هي مسافة لا تتعدي الخطوات، تلك التي تفرق بين كثير من الخيم المنصوبة في مراكب النيل وبين الباعة الجالسين علي الكورنيش، هذه المسافة المكانية بين العالمين تحمل مسافة شاسعة في أمور أخرى أهمها هذا الفارق الغريب بين أسعار كل مكان في المشروبات. فكوب حمص الشام الذي يباع علي الكورنيش بجنيه أو أقل أحيانا، سعره وصل في الباخرة النيلية والخيمة المنصوبة فيها إلي 30 جنيها، وكذلك كوب الشاي وفنجال القهوة وياميش رمضان بالإضافة الي حجر الشيشة الذي يباع علي المقهي البلدي ب50 قرشا أو 75 قرشا وصل سعره في الخيم إلي 10 جنيهات وأحيانا 15 جنيها، كما ظهرت عبارة الحد الأدني للطلبات وأسعارها في هذه الخيم بقوة ووصل هذا الحد الأدني في بعض الخيم إلي 200 جنيه للفرد. كل هذا لسبب واحد وهو حضور نجوم الغناء في هذه الأماكن وأحيانا يغني «الدي جي» عن وجودهم ويكتفون بالحضور للترويج للمكان. فوجود النجوم في الخيم يزيد من شهرتها، فمثلا عندما حضرت نانسي عجرم إحدي الخيم وسهرت ليلة رمضانية في القاهرة تحولت هذه الخيمة إلي واحدة من أهم الأماكن التي يتردد عليها رواد ليالي رمضان أملا في مشاهدة نانسي. وكذلك افتتاح إحدي الخيم بضاحية مدينة نصر وظهور النجمة اللبنانية نيكول سابا كان له فعل السحر للترويج لهذه الخيمة، وكذلك حضور بعض نجوم التمثيل لبعض الخيم خاصة تلك الموجودة علي الطريق الصحراوي مثل سمير غانم وفاروق الفيشاوي وليلي علوي وأحمد رزق وحنان مطاوع ومحمد نجاتي وأحمد آدم وغيرهم. الطريف في الموضوع أن النجوم غالبا لا يتم محاسبتهم بالحد الأدني باعتبار أن وجودهم أفضل دعاية للمكان، لكن الآخرين عليهم تحمل فاتورة خيمة النجوم!