عادة ما تكون قطرات الدموع ونبرات العيون خير تعبير لألم الفراق على محب قد غاب وقتها ندرك أن في كل دمعة عين وقطرتها تعبيرات صادقة لا يصورها الإنسان وفقاً لأهوائه لتعبر عن حال مليء بالتزوير لكنها محملة بصدق المشاعر في المواقف. وان كنا قبل أيام أو شهور أو حتى سنوات قلائل مضت قد سكبنا من دموع الحزن على فراق الأحبة ما لا يمكن أن نتوقعه لأناس عاشوا معنا سنوات علمونا وأرشدونا فإننا اليوم نسكب من قلوبنا دموعاً أخرى تعبر على فراق أيام من عام مضى لم نعرف ماذا جنينا منها. وبين فراق عام واستقبال آخر تمضي بنا الأيام بساعاتها الأولى لتحمل لنا بشرى لبسمة قد تعود ونحن نتبادل التهاني بالعام الجديد ونسأل أنفسنا ما الذي قدمناه من خير وما الجديد الذي سنقدمه لهذا العام أجديد الملابس التي نرتديها؟ أم جديد الدار التي سنسكنها؟ أم جديد المحبة الصادقة لمن حولنا؟. إن بداية العام الجديد بحاجة إلى قلوب نقية ذات طابع جديد لا تحمل كرهاً ولا حقداً وحسداً على الآخرين . والفخر والاعتزاز بالجاه أو المال لا يمثل في حياة الآخرين شيئاً يذكر لإدراكهم بأنه زائل لا محالة وان بقي معهم لآخر العمر فانه سيكون عائقاً أمامهم يوم لا ينفع مال ولا بنون وعلينا أن ننظر اليوم لأمسنا وما قدمناه ولغدنا وما سنقدمه فالأيام تسير بنا إلى خط نهايتنا التي نجهلها. ومع نهاية العام الهجري 1430 ودخول العام الجديد 1431ه فإننا بحاجة إلى دراسة كاملة لأعمالنا والبعد عن كلمات المديح والثناء فالعام الجديد فرصة للجميع لفتح القلوب وتنقيتها والنظر نحو الآخرين بمنظار التقدير والاحترام والبعد عن الكبرياء والغرور الذي لا جدوى منه فكم من مغرور بالحياة جاءت نهايته أكثر ألماً. وعلينا أن نفتح أبواب المصارحة في عامنا الجديد قبل أن نفتح أبواب المطارحة للنقاش والحوار أما الاعتماد على التلميع فمن المؤكد أنه سيؤدي إلى اختلال في القدرة على المواجهة. ولابد من وضع معايير علمية تحدد نسبة النجاح الذي تم تحقيقه خلال العام الماضي وألا ينخدع البعض منا بكلمات يسوقها شخص يدعي علمه الواسع وقدرته على المهارة في العمل وهو في الحقيقة مجرد إنسان يبحث عن مال. فهل من الصواب أن ندعي النجاح لأعمالنا مع بداية عامنا الجديد ونحن لازلنا نعاني الكثير من السلبيات لابد من فتح أبواب النقاش والمصارحة مع بداية عامنا الجديد لنجعله جديداً في أيامه وجديداً في أساليب الحوار. إننا لسنا بحاجة إلى كلمات منمقة تحمل من أساليب الاشادة لأعمال لم نقدمها أو الحديث عن أشخاص لم يقدموا شيئاً فنعمل على تلميع صورهم أمام الآخرين ونحولهم إلى شخصيات عملية. لابد أن يكون عامنا الهجري الجديد مليئاً بالحب والأمل لغد جديد والبعد كل البعد عن الصور الزائفة إن أردنا نيل تقدير واحترام الآخرين.