٍ إضافي، قلت للوزير الإيراني: "نحن نتمنى أن نتوصل إلى اتفاق ولكن على هذا الاتفاق أن يكون صارماً وأن يكون اتفاقاً جيداً ولا يكون اتفاقاً سيئاً". وأضاف قائلا "لكن ما عنيته هو أن يتم تحديد القدرات البحثية وتطوير إنتاج النووي الإيراني بشكلٍ جذري. من الجانب الإيراني يجب على إيران أن تقبل بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية وبالتالي أيضاً تقبل بمسألة التفتيش لمتابعة تنفيذها لهذه الاتفاقيات. إن زيارات هيئات التفتيش ضرورية لنؤكد أن الاتفاق صارم وأساسي ويمكننا التحقق - إذا ما رفعنا العقوبات - من أن إيران ستلتزم بالاتفاقات. حتى الآن نسعى لأن تتجه المفاوضات بهذا الطريق. من جديد تكرر وتجدد فرنسا سعيها لأن يكون هناك اتفاق صارم. نحن نبقى على موقفنا ولن نتخلى عنه". ثم علق الوزير عادل الجبير على ذلك قائلاً "أود أن أعبر عن تقدير المملكة ودعمها للموقف الفرنسي فيما يتعلق بالمباحثات بين الدول 5+1 وإيران. نحن لدينا نفس الهدف في النتائج التي يجب أن تصل لها هذه المفاوضات. التشاور والتنسيق بين المملكة وفرنسا قائم ومستمر". وحول سؤال بشأن تسريبات ويكيليكس التي تتعلق بالتجسس على الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وماذا ينتظرون من السلطات الأميركية حيالها؟ قال وزير الخارجية الفرنسي "لقد صدر عن وزارة الدفاع أو مجلس الدفاع الأعلى بيان هذا الصباح. ووزير الدفاع أيضاً سيشرح المسألة للمجلس الوطني. البرلمان الفرنسي سيصدر عنه بعض الايضاحات. هذا المساء سأتصل بنظيري الأميركي لأتحدث وأوضح له أن خطوات التجسس عمل غير مقبول. هذه الاتصالات التي كانت جارية لا يجب التجسس عليها وهذه الخصوصية يجب أن تحترم وسنسعى لأن نضعها بقوة على الطاولة لأننا نرفض أن يتم التجسس بشكل قريب على 3 من رؤساء الجمهورية الفرنسيين. يجب أن يكون هناك نوع من الثقة بين الحلفاء. فعندما تصدر هذه التصرفات من جهة ما فيجب علينا أن نأخذ ذلك بشكل جدي للغاية". ورداً على سؤال عن الموقف الروسي المستجد من من القضية السورية وهل تغير؟ قال الوزير فابيوس: "في الأيام الماضية كان عندي مجال لبحث القضية السورية مع كثير من المسؤولين في مصر وأيضاً ناقشت الموضوع السوري مع العاهل الأردني في الأردن والتقيت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وايضاً بحثت هذا الموضوع مع الرئيس الفلسطيني وبالأمس التقيت وزير الخارجية الروسي وأيضاً ناقشت القضية السورية مع وزير الخارجية الألماني واليوم مع وزير الخارجية في المملكة وسنواصل هذه المناقشات. أنا لا أريد أن أقول إجابة عن سؤالكم ما هو الموقف الروسي؟ أنا لا أعبر عنهم نيابة عنهم ولكن ما يمكنني أن أقول هو أن أجدد التأكيد على موقف فرنسا. هناك حاجة لحل سياسي للوضع في سورية فلا يمكن أن تستمر إراقة الدماء في سورية ويستمر الأزمة هناك بالوضع السيىء الذي هو فيه الآن". وأضاف وزير الخارجية الفرنسي قائلا "ما نتمناه نحن هو أن تجد سورية الأمن ووحدتها من جديد وقدرتها على مجابهة الجماعات المتشددة. وأيضاً يجب أن يكون هناك بعض الأعضاء أو الأشخاص من النظام. لا يمكننا أن نتخلى عن الدولة وندعها تذوب. أيضاً يجب أن يكون هناك حوار بين النظام والمعارضة كي يتم التوصل لخط سياسي أو طريق يمكن أن يؤدي لوقف النزيف وفرنسا تعمل في هذا الطريق بشكل جدي". وأردف الوزير فابيوس قائلا "سنناقش هذا الموضوع مع شركائنا العرب وايضاً سنناقش هذا الموضوع مع الأتراك ومع الولاياتالمتحدة وأيضاً مع الروس. هذا الاتجاه هو الطريق التي تسلكها باريس وسياسة فرنسا للخارج هو تحقيق السلم والأمن في العالم. والموضوع الإيراني هو مثال على ذلك. نحن نسعى لعدم انتشار الأسلحة النووية. هذا بالضبط ما نقوم به بخصوص مالي والعراق وسورية. نحن لاحظنا التوصل إلى اتفاق بين الجماعات في الشمال وبين الحكومة المالية. هذا الاتفاق نتمنى أن يأخذ طريقة للتنفيذ وقد توصلنا إليه بواسطة تدخلنا نحن الفرنسيين وتم دعمنا من قبل الدول الافريقية الأخرى. هدفنا هو الأمن والسلام وهذا لا يعني أن نتخاذل أو نكون ضعفاء".